"إننا محكومون بالأمل "، مقولة جسدتها الشابة روان الحداد، والتي طاردها شبح البطالة كغيرها من الخريجين، فلجأت إلى الشمع المعطر والصابون للخروج من ظلام اليأس إلى نور الأمل.

تخرجت الحداد عام 2012 من تخصص التربية التكنولوجية، وكان يحذوها الأمل في الحصول على وظيفة في مجال تخصصها، كغيرها من أقرانها، بيد أن البطالة قضت على كل آمالها، فاستعادت القليل من تفاؤلها وذلك بالتحاقها بتخصص تربية الطفل، والسكرتاريا على الترتيب، إلا أن واقعها لم يتغير، رغم محاولاتها لتقوية سيرتها الذاتية وذلك بحصولها على مستويات اللغة الإنجليزية في مركز الأميديست، ظناً منها بأن ذلك قد يحسن فرصها في الحصول على عمل.

وبينما كانت تتصفح مواقع التواصل الاجتماعية صادفها مقطع غير حياتها للأفضل، إذ كان يتضمن طريقة صنع الصابون، حينها داعب قلبها شغف كبير للتعمق في هذا المجال، فتصفحت عنه بنهم شديد، ولكن التطبيق العملي كان ينقصها، فابتسم لها الأمل حين حصلت على ورشة عمل مدتها يوم واحد تختص في صنع الصابون، وذلك في العام 2017، ومن هنا بدأ المشوار.

وأطلقت الحداد اسم فرحتي على مشروعها، وذلك لأنها تصنع منتجاتها بكل سعادة، وتريد أن تهدي تلك السعادة لزبائنها، حتى يفوح عطر السعادة في مناسباتهم الخاصة، وتروج الشابة مصنوعاتها عبر صفحة أنشأتها عبر تطبيق إنستغرام، وبعد رواج صابونها المختلف الأشكال والأحجام أصبحت تحتاج إلى تطوير مشروعها، بغية إرضاء الزبون، فأضافت الشمع المعطر إلى مشغولاتها.

وأشارت إلى أن صعوبات عديدة تعترض طريقها: أولها الحصار الخانق الذي يعاني منه قطاع غزة، والذي أدى إلى تأخر وصول بعض القوالب التي تطلبها من الخارج، إضافة إلى أن بعضها الآخر لا يصل، وقوالب أخرى غالية الثمن، إضافة إلى مشكلة انقطاع التيار الكهربائي، الأمر الذي يضطرها للسهر أحياناً حتى تكمل إنجاز بعض القطع، وأحياناً أخرى تضطر لاستخدام غاز الطهي، الشحيح في الأصل.

وتطمح الحداد أن يصل مشروعها إلى أكبر قدر ممكن من الزبائن، لافتةً إلى أنها تتمنى أن يتواجد الشمع المعطر والصابون في مناسبات الغزيين، كما في تركيا، كما تحلم في توسيع مشروعها وذلك من خلال فتح متجر لعرض جميع منتجاتها، وتؤكد الشابة الثلاثينية أن الطموح والشغف يقودان إلى النجاح، مؤكدةً أن الإنسان يجب أن لا ييأس مهما قضت البطالة مضجعه.

- تقرير طالب جامعي -