"يديعوت": اغتيال خدائي يشعل مرحلة جديدة من حرب الظل بين إيران وإسرائيل

بي دي ان |

06 يونيو 2022 الساعة 04:01م

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، في تقرير لها عن مرحلة جديدة من المواجهة بين إيران وإسرائيل سمّتها "حرب الظل"، وذلك بعد عملية اغتيال العقيد في الحرس الثوري الإيراني حسن صياد في طهران في وقت سابق من شهر أيار/ مايو الماضي.
 
وقالت الصحيفة: إن إسرائيل أصبحت تخشى من انتقام إيران أكثر من أي وقت مضى. ووفقًا للدكتور توجبا بايار، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بيلكنت في تركيا، فإنه نادرًا ما تتجاوز الإجراءات الانتقامية الإيرانية مستوى خطابها القوي.
 
على العكس من ذلك، قال مارك فيتزباتريك، الزميل المشارك في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن دائرة التخريب والاغتيالات من المرجح جدًا أن تستمر، خاصة في ظل التهديدات الإيرانية بالانتقام.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن ما أسمته الحرب الرمادية بين إيران وإسرائيل سوف تتصاعد خلال المرحلة المقبلة على إثر التهديدات الإيرانية بالانتقام لمقتل خدائي.
 
وكانت إسرائيل قد كشفت أن خدائي يعتبر ضابط بارز في فرقة العمل العسكرية السرية الإيرانية  المعروفة باسم "الوحدة 840"، والتي تتولى مهام الخطف والاغتيال ضد أهداف أجنبية.
 
قال الدكتور إيلي كارمون، الباحث البارز في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب في جامعة رايشمان في هرتسليا في وسط إسرائيل، إن اغتيال خودائي له قيمة تكتيكية واستراتيجية على حد سواء بالنسبة لإسرائيل.
 
وفقًا لكرمون، كشفت المخابرات الإسرائيلية على مدى العقد الماضي، عن العديد من محاولات الاغتيال التي نفذتها الوحدة 840 الإيرانية، لكنها تمكنت من إحباط معظمها بسبب اختراق استخباراتي عميق.
 
وفقًا للدكتور علم صالح، المحاضر في الدراسات الإيرانية في مركز الدراسات العربية والإسلامية في الجامعة الوطنية الأسترالية، فإن حرب الظل أصبحت الشكل الوحيد للصراع عملياً على الأرض بين الطرفين.
 
وقال: "يبدو أنه لا توجد إمكانية لمواجهة مباشرة أو هجوم عسكري، وأن الجانبين قررا مواصلة المواجهة الاستخبارية، والتخريب، والدخول في مواجهة غير تقليدية من خلال الوكلاء، للمساس بحالة الأمن كل طرف للآخر".
 
لا يرى فيتزباتريك عملية الاغتيال على أنها تصعيد للصراع، ولكنها مجرد استمرار للحرب الرمادية بين إيران وإسرائيل.
 
ووفقاً للصحيفة فإن العديد من المراقبين يرون أن هناك  صلة بين اغتيال المسؤول في الحرس الثوري الإيراني خدائي والاتفاق النووي الإيراني. وأضافت أن بعض المعلقين يرون كذلك أن اغتيال خدائي كان محاولة من قبل إسرائيل لتقويض المحادثات الجارية في فيينا، من خلال لفت الانتباه إلى التصنيف الأمريكي للحرس الثوري الإيراني.
 
وقال صالح إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استهداف عنصر من الحرس الثوري من قبل إسرائيل.
 
"قد يكون هذا تكتيكًا إسرائيليًا لاستفزاز الإيرانيين للإصرار على إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، لأنه إذا كان الحرس الثوري لا يزال مدرجًا على قائمة الإرهاب، فإن ذلك من شأنه إضفاء الشرعية على مثل هذه الاغتيالات، على الأقل بالنسبة لواشنطن"، بحسب صالح.
 
ومع ذلك، رفض مارك فيتزباتريك هذا التفسير على أساس أن المحادثات في فيينا لطالما اعتبرت منتهية الصلاحية، وبالتالي لم تكن بحاجة إلى التخريب من قبل إسرائيل.
 
أشار محللون آخرون بأن إسرائيل تعارض إبرام أي اتفاق نووي إيراني، لا سيما الاتفاق الذي تعتبره صفقة سيئة.
 
وقال صالح إن تعريف إسرائيل للصفقة الجيدة لا يتوافق حاليًا مع تقييم واشنطن.
 
وقال "ما تعتبره إسرائيل صفقة جيدة، في الوقت الحالي، ليس بالضرورة أن تكون جيدة بالنسبة لواشنطن من حيث التفسير، ونتيجة لذلك، لا تزال إسرائيل غير سعيدة أو غير راضية عما يجري في فيينا".
 
وفقًا لمكتب رئيس الوزراء، تم تصنيف تركيا على أنها مكان عالي الخطورة بالنسبة للمسافرين الإسرائيليين، بسبب "التهديد الملموس للإسرائيليين في تركيا". ورفض مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الإدلاء بمعلومات إضافية عن التهديد.
 
لم تكن هذه المحاولة الإيرانية الأولى لمهاجمة أهداف إسرائيلية على الأراضي التركية. كما يشير كارمون "نعلم أن الإيرانيين حاولوا في الماضي اغتيال قنصلنا في اسطنبول في حقبة التسعينيات، وحاولوا مؤخراً اغتيال أحد أغنى رجال الأعمال اليهود، وهو أيضًا مواطن إسرائيلي".
 
ولفتت الصحيفة إلى أن أجهزة المخابرات التركية كانت ألقت القبض على ثمانية مشتبه بهم في فبراير الماضي فيما قيل أنه محاولة إيرانية لاغتيال رجل الأعمال اليهودي يائير جيلر انتقاماً لمقتل رئيس البرنامج النووي الإيراني محسن فخري زاده في عام 2020، حيث وجهت أصابع الإتهام آفي مقتله إلى جهاز الموساد أنذاك.