​​​​رسالة إلى الرئيس الأمريكي

بي دي ان |

13 يوليو 2022 الساعة 06:48م

إلى  الرئيس الأمريكي جوبايدن.. سؤال مهم للغاية: كيف نبدأ؟

​​​​​​​"منذ قرون عديدة، كتب القديس أوغسطين، وهو قديس بالنسبة لكنيستي، أن الناس هم عبارة عن مجموعة تحددها الأشياء المشتركة في محبتهم. ويتم تعريفهم من خلال الأشياء المشتركة في محبتهم. فما هي الأشياء المشتركة التي نحبها كأميركيين، والتي تعرفنا كأميركيين؟ أعتقد أننا نعرفها. إنها الفرصة، والأمن، والحرية، والكرامة، والاحترام، والشرف، نعم، والحقيقة".

السيد الرئيس..بجانب ومواقفك المتحضرة والحضارية والاخلاقية والاجتماعية والفكرية والانسانية وحتى الدينية؛ فالأحرار لا يفاوضون على مبادئهم على فقدان حريتهم في الاعتراض و على شرف الكلمة، او على فقدان الراي الحر ويقعون على فقدان النزاهة والاستقلالية والحرية، حتى انك اذا قلت الحقيقة وهي في حساباتك او ضد حسابتك فلا انك تنوي شيئا اخر. لعلك حينئذ تنوي نفيها وهزيمتها ومقاتلها. عل كل حال.. هذه كلماتك منذ وقت قريب ونحن نرحب بالكلمات.. ولكن تحيا الأفعال. ومع أهمية أن تنطوي الكلمات على أفعال، ففي السياسة لا بد أن تكون كل كلمة قابلة للتحول إلى فعل مثمر على الأرض.
الأولوية..
السيد الرئيس.. لا سلام بدون حق الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. وبما أننا دولة فلسطين وعضوا مراقب في الأمم المتحدة ولدينا عنوان سياسي واحد وهو السيد الرئيس أبو مازن رئيس دولة فلسطين ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، فإن مسؤولية تحقيق المطالب الفلسطينية هي مهمة  الرئيس أبو مازن رئيس دولة فلسطين, والعنوان السياسي والمنتخب من الشعب الفلسطيني. وبخبرة السنين يعرف أن الجانب الشخصي في السياسة العالمية له ودوره المهم للغاية، هو يعرف أنهم يثقون به، ويثقون بحكمه الصائب على الأمور، لذلك قام بهذا الدور الوطني الكبير، ليس لأنه مسؤول عن كل الشعب ، بل لأنه مسؤول عن إعلان الحقيقة دفاعا عن دولة فلسطين، هذا هو ما يحتمه عليه الإحساس بثقل المسؤولية الكبيرة، وأن لدى الشعب الفلسطيني ما يمكن أن يقدمه للعالم.

السيد الرئيس جوبايدن. أن زيارتكم إلى "إسرائيل" تشكل آلية جديدة في دعم وشرعنه للاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، والتعاون المشترك بينكم في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية. تشكل دعم واستمرار للاحتلال الإسرائيلي.. فالشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ 1948 واحتلال الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة 1967، ولم يتم تنفيذ أي من قرارات مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، نريد أن تتوقف الإدارة الأمريكية برئاستكم، ودول العالم عن الكيل بمكيالين, أن الشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد الذي يعيش تحت أطول احتلال في العالم. تحت اقسى تشويه وتعذيب بأقسى و افظع اساليب المعاناة. وبأكثر الاساليب همجية ووحشية بكل الاساليب التى هي اكثر دموية من كل الاساليب الوحشية. فكيف استطاع هذا الذي تؤيده ان يهبط بك الى هذا الحضيض الاخلاقي؟! ان هذا الاحتلال يتفوق في وحشيته على جميع الوحوش التاريخية .. على جميع الوحوش بالميلاد او حتى بالموهبة.

السيد الرئيس.. يقول الشاعر الإنجليزي "رديارد كبلنغ"، إن "الغرب غرب والشرق شرق ولن يلتقيا". الواقع أننا التقينا هذه الأيام، واتضح أن الغرب أيضًا ينتج نفس الوحوش. واتضح أن حضارته  فيها كهوف صالحة لتربية الوحوش الباحثة عن ميادين تثبت فيها وحشيتها.و هي ليست مشكلتنا وحدنا بهذا الجزء من العالم، إنها مشكلة المجتمع الدولي في هذه المرحلة.

