ماذا حمل بايدن في جعبته للفلسطينيين؟

بي دي ان |

15 يوليو 2022 الساعة 08:49م

السلام يبدأ من فلسطين والقدس، حقيقة بات يدركها العالم أجمع، وأنه لا استقرار في المنطقة إلا بانهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، لكنها مكابرة دول عظمى بالسلاح والذخيرة لحقيقة شعب فلسطيني أعظم بالتضحيات والنضال وحفاظه على ثوابته الوطنية.
 
على ما يبدو أن زيارة الرئيس الأمريكي بايدن لدولة فلسطين هذا اليوم لم تلق حماسًا كبيرا ولا هامشًا من التفاؤل لدى الشعب الفلسطيني بشكل عام، وأظن أيضا القيادة الفلسطينية. 

بايدن كما سابقيه من الرؤساء الأمريكيين الذين زاروا فلسطين سابقًا وعبروا عن ضرورة حل الدولتين وإرساء الحقوق الفلسطينية، لكن دون أي خطوات فعلية حتى أن بايدن اليوم كان حديثه عن الحقوق الفلسطينية باهتًا لا يحمل أي إصرار ولا خطط مستقبلية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، على العكس تماما. 

لقد أعربت صحيفة هآرتس العبرية اليوم الجمعة، أن إسرائيل تشعر بارتياح تجاه زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي كان أظهر دعمه لها، وتجاهل بشكل كبير القضية الفلسطينية.

بايدن الذي زار إسرائيل أمس قبل زيارته لمدينة بيت لحم "مدينة السلام" الذي لا يدركه الامريكيون ولا الإسرائيليين ولم يقتنعون به. 

تجاهل قضية تجميد الاستيطان وكان مجاملا فقط في قضية استشهاد شيرين أبو عاقلة. باختصار لم يقم بايدن بأي عملية ضغط على إسرائيل تجاه أي من القضايا الفلسطينية، وهذا يبدو طبيعيًا حينما نعلم أهداف زيارة بايدن للمنطقة والتي تتمثل في جوهرها بالتعهد من جديد لحماية أمن إسرائيل، ودمجها في المنطقة العربية دون ضرورة حل القضية الفلسطينية كما أقرتها المبادرة العربية.  

أمريكا وإسرائيل بعيدون شيطنة إيران  أكثر من شيطنتها الحالية، لجعلها العدو الأول والأخير في نظر العرب (وفي نظري إيران لا تقل خطرًا عنها)، واخفاء العدو الحقيقي والأساسي في المنطقة العربية واشغال العرب عن دولة الاحتلال ومن جانب آخر، العمل على كي الوعي العربي تجاه هذا الاحتلال الذي يعمل جاهدا على احتلال المنطقة العربية بشكل أو بآخر وصولًا إلى دولة إسرائيل الكبرى، وهو الحلم الإسرائيلي الذي يسعى هذا الكيان الاستعماري لتحقيقه ويستخدم كل الوسائل في سبيل ذلك ولعل أهمها وأخطرها "اتفاقية ابراهام" وما يصاحبها من عملية تطبيع مع بعض الدول العربية التي هرولت لتوقيع اتفاقية سلام مع عدو الأمة دون أي مبرر. 

بايدن لم يحمل في جعبته فلسطينيا سوا مبلغا من المال لذر الرماد بالعيون منها مئة مليون دولار دعم لمستشفى المقاصد ومبلغ مئتين وعشرة ملايين دولار دعما للاونروا، مع بعض تسهيلات مرورية بين الضفة الغربية والأردن، وهو يدرك جيدا أنها رشوة غير مقبولة. فالفلسطينيين قضيتهم سياسية ولن تكون يوما اقتصادية، وأن هذه الحبات التي يلقونها لن يلتقطها الفلسطينيون بفرح. 

لقد بدا واضحًا أن الفلسطينيين ورغم ما تحدث به الرئيس الفلسطيني محمود عباس للرئيس الاميركي في زيارته تلك، وأعاد تذكيره للمرة المائة بوجوب انهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، والعمل على احلال السلام القائم على أساس الشرعية الدولية، وحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران، ودولة عاصمتها القدس الشرقية، ووقف الاستيطان وعنف المستوطنين، ومحاسبة قتلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة، إلا أن الأمل يبدو ضعيفًا جدا من تحقيق شيء مما ذكر وتم التذكير به، لأن الانحياز الأمريكي لإسرائيل لا يمكن أن يصاحبه ضغط عليها في سبيل تحقيق أي من المطالب الفلسطينية العادلة. 

بالتالي يبقى الفلسطيني هو من يحدد خياراته ووسائل التحرير والصمود لديه، وحشد طاقاته وامكانياته وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وحشد مناصريه في كل بقاع الأرض واستخدام الفعل الرسمي والشعبي والدبلوماسي وكل ما هو متاح لتحقيق حريته المنشودة على أرضه. فامريكا ليست دولة توكل لها مهمة انصاف الشعب الفلسطيني.