الذكرى السبعون للثورة الناصرية

بي دي ان |

20 يوليو 2022 الساعة 12:12ص

لا يجوز ان تحل ذكرى 23 تموز / يوليو، ذكرى الثورة المصرية البطلة والشجاعة عام 1952، التي أحدثت تحولات استراتيجية في معادلات الصراع في الإقليم، وخلخلت البنى السياسية في الوطن العربي، وشقت طريق النور والبناء وتحرر الانسان المصري خصوصا والعربي عموما من الأنظمة البائدة والاستعمار الغربي الرأسمالي أولا؛ ومن أدوات وركائز تلك الأنظمة ثانيا؛ وفتح طريق النهوض والتحرر الوطني في ربوع العالم العربي ثالثا؛ والمساهمة مع الشعوب وقوى حركات التحرر الوطني العربية لنيل حريتها واستقلالها السياسي رابعا؛ وتعميق وتوسيع دائرة التشارك والتعاضد والتكافل مع قوى التحرر الوطني في القارات الثلاث: افريقيا واسيا وأميركا اللاتينية خامسا؛ وخلق وتأسيس المنظمات القارية والأممية حاملة هموم الشعوب المظلومة والخاضعة للاستعمار والابرتهايد والعبودية، وتشكيل حاضنة لكفاحهم على المستويات المختلفة سادسا؛ والاسهام الفاعل في دوائر وهياكل الأمم المتحدة للدفاع عن قضايا الشعوب سابعا؛ واحتضان خاص للقضية الفلسطينية، قضية العرب المركزية، والدفاع عن حقوق الشعب العربي الفلسطيني المسلوبة، وخوض غمار الحروب لتحقيق هدف التحرر مع دولة الاستعمار الإسرائيلية ومن يقف وراءها او معها من دول الإقليم ثامنا.
كانت الثورة المصرية بقيادة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر قبلة المصريين والعرب والافارقة والاسيويين واللاتينيين الاميركيين وحتى انصار السلام والعدالة في دول الغرب الرأسمالي، وكانت حليفا هاما للاتحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكية. حاولت قيادة الثورة تغيير دفة التاريخ باتجاه بوصلة الشعوب وتحررها، واحدثت ثورة ثقافية عظيمة، وحاربت الامية والتخلف والاقطاع السياسي، والانوية البرجوازية المتورطة مع أنظمة الاستعمار القديم، وهدمت بمداميك وسواعد الفلاحين والفقراء والمسحوقين والعمال جدران الحرمان والظلم، وبنت مؤسسات الدولة الحديثة بمعايير تلك المرحلة، واعادت بناء مؤسسة الجيش على أسس وطنية وقومية واممية، وأضاءت شمس الحرية للشعب المصري.
نجحت وفشلت الثورة في المحطات المختلفة من مسيرتها المتواضعة، وجابهت أعداء الداخل والخارج قدر ما استطاعت، ولم تستسلم رغم هيمنة تيارات دخيلة عليها، وارتدادات من بين صفوفها على منجزات الثورة ومعاييرها الوطنية والقومية ومازالت قوى الثورة الناصرية تحمل الراية دفاعا عن الامة وشعوبها، وفي المقدمة دفاعا عن شعب مصر وحياضها الوطنية والقومية. ولم تتخلَ المحروسة عن فلسطين وقضيتها واهداف شعبها، ولا عن دعم واسناد قيادتها الشرعية، قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وتعمل بثبات من اجل تحقيق قفزة حقيقية في حقل المصالحة، واستعادة الوحدة الوطنية. لا سيما وان المصالحة الوطنية، وعودة الشرعية لمحافظات الجنوب الفلسطيني يشكل عامل قوة للامن الوطني المصري، ويضعف قوى التخريب والتكفير والتخوين، ويعزز التكامل الاخوي على الصعد كافة بين الشعبين والقيادتين.
ومع ذلك تملي الضرورة على القيادة المصرية ان نسنخدم كل أوراق القوة المتوفرة بيدها، ومنها المبادرة الجزائرية الشقيقة لتدفع بعربة المصالحة والوحدة الوطنية الفلسطينية للامام. لان ذلك يصب مباشرة في تصليب الموقف المصري ويعزز حضوره على المستويين العربي والإقليمي الاوسع.
وبالعودة للثورة الناصرية المجيدة في ذكراها السبعين، اود ان اجدد التأكيد على ان العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه يفتقد الزعيم الخالد جمال في الظروف الراهنة، رغم كل ما أصاب الثورة المصرية من وهن وتراجع في محطات مختلفة، ولكن كانت وستبقى مصر السواعد السمراء، مصر الثقافة والفن، مصر التاريخ والحضارة الفرعونية والعربية الإسلامية، مصر الناصرية والانتصار على العدوان الثلاثي 1956، واكتوبر 1973، ومصر الفدائيين الابطال ومنهم مصطفى حافظ واحمد عبد العزيز وغيرهم الاف وعشرات الاف من ابطال الثورة والجيش والحركة الوطنية المصرية، مصر السد العالي وقناة السويس ومصانع الحديد والصلب، مصر العمران وإزالة العشش وكهربة البلاد، مصر العلم والمعرفة امتدادا للناصرية، وحاملة هموم وقضايا الامة كلها، وستبقى عيون شعوب الامة مصوبة نحو النيل الخالد، وشعب المعجزات والتاريخ التليد ليعيد المجد الناصري كما يليق بعظمة وعبقرية مصر. وكل عام والثورة المصرية بخير. والرحمة والسلام لروح جمال عبد الناصر بطل وحبيب الامة العربية.
[email protected]
[email protected]