السقوط البشع لزعيم "راعم"

بي دي ان |

09 مايو 2022 الساعة 12:29ص

مجددا اعود لتصريح جديد قديم، كرره منصور عباس دون خجل او حساب نتائجه، كونه اوغل في انحداره، وكشف الغطاء عن وجهه الخطير في الارتماء كليا في أحضان غلاة وفاشيي الصهيونية، واعلن بوقاحة تفوق الوصف، انه لن يكون سببا في اسقاط حكومة بينت / لبيد. رغم انه اثناء عطلة الكنيست، ومع تصاعد حدة الصدامات في الضفة الفلسطينية عموما والقدس خصوصا والمسجد الأقصى المبارك تحديدا اصدر بيانا أواسط شهر ابريل الماضي اشار فيه عن تجميد عضوية كتلته "راعم" في الائتلاف الصهيوني الحاكم. بيد انه سرعان ما عاد له، ليس هذا فحسب، انما اكد أيضا بعد انسحاب رئيسة الائتلاف الحاكم في الكنيست، عيديد سيلمان منه، انه لن يكون وراء انهيار الحكومة، وسيحافظ على عليها. رغم انه يعي ويعلم، انها وزارة استعمارية ومعادية لمصالح وحقوق الشعب الفلسطيني في التجمعات الفلسطينية الثلاث: داخل الداخل وفي الضفة وفي قطاع غزة وحثيما وجد فلسطيني عربي.
طبعا هذا الموقف ليس جديدا، ولا مستغربا من زعيم الحركة الإسلامية الجنوبية في مناطق ال48. لانه وجد أساسا، ودعمت حركته الاسلاموية المحسوبة على الاخوان المسلمين من قبل أجهزة الامن الإسرائيلية ولتعميق التناقضات مع الحركة الإسلامية الشمالية بزعامة رائد صلاح (وهي أيضا جزء من الاخوان المسلمين)، ولتكون قائمته في الكنيست خنجرا مسموما في أي خطوة وحدوية للنواب الفلسطينيين، واداة تخريبية في أوساط الشعب العربي الفلسطيني في الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة.
مع ان يحيى السنوار، زعيم حركة حماس في قطاع غزة سحب البساط من تحت اقدامه، واعلن في خطابه الأخير يوم السبت الموافق 30 من ابريل الماضي في اخر أيام الشهر الفضيل عن تخوين النائب منصور عباس، ودعاه للانسحاب من الائتلاف الصهيوني الحاكم، الا انه رفض باصرار الاستجابة لنداء احد عناوين فرع جماعة الاخوان المسلمين في فلسطين، معتقدا ان حكام إسرائيل الاستعماريين يمكن ان يحموه، وتجاهل حقيقة دولة التطهير العرقي الصهيونية، التي لا تقبل القسمة على أي انسان فلسطيني مهما كان لونه وخلفيته الفكرية والعقائدية السياسية، واي كان الدور والخدمات الخيانية التي يؤديها لإسرائيل. لانها تعتبر كل الاغيار في الدنيا، وليس الفلسطينيين او العرب فقط بمثابة خدم وعبيد لليهود عموما والصهاينة خصوصا. كما ان التجربة التاريخية لشعوب الأرض قاطبة اكدت للقاصي والداني ان مصير العملاء الموت عند اسيادهم بعد انتهاء خدماتهم، لانهم يحتقرونهم.
لكن منصور عباس، زعيم كتلة القائمة العربية الموحدة ومن معه في القائمة من أعضاء الكنيست، ارتضوا على انفسهم ان يكونوا مطية للائتلاف الصهيوني الحاكم في تنفيذ جرائمه ضد أبناء الشعب الفلسطيني، الذي لا يقل خطورة عن ائتلافات نتنياهو الفاسد السابقة، ويضاهي أي ائتلاف لاحق يمكن ان يشارك به ممثلوا القوى الأكثر تطرفا وعنصرية في الحركة الصهيونية. واعتقدوا ان نيران التصعيد الإسرائيلية ستهمد، وبالتالي سينسى المواطنون الفلسطينيون عار كتلة "راعم"، وسيغضون الطرف عن عمالة وتهافت منصور عباس واقرانه في القائمة المحسوبة اسميا على الفلسطينيين من حملة الجنسية الإسرائيلية. وهذه افتراضات غبية وفاقدة الاهلية، لانها تقوم على ركائز لا أساس لها في التاريخ الفلسطيني العربي. كون الشعب لا ينسى، ولا يغفر، ولن يعتمد مقولة "عفى الله عما مضى"، وسيأخذ حقه على اكثر من مستوى وصعيد، أولا عزل الحركة الإسلامية الجنوبية عموما؛ ثانيا حجب الثقة عن ما يسمى القائمة العربية الموحدة في الانتخابات القادمة، والتي باتت على الابواب؛ ثالثا وضع منصور في قائمة الخدم والمأجورين الرسميين لدى أجهزة امن دولة الاستعمار الإسرائيلية، مع ما لذلك من تبعات.
وعليه مطلوب من الحركة الإسلامية الجنوبية لتفادي اية تداعيات قد تطالها نتيجة سياسات زعيمهم، العمل على أولا الزامه بالانسحاب الفوري من الائتلاف الحاكم؛ ثانيا في حال رفض، وهذا هو السيناريو الممكن، تعلن الحركة تبرؤها من منصور عباس ومن معه؛ ثالثا تصدر قرارا بفصله من الحركة. لا سيما وان زعيما اخوانيا (يحيى السنوار) اماط اللثام عن وجهه، واخرجه فعليا من أوساط فروع جماعة الاخوان المسلمين في فلسطين.
وفي السياق على النائب مازن غنايم التقاط اللحظة السياسية، وإعلان انفكاكه من تحالفه مع منصور عباس، ليعيد الاعتبار لنفسه في أوساط الحركة الوطنية الفلسطينية في الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة. وبامكانه في حال خرج من دوامة الائتلاف، ان يكون له سبق القصب في هدمه، وتطهير نفسه مما لحق به خلال انضوائه في الائتلاف مع زعيم "راعم"، وغرقه في مستنقع صهيوني آسن. انها الفرصة الذهبية لاستعادة مكانتك الوطنية.