غزة صمود لا ينتهي

بي دي ان |

01 سبتمبر 2020 الساعة 09:36ص

رغم المأسي وتقلبات الزمن التي مرت بها غزة من حروب و كوارث ومؤمرات وشح بمقدرات الحياة، الا أنها صامدة في وجه الريح وثابتة بجذورها امام كل محاولات الخلع والكسر، غزة التي تصدت بالمقاومة متسلحة بالصمود والثبات وبالعز والكبرياء أمام سياسة الاحتلال لخنقها بالحصار ؛ وذلك بدعم الشعب  الجبار  وفصائل المقاومة التي قدمت الغالي والنفيس شهداء وجرحى أطفال وثكلى، استطاعت أن تبتز دولة الاحتلال خاوة كما قال رئيس حركة حماس يحيى السنوار، واليوم هي تتحدى دولة الاحتلال العين بالعين والقصف بالقصف والتصعيد بالتصعيد.

لقد عزمت حكومة المقاومة الاسلامية في الاسابيع الاخيرة أن ترفع وتيرة العنف الناعم على الحدود، وبمستوى عال من الصبر والحنكة والتحمل أمام اجراءات وعقوبات الاحتلال الاخيرة من اغلاق للمعابر وقطع الكهرباء والتضييق على الصيادين في البحر، لكسب امتيازات جديدة من المنحة القطرية لادخال المزيد من الاموال ومساعدة المواطنين المحتاجين وعمل مشاريع جديدة في القطاع ومساعدة حكومة المقاومة في تصريف اجور العاملين والموظفين لديها، كل ذلك بفعل محاولات التسلل عبر الجدار الفاصل الى اراضي الداخل الفلسطيني المحتل، واشعال البلالين الحارقة وبعض الصواريخ العمياء المتفجرة في حقول مفتوحة للتشويش على سكان الغلاف ومضايقتهم، بالمقابل كان طيران الجيش الإسرائيلي يقوم بضرب بعض المناطق في اراضي مفتوحة ايضا، تواصل المقاومة التحدي وكسب الوقت لارهاق المزارعين ورجال الاطفاء والأمن على الحدود الملاصق للقطاع.

رغم التوتر وسخونة الايام الاخيرة بين المقاومة والاحتلال، حاول الأخير ضبط النفس خشية الانزلاق في حرب او تصعيد بهجمات في وقت وزمن هو لا يرغب فيه بسبب النشاط الديبلوماسي الذي يقوم به وزير خارجية الولايات المتحدة مايكل بومبيو وكوشنر للتطبيع مع دول الخليج بالإضافة الى المشاكل التي تحيط برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب الفساد وامور اخرى.

قام وفد قطري بمحاولة منع تطور الصدام والتصعيد بين حركات المقاومة في غزة وجيش الاحتلال الإسرائيلي بعد فشل الوفد المصري واصرار الاول على مطالبه، قام الوفد القطري بمحاولة تهدئة الخواطر ورفع فتيل الحرب بتفاهمات لاحتواء الطرفين بعد عناء  بين الطرفين.

بعد المداولات والمشاورات المكوكية وبصمود المقاومة امام التعنت الإسرائيلي استطاعت حكومة غزة ان تبتز الاخيرة بكل التزامات التهدئة السابقة من فتح للمعابر وادخال المواد الغذائية والبضائع اللازمة للقطاع وادخال الوقود لشركة الكهرباء وتوسيع مساحة الصيد مقابل التهدئة على الحدود من طرفها. 

كما حصلت حكومة قطاع غزة على مكتسبات جديدة علاوة على التفاهمات الاخيرة منها امداد وتشغيل خط الكهرباء المعروف ١٦١ وزيادة كمية طاقتها، وامداد محطة توليد الكهرباء بخط غاز من الاحتلال على ان تدفع قطر ثمنه من المنحة القطرية، واقامة مشاريع بنى تحتية علاوة على التسريع بصرف المنحة القطرية خلال ال ٤٨ ساعة القادمة٠

هكذا استطاعت حكومة المقاومة الاسلامية في غزة ومن معها من حركات وفصائل المقاومة من ابتزاز الجانب الإسرائيلي وكسر كبرياؤه بفرض بعض المطالب الجديدة واستغلال حاجة الاحتلال في الحفاظ على الهدوء في فترة التطبيع مع دول الخليج وازمة وباء الكورونا.


رغم ان الحكومة الفلسطينية في غزة لم تف بانجازات اقتصادية لرفاهية المواطن التي وعدت به في الانتخابات التي جاءت عبرها، الا أنها تلقى احتراما وتاييدا  من أكثرية الجمهور الغزاوي بسبب توفيرها الأمن والأمان وفرض هيبتها على الاحتلال المغتصب وكسر شوكته . عاشت غزة ابية.