غزة.. التعليم عن بعد يرهق الأمهات وسط تذمر الآباء بسبب المتطلبات

بي دي ان |

21 ديسمبر 2020 الساعة 12:53ص

يبقى شهر واحد لنهاية الفصل الدراسي الأول لعام 2020/2021 حسب إعلان وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وجائحة كورونا لم تنتهى بعد اكتشافه في منتصف أغسطس الماضي  داخل المجتمع في قطاع غزة ليزيد من معاناة الأهالي بسبب إغلاق المدارس والانتقال إلى التعليم عن بعد أو الافتراضي مع البقاء على طلبة الثانوية العامة للذهاب لمدارسهم في ظل انتشار الوباء في المجتمع.

لم يكن أمام صابرين كحيل خيار سوى أن تكون معلمة مساعدة لأبنائها الأربعة لمتابعتهم في دروسهم وامتحاناتهم المدرسية عبر الفصول الافتراضية خلال ساعات وصل الكهرباء وفي ظل وجود جهاز محمول واحد داخل المنزل.

وقالت لـ"بي دي ان" إن جميع أبناءها في مؤسسات التعليم المختلفة أصغرهم في الصف الثاني وأكبرهم في الجامعة، أنهم ملزمون بمتابعة حياتهم التعليمية من شرح وواجبات وتقديم امتحانات وأعمال خلال المنصة الإلكترونية.

وأضافت أنها فرحة حين قررت الجامعات الذهاب للتعليم الوجاهي مع اتخاذ إجراءات الوقاية والسلامة للطبة الجدد، لتتمكن من متابعة ابنها في المراحل المختلفة، بسبب وجود جهاز محمول واحد لديها، وأن ابنتها الجامعية لا يوجد لدها طلب عليه.

وتابعت أنها تضطر لتوزيع الوقت بين أبنائها خلال فترات وجود الكهرباء ليتمكنوا من التفاعل مع معلميهم، مع شعورها بالقلق من استحالة ذلك وتشككها في حجم الفائدة التي يحصلون عليها، مشيرة إلى أن أصغرهم حتى الآن لا يستطيع تهجئة الحروف رغم كل الجهود التي تبذلها.

الحال لم يختلف عند صالح أحمد الذي اضطر لشراء جهاز لوحي بالتقسيط وأخذ اشتراك إنترنت من أحد أقربائه لأبنائه الخمسة الذين يدرسون في مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين من متابعة دروسهم.

وأوضح أحمد لـ"بي دي ان" أنه يعمل على سيارة أجره ولا يستطيع أن يشتري لكل أبناءه جهاز لوحي أو لاب توب جيد لمتابعة دروسهم، بسبب المدراس المغلقة التي تنشر إعلاناتها للمتابعة عبر الفصول الافتراضية ومجموعات "الواتس آب".

وبين أن أبنائه باتوا أقل حماسة لمتابعة دروسهم بسبب الانقطاع الكهرباء لثمانية ساعات متواصلات وضعف شبكة الإنترنت، ما يؤدي إلى تعطّل الصوت والصورة خلال ساعات التعليم الإلكتروني. مشيرا إلى أنه قلق على أكبرهم من عدم تفوقه في الثانوية العامة، وكذلك خوفه من اصابته بالفيروس في ظل ارتفاع حدة الإصابات في القطاع.

وأكدت المعلمة شيماء سالم، أن التعليم الإلكتروني يشكل عبئا كبيرا على المعلمين والأهالي، وأنها كمعلمة مطلوب منها الكثير من الإمكانات الفنية والخبرات حتى تستطيع متابعة طلبتها، هذا يعني وجود أجهزة تسجيل وخط إنترنت ولاب توب، "فهل أنا قادرة على توفير كل ذلك لي أم لأبنائي الذين يفترض أن يتابعوا دروسهم" على حسب قولها.

وقالت سالم لـ"بي دي ان" أن حجم الطلبة المتفاعلين مع الدروس الافتراضية لا يزيد على 30%، وهم الذين تتوفر لذويهم الحد الأدنى من الإمكانيات المالية حتى تمكنوا من توفير لأبنائهم المستلزمات الفنية والتقنية. مبينة أن حجم استفادة أغلبهم محدودة والقدرة على تقييم الطالب محدودة لوجود إدراك أن الأمهات يقمن بحل واجبات أبنائهن في الامتحانات عن بعد.

وشددت على أن هناك ثلاث عوامل يجب أن توفر من أجل نجاح العملية التعليمية عن بعد وهي انتظام الكهرباء، وتوفر خط الإنترنت وجودته وتوفر الأجهزة الإلكترونية وهي غير متوفرة في قطاع غزة فعليا بسبب تداعيات 14 عاما من الحصار والانقسام.

يذكر أن وزارة التربية والتعليم بغزة، أعلنت في الخامس من الشهر الحالي أنها توصلت لاتفاق مع وزارة الاتصالات لتوفير خطوط إنترنت مجانية للطلبة والمعلمين للوصول للمواقع التعليمية الخاصة بالوزارة مجانا دون دفع رسوم اشتراك، وأنه على أولياء الأمور أن توفير اللوجستيات اللازمة للتواصل مثل الراوتر والأسلاك وغيرها.