السيد الرئيس.. لا أعتقد أنه توجد على الأرض طريقة لتعليم الناس الأخلاق، ولكن هناك ألف طريقة لإرغامهم على التصرف بشكل أخلاقي. أنا أعتقد أن نقطة البداية الحقيقية وهي أحد العوامل المؤثرة أن يحترموا ما نصبوا اليه، والمطلب الأكثر ضرورة والأولوية ووطنية بامتياز يتمثل في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري، فالشعب الفلسطيني لا ينتظر المساعدات الأمريكية، الشعب الفلسطيني يريد أن يتم دعمه في التخلص من الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني، وعلى الإدارة الأمريكية أن تدرك بأن عملية التطبيع بين بعض الأنظمة العربية و"إسرائيل"، لن تتم, الا بتحقيق السلام العادل والشامل وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة.


السيد الرئيس.. ماذا تصنع لنا،  ماذا تصنع هنا ؟ لماذا تزاول نفسك بهذه السياسة ؟ وتبدد طاقاتك؟ الا تجد اسلوب أفضل؟ الا تستطيع الصمت عن هذا التبديد لذاتك .. لقيم شعبك؟ مع هؤلاء الوحوش البدائية بكل هذا التفوق الاجرامي على كل وحوش الجحيم. عن اى دمامة او تفاهة او عبث او غباوة او قسوة او ظلم او بذاءة او الم او جنون او طغيان في الكون او في المجتمعات او في النظم والقوانين, اعدادا تكبر على الاحصاء من الاجوبة التى تحرسها وتعلنها وتفسرها توقعها وتباركها وتقاتل دونها  اشرس القوى الغاشمة واقوها واغباها.

او اشرس المخاوف واغباها، او اقوى واشرس الجيوش واحقرها واغباها.


السيد رئيس الولايات المتحدة الامريكية, قف واسال نفسك . قف واسأل  شعبك .. ضميرك. قف وجب مساءلتك لنفسك قف لنسائلك. ان رغبتنا في مساءلتك تفترسنا . قف لماذا تصنع هذا الحدث لماذا .. ولماذا؟ ولماذا تقتل امل شعبنا.. تقتل وقعنا واحلامنا لماذا تقتل روابط الحضارة, وامل شعبنا فى الحرية والاستقلال، و ما اصبرهم على كل هذه الاهوال,  لماذا تهدم ما نبني لماذا؟ هل رأيت نفسك هل فكرت فيها؟ هل رضيت عنها ورضي شعبك؟ قف واسال من وراوك لماذا تبني على اساس من الوهم . قصور من رمال على شاطئ وامواج . لماذا تصنع شيئا لهم؟ وهنا شعبا  يتعرض للإبادة. وتهدم حياته؟ لماذا ؟


السيد الرئيس.. حتى ولو لم تقاتل فلا تقتل وان لم تبني فلا تهدم وتنقض، ان عملك لا يكون الا تبديدا حتى ولو لم تنقض نفسك وشعبك، ان وجودك بجانب هؤلاء لا يكون الا اقسى اساليب التبديد حتى لو قضيت كل وقتك في ارسال خبزا ودواء ، في انتظار الترحيب والثناء على نفسك ولنفسك . انت تبدد ذاتك وطاقاتك

ومجهودك السياسي يصبح ضد حقوقنا ضد الطبيعة نفسها، الا تستطيع ان تصمت وتكف عن التبديد ؟ ان صمت حكمة وقت الخراب.

السيد الرئيس.. هل انت مسخر او موظف او محكوم عليك بان تكون ضدنا .. ضد الحق و والعدل والحقوق الشرعية للشعب مضطهد. وضد المنطق وضد الحكمة والوقار والاحترام  لقيم شعبك ولنفسك ؟السيد الرئيس.. معروف عن الإسرائيليين  إنهم يتحدثون عن الحرية والاستقامة، وهم أقوى أعدائها، وعن الصدق وليس في البشر من يعاقبون الصادق ومن يمارسون الكذب ويجزون الكاذبين مثلهم! وعن حقارة النفاق وهم احسن من يزرعونه، ويستثمرون، ويتعاملون معه، وعن الديمقراطية والرخاء مع أنهم من أذكى من يبتدعون جميع أسباب الإفقار والأزمات والحرمان، وعن التقدم وهم اكثر البشر رجعية، فلا مثيل لهم في الخوف من التغيير السياسي, الذي لا يهبهم تسلطاً وطغياناً، ويتحدثون عن العدل والحق، وهم يعنون بهما تخويف الابرياء، وقهرهم، وسوقها لمصلحة كبريائهم، وأحلامهم. بهمجية وقسوة؛ انهم يحولون  كل شئ في حياتنا  الى دمامة الى دمامة عقلية واخلاقية ونفسية.


