انتخابات عرجاء.. وقرار أعور

بي دي ان |

21 مايو 2022 الساعة 06:13م

لا شك أن الانتخابات بالعموم سواء كانت رئاسية أو برلمانية أو هيئات محلية وطلابية ونقابية، وغيرها جميعها حق من حقوق المواطن، فالمواطن من حقه أن يختار وينتخب من يمثله في المؤسسات والهيئات. 

ومن الواجب على الدولة والمؤسسات الرسمية والشعبية تنظيم الانتخابات لحفظ حقوق المواطنين في ذلك.
 
والفلسطينيون تحديدًا في ظل وجود أحزاب سياسية متعددة، تحرص غالباً على إجراء انتخابات من باب تجديد شرعياتها وممارسة أبناء الحزب لحقهم الديموقراطي. 

وهكذا اعتاد الفلسطينيون على الأغلب، إلا أنه وبعد أن كان انقلاب حركة حماس في "حزيران ٢٠٠٦ " توقفت الحياة الديموقراطية في محافظات قطاع غزة التي سيطرت عليها حماس، واستمر سير الانتخابات بالضفة الغربية. 

لقد منعت حركة حماس إجراء أي انتخابات بغزة وحرمت المواطنين من حقهم الديمقراطي على مدار أكثر من خمسة عشر عاماً، فيما تطالب بإجرائها بالضفة الغربية. 

ما استوقفني للحديث عن الانتخابات، مشاهدتي للوحة ضخمة في وسط مدينة غزة عند السرايا "مكتوب عليها تهنئة من حركة حماس بنجاح كتلتها الطلابية " الكتلة الإسلامية بجامعة بير زيت "، المخجل بالأمر أن التهنئة بدأت "رغم كل شيء.. نجاح الكتلة الإسلامية"، أليس هناك قليل من الخجل لتباهي حماس بذلك، بعد أن تمنع هي إجراء الانتخابات في غزة وتتباهى بتنظيمها بالضفة، حيث إن السلطة الوطنية وحركة فتح "وفق المعادلة الجغرافية" هي من تسمح لحركة حماس بممارسة العملية الانتخابية، على ما يبدو فإن هذا مشهد يليق بحماس التي تمارس قمع الحريات والانتخابات وتمارس اسكات صوت المواطنين على الدوام. 

وعودة لانتخابات جامعة بيرزيت والتي جميعنا نعلي شأن هذه الجامعة من حيث كونها جامعة "النخب" وجامعة شكلت الوعي الجمعي لدى معظم من تخرج منها ومشهود لها على مدار سنوات طويلة ومهم الإشارة هنا إلى أن معظم الشخصيات الوطنية البارزة والسياسية أكثرهم خريجي جامعة بيرزيت، لكن ما أود الإشارة إليه هنا، المناظرة الطلابية التي فقدت روح التنافس وفقدت روح الأخوة والتآخي بين المناظرين ولعل الذي شوهها هو تسيسها أكثر من اللازم والابتعاد عن القضايا الطلابية التي من المفترض التركيز عليها وعلى ما ممكن تقديمه للطلبة. 

لقد أثارت المناظرة غضب الكثير وكنا نتمنى أن تسود أجواء أفضل وفيها من الإيجابية أكثر مما تسود الفصائل الأساسية ذاتها، فنحن مع جيل يعزز مفاهيم الوحدة الوطنية ويتخذ من تداعيات الانقسام عبرة، فالاحتلال لم يهزمنا بالتالي لايجوز أن نهزم بعضنا ولايجوز أن نجعل من جامعة عريقة مثل "جامعة بير زيت" ساحة لمعركة شرسة ننفث فيها الأحقاد والغل ، مهلاً أبناءنا، ليس هكذا الديموقراطية، وليس بهذا الطحن نبني وطننا ومؤسساتنا. 

وأريد التنويه باختصار لنتائج الانتخابات ، فلا شك أن شبيبة حركة فتح دفعت ثمن أخطاء السلطة الفلسطينية كما دفعت حركة فتح ذاتها ثمن أخطاء السلطة في أكثر من مربع ولم يكن آخرها انتخابات التشريعية عام ٢٠٠٦. على الرغم من جل تضحيات الحركة والتي قدمت خيرة أبنائها شهداء وأسرى، بل أن معظم أعضاء لجنتها المركزية شهداء ومنهم بالأسر مازال محكوم عليهم مدى الحياة ، أحداث جنين على مدار سنوات تقودها كتائب شهداء الأقصى "فتح"، جميع الجبهات الساخنة بالضفة والقدس تقودها حركة فتح فيما تختفي الكثير من الفصائل، لنجدهم بالآلاف في وسط شوارع رام الله يشتمون ويكفرون ويخونون في قضية هنا وقضية هناك لا علاقة لها بالاحتلال. 

في ذات السياق فإن حركة فتح ذاتها تقر بأخطاء كثيرة وتنتقد السلطة على الدوام في أدائها ، فلا يوجد حكم بلا أخطاء وخطايا، لكن ليس من الإنصاف أن تتحمل حركة فتح بكوادرها ومناضليها وطلابها، أخطاء السلطة الوطنية، وربما قد حان الوقت لإيجاد حل لفصل التنظيم عن السلطة أو ما تراه قيادة الحركة مناسبًا للحفاظ على ديمومة حركة فتح أم الجماهير وأم الولد، وإلا فإن بقاء الحال كما هو ، إضافة لسياسة فتح .. "ديمقراطية سكر زيادة " ستلحق بحركة فتح خسارات أخرى لاذنب للتنظيم بها . 

ملاحظة : منظر الكتلة الإسلامية " لو أنك تجرب وتركب بسفينة غزة قبل أن تنصح بها الطلبة لكان أفضل بما أنه النصيحة أمانة". 

لقد شعرت بحزن شديد لعمى البصيرة لديك ، فمصيبة ألا ترى حقيقة الحياة الكارثية والحكم الكارثي الذي حل بالمواطنين في غزة بظل حكم حركتكم .