نظم الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين وجمعية كوبر للتنمية حفل تكريم الكاتبة والمناضلة د. وداد البرغوثي في قرية كوبر بحضور العديد من المهتمين والمبدعين الذين قدموا للمشاركة في هذا التكريم إضافة إلى مشاركة المؤسسات المحلية في القرية.

ويأتي هذا التكريم في سياق اهتمام الاتحاد بالتعاون مع الفواعل الثقافية أينما وجدت  تأكيداً من الاتحاد على دور المثقف الفلسطيني الذي ناضل بقلمه البندقية صُعدا نحو حرية فلسطين ومشتهاها في دولة مستقلة .

وقد بدأ التكريم بالسلام الوطني والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء وتلاوة الفاتحة، تلاها كلمة ترحيبية ألقاها السيد عيد عزيز نيابة عن السيد مقبل البرغوثي رئيس جمعية كوبر للتنمية.

 فيما قدم الشاعر مراد السوداني الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين مداخلة مشيدا فيها بسيرة ومسيرة  د. وداد البرغوثي  الحافلة بالعطايا الإبداعية والنضالية باعتبارها نموذجاً للمثقف الفلسطيني المشتبك المتقدم في خطوط النار الأولى لمواجهة النقيض الاحتلالي الذي ما انفك يعمل على سلب الذاكرة الفلسطينية  وتزويرها تشويهاً واستباحة  للمكان الفلسطيني ومفرداته كأداة احتلالية للسيطرة على الذاكرة

 وأضاف السوداني: إننا هنا نكرم واحدة من الأسماء الوازنة في الثقافة الفلسطينية التي مازجت الفعل الثقافي مع الفعل الثوري وإن سيرتها ومسيرتها  خير شاهد على تلاحم الفعل الثوري مع الكلمة الطلقة.

بدوره قدم د. إبراهيم ملحم الناطق الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية مداخلة أضاء فيها على فعل الكاتبة البرغوثي وإن معرفته إياها عن قرب منحه في إعطاء شهادة حقة على دورها في حركة الوعي الفلسطيني وهذا دليل على دور المرأة الفلسطينية  المتحدية الصابرة في تاريخ النضال الفلسطيني والتي ما زالت تعطي وتقدم بكل ما أوتي لها  من طاقة إبداعية وثورية.

وفي مداخلته النقدية، قدم د. مفيد عرقوب إضاءات على جوانب سيرة الكاتبة الإبداعية خاصة في روايتها الصادرة مؤخرا ( البيوت ) التي اتخذت الكاتبة من سيرتها وتجربتها مسرحا لأحداث الرواية التي توزعت بين التهجير والاعتقال وهدم بيتها  في دلالة واضحة على فرادة النص الفلسطيني المحمول على المواجهة وتثبيت حق وحقيقة فلسطين أمام التغول الاستعماري بأساليب مباشرة وفلسفية.

وفي قراءات نقدية أخرى، تحدثت المعلمة ماجدة الريماوي و أ. محاسن البرغوثي عضو جمعية كوبر للتنمية حول رواية البيوت وما فيها من التنوع بين البيوت والسجون والأصدقاء وعن رمزية ودلالات الأسماء في الرواية بالتركيز على دلالة كل اسم من الأسماء الواردة في الرواية.

وتقدمت د. وداد البرغوثي بشكرها الجزيل للمنظمين وإنها تثمن هذه الانتباهة من الاتحاد العام للكتاب وجمعية كوبر للتنمية، مؤكدة على دور المثقف في معركة التحرر الوطني وصياغة المقولة المنازلة لمواجهة رواية الاحتلال الزائفة وتعزيز صمود شعبنا على أرضه في الحفاظ على هويته.

هذا وقد رافق حفل التكريم قصائد شارك فيها شعراء فلسطينيون وفقرات فنية احتفاء بالكاتبة وبدورها.

وفي نهاية الحفل قدمت لجنة التكريم دروعا تذكارية للبرغوثي فيما وقعت الكاتبة على روايتها البيوت.