الفيصل يفجع الإسرائيليين

بي دي ان |

09 ديسمبر 2020 الساعة 09:28ص

في كلمته يوم الاحد الماضي الموافق 7/12/2020 في مؤتمر المنامة للأمن الأقليمي فجر الأمير السعودي، تركي الفيصل قنبلة سياسية فجعت الإسرائيليون الصهاينة، وايقظتهم من حلم "وردي" روجه، وبثه ملك الفساد بنيامين نتنياهو مع شروع حاكم الإمارات الممسك بزمام الأمور، محمد بن زايد بالتطبيع المذل مع دولته الإستعمارية، وما تلاها من عمليتي تطبيع بحرانية وسودانية على ذات النسق.
واذكر سريعا جدا ببعض ما ذكره رئيس جهاز المخابرات السعودي الأسبق، حيث أعاد تأكيد المؤكد عن طبيعة دولة المشروع الإستعماري الغربي، المزنرة بالاسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية والتقليدية حتى الإختناق، والتي قامت على التزوير والكذب، والقتل والنهب والمصادرة لاراضي الشعب العربي الفلسطيني، وإعتقال مئات الالاف من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب ووفق المعايير العنصرية الفاشية، ومع ذلك تدعي انها الدولة "الديمقراطية الوحيدة" في الشرق الاوسط، وقامت بقلب الحقائق رأسا على عقب، مع إدعائها، انها دولة "صغيرة" مهددة من محيطها العربي، ونصح الإسرائيليين إذا ارادوا السلام، ان ينفذوا مبادرة السلام العربية بدل مواصلة هدم عملية السلام، وقتل الفلسطينيين والعرب، وشن حملات إعلامية ديماغوجية كاذبة من جيش الإعلام المنتشر في اصقاع الأرض لترويج البضائع الفاسدة، وشن الحملات المغرضة والتحريضية على السعودية العربية وغيرها من الدول الشقيقة، واكد الفيصل، ان ما يسمى الإتفاق الإبراهيمي "ليس إتفاقا إلهيا ...؟ إلخ من الحقائق الدامغة والمعروفة منذ اللحظة التي تشكلت فيها على ارض ووطن الشعب العربي الفلسطيني. مما آثار غضب وحنق الصهاينة جميعا من اقصاهم إلى اقصاهم، ودفعت مواقف السفير السعودي الأسبق في واشنطن غابي إشكنازي، وزير الخارجية للرد الإستنكاري عليه، جاء فيه، ان مواقف الأمير " لاتعكس روح التغيير في الشرق الأوسط"، واعرب عن امله، ان تشكل عملية التطبيع نقلة إيجابية في العلاقات البينية. وهو امل ابليس في الجنة، لإن الواقع في الحقيقة غير ذلك تماما
كانت كلمات الأمير السعودي تعكس الحقيقة والمرارة في آن، لإن العرب تقدموا الف خطوة للإمام تجاه دولة الصهاينة، وهي مع كل تقدم نحوهم لصناعة جسور السلام، كلما تراجعت أكثر، وتغطرست، وعمقت خيارها العنصري الفاشي ضد الفلسطينيين خصوصا والعرب عموما، وبشكل سافر. ولم يلجأ للمداهنة والمهدانة الكاذبة، بل أصر على قول الحقيقة، واطلاقها في لحظة سياسية هامة، وخاصة بعد عمليات التطبيع المذلة لبعض الدول العربية، ومع إقتراب غروب شمس إدارة ترامب غير المأسوف عليها. وكأن الأمير العربي شاء أن يوجه لطمة قوية للإسرائيليين الإستعماريين القتلة، وللرئيس ترامب، المنتهية ولايته، ولكل العرب المتهافتين للسقوط في متاهة ومستنقع التطبيع المذل في آن واحد، وشاء ان يوقضهم من زفة الغفلة، والحمل الكاذب لعملية التطبيع، ولما يسمى بإتفاقات "إبراهام" او "الإبراهيمية"، وردا على من تجرأوا من العرب على الإساءة للشعب والقيادة الفلسطينية، ومحاولة لكي الوعي العربي عموما، وفي ذات الوقت دعما واضحا لمواقف القيادة الفلسطينية، وتعزيزا لمكانة وأهمية قضية العرب المركزية، قضية فلسطين.
نعم الأمير سعود الفيصل تحدث بأسمه الشخصي في المؤتمر، لإنه لا يحمل اية صفة رسمية. لكن الحقيقة المؤكدة والمعروفة لنا جميعا، ان الفيصل، أولا هو أمير من العائلة المالكة، وهذة صفة اساسية وهامة؛ ثانيا ليس مسموحا في العربية السعودية لإي شخص اميرا ام مواطنا عاديا المشاركة وتقديم اوراق عمل في المنتديات العربية والإقليمية والعالمية ما لم يأخذ الضوء الأخضر من اولي الأمر الملكية، ومن الأجهزة الأمنية؛ ثالثا الرجل تولى مهمات مركزية ذات شأن في تقرير السياسات السعودية، وبالتالي لا ينطق عن الهوى؛ رابعا هو فعلا وقولا عكس خطاب ومواقف الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز.
[email protected]
[email protected]