السيد الرئيس .. انك لا تطالب القتلة بالتوقف. عندما تري كل هذا القبح والجرائم, تحت مسمى الكذب والأساطير  بجانب القادة الكاذبون الماكرون القتلة وسفاكي دماء النساء والاطفال. فهل تشعر بالتفاؤل والراحة والاستقرار, وتقدم لنا كل هذا التبرير والكلمات البليدة لتلخص بها معاناة شعب، هل تسعدك الروي الاليمة وتشجيع الوجوه الدميمة، ولا تتحول الكلمات الى نقد او غضب على المغتصب القاتل؟ ام تكذب وتتقبل الكذب هربا من المعاناة. ويعري الكذب بكل قسوته وسخفته.. هنا اكثر الاكاذيب بشاعة و افتضاحا. انه العذاب الشامل والدمار والتشويه  وان تعجز عن صد الاكاذيب بل تساهم في تصدير التفاسير الكاذب؛ بالنسبة لك ان الصدق كالح وعدواني, ومتوافق مع برنامج القتل والوحشية والهمجية, انه لصعب جدا تصور هذا , كيف امكن ان يصبح هذا الذي يصعب تصور هو الذي يحدث دائما. ولا يوجد بديل؟


السيد الرئيس.. هل يوجد من يستطيع رؤية كل هذا القتل والخراب والدمار؟! هل يوجد من يستطيع رؤية طبيعة الاشياء والتحدث عنها كما هي ؟ ان الصادق لا يعيش ويواجه فقط الكذب بل يعلن عن ذلك ويوجهه ويشير اليه بقسوة وعقاب ليتوقف. فلماذا تعاقب اصحاب الحق المظلومين المغتصبة ارضهم والمهدمة بيوتهم, ومن فقد اطفاله واهله اجمعين. بدل ان تعاقب ذلك الغاصب الظالم  المجرم اللعين ؟ لماذا اساء العالم الى من ظلم وقتل بدل ان يحميه, وبدل ان يوقف او يمنع القاتل ؟ هل هذا هو  العدل والتحضر والقانون الانساني؟


يعاقب المظلوم .. يساهم بصمته ان يقتل المظلوم واطفال المظلوم ونساء المظلوم، فمن يرد ظلمه من يقف امام الجبروت المتوحش ؟ من يقف اما القوة العمياء الغاشمة؟ ان اقل ما تطالب  به القوانين ان تكون انساني ان تكون متحضر ان  ترد الظلم. فلا دعم ولا مساندة لقاتل واكبر صانعا للخراب والأذى، قتل الكثير من الاطفال وهم في ثبات النوم في ثياب النوم ,بل قتل الجميع ودمر الحياة هنا. دمر جميع الأشياء . هدم البيوت على من فيها حتى المدن ودور العبادة والمصانع  كل شئ تحول الي خراب غير انساني، هل لان كل الاشياء وكل المظلومين هنا يحملون في وجودهم احتمالات مضادة, ولا يقبلون العيش بدون استقلال و حرية وحضارة وانسانية . هل هي توجهات ومبادئ ومثل عليا تعد رديئة او مؤذية او غير مطلوبة ام هي غير سارة لكم وضد مبادئكم؟

السيد رئيس الولايات المتحدة.. انها مواقف هزيلة انها مواقف متاجرة ومعادة لكل القيم الانسانية..انها اللغة العالمية والتاريخية الابدية التى يتكلمها المجتمع الدولي ليعبر بها فتكون ضد الطموح الانساني , انه لأكثر الأماني والظنون واستحالة ان يستمر وينتصر من ارتفع من اعماق انهار الدماء ومن اعماق الحضيض الى عالم القيم والقمم الانسانية, بإحدى المؤامرات , او بوعد من لا يملك لمن لا يستحق, ان ينتصر على الطبيعة والواقع التاريخ والجغرافيا, على الظروف التى لا بد ان تصنع منه كيان وحشا ووغدا ونذلا واثما وقاتل وفاجرا ومجرما كبيرا بكل قوته الحربية وعدوانه الباهظ على الروح الانسانية وعلى الحضارة والاخلاق وحتى الذكاء الانساني وتفكيره وتصوره.


