"شيرين" انتهى الموجز وننتظر التفاصيل

بي دي ان |

11 مايو 2022 الساعة 10:16م

ليس دائما الموت يغيب الأشخاص وإنما الموت يكون احياء لهم في بعض الأحيان ، وفي حالة الإعدام مع سبق الاصرار  والترصد التي قام بها العدو الصهيوني اليوم بحق الصحفية أيقونة الاعلام الفلسطيني شيرين أبو عاقلة أثناء تغطيتها لجرائم الاحتلال في جنين ، هنا لن يكون الموت موتًا إنما حياة وخلود.

 الجريمة النكراء التي ارتكبها جنود الاحتلال بحق شيرين ليست الأولى ولن تكون الأخيرة لكنها خطيئة أخرى تضاف إلى سلسلة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال كل يوم ولحظة بحق كل ماهو فلسطيني، إعدام شيرين أمام الكاميرات وعلى مرأى العالم لا أظنه سيغير من سياسة المجتمع الدولي المنافق تجاه اسرائيل والتي تعتبر جريمته تلك تجاوزا لكل المواثيق والاعراف الدولية التي أعطت وشرعت للصحفي الحرية والحصانة بممارسة دوره ، لكن إسرائيل التي تخشى وصول وانتشار المشهد الاجرامي بحق الفلسطينيين للعالم عبر شاشات الفضائيات أقبلت على هذه العملية بهدف قتل الحقائق ، وفي محاولة فاشلة بعدم فضح جرائمها دوليًا . 

إسرائيل التي تخسر كل يوم من سمعتها الدولية وتخسر أمام الرأي العام العالمي ، تحاول التهرب من الفعل الاجرامي وبث رواية كاذبة كذوبة لن يتم تصديقها ، وجهودها في محاولة الاقناع أيضا ستفشل كما تفشل دائما في تلفيق روايات على مقاسها. 

جريمة إعدام شيرين أبو عاقلة جريمة هزت الأركان ، والرصاصة التي اخترقت عنق شيرين ستبقى شاهدًا حيًا على فاشية الاحتلال ، وبات اليوم مطلوبًا من كل النقابات الإعلامية خاصة في الوطن العربي اتخاذ مواقف أكثر جدية وحزم من الادانات وبيانات الشجب ، فالمطلوب مقاطعة جميع الإسرائيليين واقصائهم عن الفضائيات العربية لكي لا تكون لهم منصات تبث من خلالها سمومهم وكذب رواياتهم.

ومطلوب دوليًا محاكمة إسرائيل على كل هذه الجرائم التي ترتكبها يوميا، وعلى العالم والمجتمع الدولي أن يكف عن الازدواجية المقيتة في التعامل مع القضايا الدولية ، وفي ذات السياق بات على قطر الدولة والفضائية اتخاذ موقف من التطبيع الملتوي ومن الجرائم الإسرائيلية المرتكبة خاصة بحق مراسلتهم  أبو عاقلة ولتحترم دماءها التي نزفت لحظة تغطيتها لاقتحام جنين من قبل جيش الاحتلال. 

دماء شيرين ابنة فلسطين لابد أن تكون علامة فارقة في التعامل مع الصحفيين تحديدًا ، وعلى العالم أن يتجرأ لمرة ويتخذ موقفا منصفًا نحو تحقيق العدالة ، لا نعلم ماذا تبقى لهذا العالم كي يقول الحقيقة ؟ 

شيرين الأيقونة لن تموت ستبقى ما بقينا، لقد كتبت تاريخها بدمها ، ومثلها لن يغيبها الموت إنما في موتها إعادة إحياء .