حماس غير عابئة بالوحدة

بي دي ان |

16 ديسمبر 2020 الساعة 07:12ص

حلت الذكرى ال33 لتشكيل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" يوم الإثنين الماضي الموافق 14/ 12/2020، تميز الإحتفاء بالمناسبة بكلمة لإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة، ولقاءات مع منابر إعلامية لعدد من رموزها، تحدثوا جميعا عن اهمية الفعالية، وإنجازات حركتهم، وعن تمسكهم ببرنامجهم السياسي والعقائدي. ولا اريد ان اتوقف عند كل إفتراء على الحقيقة، بيد اني ساسلط الضوء على موضوع واحد بعينه، هو ملف المصالحة والوحدة الوطنية، حيث أصروا جميعا على الالتفاف على الحقائق عندما تحدثوا عنه، واجمعوا على تحميل حركة فتح مسؤولية انسداد الافق. وإدعوا دون اية ذرة من الخجل وإحترام الذات والامانة، إن السبب يكمن في  "عودة السلطة للتنسيق مع اسرائيل يوم الثلاثاء الموافق 17/ 11/2020"!؟
مع ان كل من جبريل الرجوب وروحي فتوح، ممثلوا حركة فتح أكدا على الفضائيات وعبر العديد من المنابر الإعلامية، ان ممثلوا حركة حماس، وخاصة خليل الحية، عضو المكتب السياسي للحركة يوم الاثنين الموافق 16/11/ 2020 وامام الوفد المصري الراعي لعملية المصالحة أعلن وباسمهم جميعا رفضهم لما تم الاتفاق عليه في اسطنبول بشأن الإنتخابات، حيث كان الإتفاق، الذي كتبه بخط يده ووافق عليه صالح العاروري، نائب رئيس الحركة، وبعد التشاور مع اركان قيادته، وخاصة رئيس الحركة، اسماعيل هنية، على اجراء الانتخابات بالتوالي وليس بالتزامن. لكن الحية أَصر على نقض الاتفاق، وأصر على التزامن. وبالتالي لم يكن موضوع عودة العلاقة مع دولة الاستعمار الاسرائيلية بما فيها التنسيق مطروحا، وحمل الاشقاء المصريون حماس وللمرة الاولى المسؤولية عن فشل المباحثات.
النتيجة الجلية والواضحة تؤكد، ان موضوع العلاقة مع حكومة العدو الإسرائيلي لا علاقة له بالامر، لان القرار المسبق والمبيت لديهم في حماس كان السبب الاساس المعطل لعملية المصالحة. ومع ذلك، لم تغلق حركة فتح الباب، بل ابقته مفتوحا بشكل كامل، ولم تدر الظهر لمواصلة الحوار من اجل إحداث إختراق جديد في موقف فرع جماعة الاخوان المسلمين في فلسطين. لا سيما وان الضرورة السياسية تحتم كسر الانسداد، وإبقاء الامل قائما، لإن التحديات الصهيو أميركية، والانهيارات في المواقف العربية الرسمية مع اتساع رقعة التطبيع المذل تتزايد، مما يضاعف من المسؤولية للمضي في فكفكة كل الالغام المزروعة امام عربة المصالحة، لعل وعسى ان تعيد حركة حماس النظر في سياساتها الاقصوية المتناقضة مع خيار المصالحة في العام الرابع عشر من انقلابها على الشرعية.
لكن المتابع الموضوعي لخطاب قادة حماس في الذكرى ال33 لتأسيسها، يلحظ انهم متشبثون بخيار الانقلاب، ولي عنق الحقيقة، والإصرار على مراهنات واوهام  تحولات في  المشهدين الأميركي  والعربي  لصالح  مشروعهم  الفئوي  الانقلابي. اضف إلى ان  حماس  اسيرة مرجعياتها وخاصة التنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين، وأجندة بعض القوى الاقليمية. فضلا عن رفض القوى المتنفذة في الانقلاب في قطاع غزة لتقدم عربة المصالحة للامام. لإن ذلك يفقدهم إمتيازاتهم، لذا تعمل بكل الوسائل اللا مشروعة على وضع المزيد من العراقيل امامها.
في ضوء المشهد الماثل امام الجميع، ما هو الحل، وما العمل للخروج من النفق؟ هل يمكن التعويل على الزام حركة حماس بالعودة لجادة الصواب، ومصالح الشعب العليا؟ وان لم يتم ذلك، ما هو الخيار البديل؟ وإلى متى يمكن الإنتظار؟ هل هناك سقف زمني محدد لحركة فتح والقيادة الفلسطينية امام هذا التسويف والمماطلة، ام ان باب الحوار سيبقى مفتوحا إلى ما شاء الله حتى يقتل الامل بترميم الجسور؟
اعتقد ان القيادة الفلسطينية ومعها فصائل العمل الوطني مطالبة بوضع آلية ورؤية محددة وواضحة تساهم في إحداث تحول حقيقي بدعم عربي وإقليمي ودولي. لإن السياسة الإنتظارية لا تخدم التقدم، كون الممسك بقرون حركة حماس لا يريد للمصالحة ان تتقدم ولو خطوة جدية واحدة. الكرة الان في ملعب القيادة الفلسطينية وحركة فتح ومعها فصائل العمل الوطني والتيار الحمساوي المؤيد للمصالحة ومعهم الراعي المصري لإرغام المتنفذين في الإنقلاب للتراجع عن خيارهم البأس. لإن الوحدة شرط اساس وضروري لمواجهة كل التحديات.
[email protected]
[email protected]