عندما تريد أن تعيش عليك أن تبتكر، وأن تصنع مستقبلك بنفسك، هنا غزة .. المدينة التي تصنع الرجال من كدر المعاناة، فلا بأس أن رأيت شاب في مقتبل عمره يدرس في تخصص ما ويعمل في مهنة لا تمس دراسته الجامعية بصلة.

الشاب مؤمن أبو شهلا صاحب 24 عاما، بعد أن تخرج من قسم المحاسبة من جامعة الأزهر توجه لصنع  المشغولات الخشبية ليصنع واقعآ أفضل من الواقع المعاش في غزة. 

يقول أبو شهلا عن بدايته في هذه المهنة: "أحب الأشياء الخشبية منذ صغري، فنما معي حب هذه المشغولات إلى بعد أن تخرجت من الجامعة، وكأي خريج صدم من الواقع والحياة ما بعد التخرج.

ويضيف أبو شهلا :" أن الظروف، ونسبة البطالة العالية في قطاع غزة لم تكن عائق أمامي فكنت أقوى من هذه الظروف الصعبة وبدأت بتصميم أول قطعة خشبية من مادة بسيطة؛ وعرضتها على الأهل والأصدقاء، وشجعوني على الاستمرار". 

وتتنوع الإبداعات التي يقدمها أبو شهلا من الخشب حيث قام بافتتاح متجره الخاص باسم "غسق ستور" والذي يضم الكثير الكثير من الأشياء مثل : مكملات الديكور المنزلي ويمزج معه المعادن، وصناديق للمهر، والكافي كورنر، والأرفف الخشبية، واستخدام الأخشاب التي تتم إعادة تدويرها . 

التحديات والصعوبات تواجه كل شخص في قطاع غزة، حيث أننا في القطاع نعاني من الحصار منذ 13 عامآ التي تسبب في العديد من المشاكل التي ضرت أبناء قطاع غزة منها : انعدام فرص العمل، وأوضح أبو شهلا :" أن أبرز التحديات التي تواجهه هي نقص السيولة لشراء المواد الخام والمعدات، وعدم توفر بعض المواد الخام، وانقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر ". 

ووجه أبو شهلا رسالة أخيرة إلى جميع الشباب الخريجين وقال :" الوضع الاقتصادي في غزة سيء على الجميع،  ويجب علينا أن لا نستسلم لهذه الظروف السيئة وأن نسخر الطاقة الشبابية التي نمتلكها ونتمسك بالإرادة والأمل رغم رماد المعاناة، وأن نرسم طريقنا بأنفسنا بنفس قوية وهمة عالية ".