مصابو مسيرات العودة... عكازات معدنية ومستقبل مجهول

بي دي ان |

22 مايو 2022 الساعة 03:43م

لا يتوقف الوجع على لحظة الإصابة برصاص الاحتلال الاسرائيلي، بل يمتد إلى مابعده كثيرا، عندما يكون هدف الاحتلال تأبيد معاناة الفلسطينيين باستهداف أطرافهم برصاص الاحتلال المحرمة دوليا.

محمد زياد المعصوابي، البالغ من العمر (٣٤)عام، من سكان مدينة غزة بالتحديد منطقة الجلاء، اصيب بقدمه خلال مشاركته في مسيرات العودة منذ ١٥ اكتوبر عام ٢٠١٨م.

ويقول محمد: " تم إصابتي في موقع زكيم البحري، عندما كنت برفقة اولادي، فتفاجأت عندما لم اجد أولادي بجانبي، فقمت بالبحث عنهم وقال لي أحدهم أن اولادي اجتازوا السلك الحدودي، فاتجهت مسرعا إليهم فوجدت أن أحدهم دخل إلى السلك الحدودي والآخر خارجه، وعندما قمت بسحب ابني تم إصابتي من قبل الاحتلال في قدمي."

الرصاصة التي أصابت محمد عبارة عن رصاصة متفجرة انفجرت بداخل ساقه وأحدثت تفتتاً فظيعاً بالعظم بمقدار ٣ سم، واستمر قصر العظم حتى اللحظة حتى وصل إلى ٧ سنتيمترات، بسبب الالتهابات وتطور الألم في القدم.

وقال المعصوابي أن وضعه الطبي افضل من قبل، ولكن يواجه بعض المعاناة في العمليات، والتي كانت في الفخد، وتم تركيب جميع الأجهزة في قدمه، بعد ذلك أصبح لديه قصر في إحدى قدميه.

وعندما سألته كيف تحديت إصابتك واستمريت في حياتك اليومية؟!

قال لي الإنسان يجب عليه أن يخرج من حالة الكبت التي بداخله لأن الحياة مستمرة، فاضطررت أن اعلم ابني مهنة التبريد والتكييف هي ليست تعليم ولكن تعطيه استشعارات فنية، وعندما يعجز عنه شيء اضطر لأن اصطحب سيارة وارى الموضوع واعالجه.

في نهاية حديثه يقول محمد زياد: " كانت حياتي مختلفة تماما، كنت رجلا اعمل لرعاية أسرتي، واذهب كل يوم الى عملي واحلم بحياة افضل، لكن الاحتلال دمر أحلامي وجعلني غير قادر على ممارسة حياتي اليومية كما كانت سابقا".

الألم الدائم..

يوسف عصام الدهدار، البالغ من العمر (٢١عاما) من سكان مدينة غزة، أصيب في قدمه خلال مشاركته في مسيرات العودة يوم الجمعة ١٤ سبتمبر ٢٠١٨م.

يقول عصام: " تم إصابتي في قدمي أثناء مشاركتي في مسيرات العودة مع اصدقائي، حيث أصبت برصاصتين الاولى كانت في القدم اليسرى ولكن لم تنفجر والثانية كانت في قدمي اليمنى وانفجرت، مما أدى ذلك إلى إحداث خلل في قدمي وعدم وصول الدم إلى أطراف قدمي؛ الأمر الذي أدى إلى بترهم.

ووضح في حديثه قائلا: " أن وضعه الطبي يسوء كل يوم، حيث إن الأطباء أخبروه أنه لن يستمر هكذا في وضعه وأنه سيتم بتر قدمه في السنوات القادمة، وهو يحتاج إلى العلاج في الخارج لكي يستمر في حياته اليومية، لكن الأوضاع الاقتصادية جعلته غير قادر على السفر لتلقي العلاج".

في ختام حديثه قال: " الاحتلال حرمني من حياتي السابقة وجعلنني لااستطيع السير على قدمي، وممارسة حياتي كما كانت سابقا، وأتمنى أن اعود للسير على قدمي والرجوع لحياتي العملية التي فقدتها بسبب إصابتي".