السيد الرئيس.. هل تستطيع ان تمارس النفاق لذاتك  ما يجعلك تجرؤ على ان تصف كل عدوان اجرامي بانه حق الدفاع عن النفس؛ مهما كان دموي متوحش واجرامي، مهما كان بكل اساليب القتل الاكثر وحشية وافتراس وعدوان , وكان يتراءى لنا قيم  التحضر التى تغفر كل العدوان بل التى تحول كل افتراس وعدوان الى مجاملات و ابتسامات توزعها على المجتمع الدولي الاعمى الصامت, حتى اسلحة الدمار وكل ادوات الافتراس والوحشية المصنعة خصيصا له بكل اساليب القتل والخسة هل كان ذلك تكفيرا عن الماضي الشقي؟ هل لنا دخل بهذا الشقاء؟ مهما كان جبروته وظلمه وقبحه وسخف مزاعمه وجنونه.

السيد الرئيس.. هل ذهب المجتمع الدولي او ممثلين عنه، يسألوا  او يستفسروا. بعد ان ظهرا الوجه الدموي وقوته وموهبته في الابادة, واسلحته الاجرامية الخارقة وقوته الوحشية الرهيبة وكأنه يمجد قتل الاطفال والنساء وكأنه يرسى قواعد جديدة للقانون الانساني تبيح قتل وحرق واغتيال الاطفال والنساء . وكأنه يريد ان يثبت استعلاءه وانتصاره على الابرياء., وكأنه  يقصد ان يعظم  ويمجد ويرسخ انه لا عقاب لمن يسفك دماء الاطفال والنساء , ولكن كيف لا ينكر المجتمع الدولي على الاحتلال الصهيوني ان يفعل شيئا مما يفعل ؟ اليس من يدعم ويتغاضى ويؤيد؟ فهل تستطيع ان تمارس النفاق لذتك و ما يجعلك تجرؤ على ان تصف كل عدوان اجرامي بانه حق الدفاع عن النفس, مهما كان دموي متوحش واجرامي, مهما كان بكل اساليب الدمار!


السيد الرئيس.. لقد راي المجتمع الدولي كل الجرائم المتعمدة  جرائم  القتل الوحشية جرائم لا يمكن السكوت عليها ولا يمكن الدفاع او الاعتذار عنها..ولا يمكن تفسيرها بغير القتل والجرائم ضد الانسانية . بل انها اكثر اساليب القتل المتعمدة وحشية وخسة وجنونا ونذالة . انها جرائم قتل بدون اى مقابل بدون اى حافز او سبب من حوافز, لكل هذا لعدوان والقتل والخراب والدمار؛ لا تنسي ان المجتمع الدولي لو لم يقبل من يقتل بدون ان تحركه حوافز ومصالح واسباب, فهناك اسباب وحوافز كثيرة تخبئ بداخل الأكاذيب التاريخية والاساطير الشعبوية, المهم ان المجتمع الدولي يعلم ويشاهد ان الاحتلال الاسرائيلي يقتل, ويقتل ويدمر دائما يقتل كل الاحياء , ويغتصب الارض ويبنى  المستوطنات دون ان يكون محكوما بأي اهداف بأي حوافز او هدف او سبب من خوف او اسباب او اهداف من هذا القتل العبثي.. فقط القتل من اجل القتل .فقط ,انه لو وجد لكل القتلة مبررا لآن يقتلوا لبقي قاتل واحد يجد هذا المبرر للقتل هذا الكيان.. هو اسرائيل.

ومع هذا هل يمكن ان يوجد من يعالج هذا؟  او يوقف المذابح العلانية وجرائم الحرب, هل يمكن ان يصاب احد بجنون يجعله يري او يتقبل او يمارس مثل هذا التوحش؟ ويعالج كل هذا الشر وكل هذا التوحش ويوقف كل الالم, هل يمكن ان يرسل المجتمع الدولي, ليوقفوا شلال الدماء , وانهار الشرور والالام ,بمثل ذكاء تمرير وعد بلفور؟ ودعم اوكرانيا؟! من أجل أن تتوقف "إسرائيل" وتضبط سلوكها الاجرامي وترتفع – ولو قليل بمستوي الخلاق الانساني الغير منحط؟ 

كلمات الرئيس الأمريكي جوبايدن "فما هي الأشياء المشتركة التي نحبها كأميركيين، والتي تعرفنا كأميركيين؟ أعتقد أننا نعرفها. إنها الفرصة، والأمن، والحرية، والكرامة، والاحترام، والشرف، نعم، والحقيقة".