إسرائيل تواصل العربدة

بي دي ان |

18 يونيو 2022 الساعة 12:02ص

دورة الإرهاب الصهيونية لا تتوقف، ولن تتوقف ما لم يزل الاستعمار عن الأرض الفلسطينية، ويحصل الشعب العربي الفلسطيني على حريته واستقلاله وعودته وتقرير مصيره بنفسه. وفي ظل القيادات الإسرائيلية اليمينية واليمينية المتطرفة والتنافس فيما بينها على امتصاص أخر نقطة دم فلسطينية، لن تقوم قائمة للسلام مهما كان متواضعا، وطالما اقطاب العالم وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية تداهن وتمالىء دولة الجريمة المنظمة والإرهاب الإسرائيلية، وتكيل بعشرين مكيال يصبح الحديث عن تطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع، وتجسيد مبادئ حقوق الانسان، وانصاف الحقوق الوطنية الفلسطينية مجرد أوهام، ونوعا من التمنيات، ومع ارتماء اهل النظام الرسمي العربي في الحاضنة الصهيو أميركية لن يكون هناك أمن وطني ولا قومي، وستبقى الدول العربية مستباحة، ومرتع لكل صنوف الفسق السياسي، واذا لم تتمكن الحركة الوطنية الفلسطينية من إعادة الاعتبار للوحدة الوطنية، وطي صفحة الانقلاب الأسود الحمساوي على الشرعية ستبقى يد إسرائيل الطولى في الصراع، ويبقى السوس ينخر في جسد الشعب.
كل المعطيات انفة الذكر تكرست كحقائق دامغة عبر عقود الصراع، لا مجال لاستثناء عامل منها، كونها مترابطة ومتداخلة فيما بينها، مع ان أولى أولوياتها تكمن في الذات الوطنية الفلسطينية، التي مزقها الانقلاب المجرم منذ خمسة عشر عاما، واثر على وضع استراتيجية وطنية متكاملة لمواجهة التحديات الصهيو أميركية، وتصعيد المقاومة الشعبية في ارجاء الأرض الفلسطينية كلها، لتزيد من كلفة الاستعمار الإسرائيلي العنصري الفاشي، وأيضا الحالة العربية المتشرذمة القت بظلال كثيفة على دور العامل القومي في كبح التغول الصهيوني، وفتحت شهية الدول والقوى الصديقة او من في عدادها لترفع يدها او تتراجع عن مواصلة دعم قضية العرب المركزية، قضية الشعب الفلسطيني على أرضية المقولة القائلة "لن نكون ملكيين اكثر من الدول العربية."
واستمرارا لدورة الإرهاب الإسرائيلي الدولاني، قامت القوات الخاصة الاسرائيلية فجر امس الجمعة الموافق 17 حزيران الحالي باغتيال ثلاثة شبان بعمر الورد في الحوض الشرقي لجنين، هم براء لحلوح (23 عاما)، ويوسف صلاح (24 عاما)، وغيث أبو سرور (24 عاما) بذرائع انهم دافعوا عن مدينتهم وهويتهم ورؤيتهم الوطنية، وكأن على الفلسطيني ان يرفع "الراية البيضاء" و"يستسلم" لمشيئة واملاءات وهمجية أجهزة الامن وجيش الموت الإسرائيلي، و"مصفقا" لبقاء الاستعمار الصهيوني يعيث بالأرض الفلسطينية تخريبا وارهابا وعنصرية وقتلا. وهذا لن يحدث ما دام الاحتلال موجودا، والاستيطان الاستعماري يجثم على انفاس الأرض الفلسطينية العربية، وسيبقى الشعب الفلسطيني يدافع عن ابسط حقوقه الوطنية مهما كلف ذلك من تضحيات.
وتلازم استشهاد الابطال الثلاثة براء ويوسف وغيث أبناء محافظة جنين الابية مع الذكرى ال92 لاعدام الابطال الثلاثة محمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي، الذين اعدمهم الانتداب البريطاني في العام 1930، وهو ما يؤكد للقاصي والداني في العالم، ان الكفاح الوطني التحرري الفلسطيني لنيل الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير لم يتوقف على مدار 130 عاما خلت، منذ اول مظاهرة نسائية في فلسطين في 1893. ولن تخبو شرارته يوما طالما وجد مستعمر صهيوني واحد على الأرض الفلسطينية العربية.
رغم ان جنين غراد، مدينة البطولة ومخيمها المجبول بالعطاء والشموخ قدموا منذ بداية العام الحالي 26 شهيدا، من اصل حوالي سبعين شهيدا تقريبا، أي بمعدل 45% من حجم الشهداء، الذين سقطوا في ارجاء الوطن الفلسطيني. الا ان أبناء المحافظة لن يتخلوا عن دورهم في الدفاع عن مشروعهم الوطني التحرري. وهو امر ملفت، يعكس اصالة وصلابة أبناء المدينة والمخيم والمحافظة عموما اسوة بكل أبناء فلسطين، وبالمقابل يستدعي من فصائل العمل الوطني الانتباه لوجود العملاء والمندسين في المنطقة عموما، وفي اوساطهم خصوصا، لانهم أداة وعين أجهزة البطش والإرهاب الإسرائيلية لتنفيذ جرائمهم ضد المناضلين، وعليهم اعادة النظر في اليات مواجهتهم ودفاعهم عن أبناء الشعب والأرض، ويضعوا خطة وطنية على اقل تقدير في المحافظة بما يصون حياتهم، ويقلل حجم الخسائر في صفوفهم، كما مطلوب منهم ان يدققوا جيدا في خلفيات المال السياسي الذي يوزع في المحافظة لخدمة اجندات إقليمية، ولاستهداف مكانة وهيبة السلطة الوطنية الفلسطينية والقيادة الشرعية، وان يحموا هويتهم الوطنية.
رحمة الله على الشهداء جميعا، ولارواحهم السلام.
[email protected]
[email protected]