عيد استقلال إسرائيل ونكبة فلسطين

بي دي ان |

07 مايو 2022 الساعة 10:26م

لم تكن رسالة التهنئة التي أرسلها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ قبل يوم من الاحتفالات بعيد الاستقلال الإسرائيلي "المزعوم" هي الطعنة الأولى بخاصرة فلسطين وشعبها، وأعتقد أنها لم تكن مفاجئة، فالعلاقات التركية الاسرائيلية لم تتوقف حتى في أوج العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة التي تدعي انقرة التعاطف معها على الدوام، فلغة المصالح هي الأبلغ والأقوى بين الدول وليس لغة العواطف ولكن هنالك من هم مستفيدون تأخذهم العزة بالاثم ويعيشون حالة إنكار لحقائق لابد لهم مِن رؤيتها على حقيقتها، لكنها أيضًا المصالح. 

من جهة أخرى لقد عجت بعض العواصم العربية بأعلام إسرائيل بزعم احتفالات إستقلال إسرائيل، هي عواصم مازالت في ضلالها وتطبيعها مع عدو الأمة العربية والاسلامية، وتصر على الخطيئة متجاهلة أنها ذكرى أليمة وقاسية على الشعب العربي الفلسطيني، ذكرى مجازر واعدامات وتهجير الفلسطيني من أرضه، تجرأ بعض من العرب وتحالفوا مع الشيطان دون أي داعي أو مبرر، فلا حدود بين إسرائيل والدول المطبعة ولا حروب، بالتالي فقد جاء التطبيع خطوة عبثية انهزامية في الاتجاه المعاكس تماما لروح الثورة والكرامة الفلسطينية.

ولعل هذا ما أدركته احدى الدول المطبعة  والذي وجدت حرجًا في إجراء مناورة عسكرية مع الكيان الإسرائيلي أثناء أحداث الأقصى الأخيرة وما تخللها من اقتحامات المستوطنين بحماية الشرطة الإسرائيلية والتي تهدف إلى التقسيم المكاني والزماني للأقصى على مرأى ومسمع الأمتين العربية والاسلامية دون تحريك ساكن أو اتخاذ فعل حقيقي يردع إسرائيل، مع علم جامعة الدول العربية والمنظمات الإسلامية بعدم جدوى بيانات الادانة والاستنكار التي أصبحت أهم شعائر وأعمدة الجامعة، والتي بدورها تضفي حالة شديدة الاحباط للشعوب العربية عموما، والمناصرين للقضية الفلسطينية والمتفاعلين مع أحداثها على وجه الخصوص.

وبالرغم من الحالة العربية السوداوية والتي تبرز ملامحها أكثر خلال معركة القدس الحالية التي يقودها الفلسطينيون بشكل عام وتتقدمهم حركة فتح بشكل خاص، فما زال الفلسطينيون يقومون بفعل الأمة، فالقدس لجميع المسلمين في كل بقاع المعمورة وعليهم واجب التحدي والتصدي لأي خطر تتعرض له القدس ومع ذلك لا حياة لمن تنادي، ويستمر الفلسطيني بالتقدم والهجوم والدفاع وفق ما تتطلبه المرحلة والمعركة.  ومع ذلك ليس لنا إلا أن نؤكد لن يموت العرب، العرب سر الحياة، ولديهم كل مقومات النهضة والنهوض، فهم تاريخ وحضارة وإرث ثقافي عظيم، وسينهض العرب يومًا وينفضوا غبار العجز والهزيمة والتبعية التي كسرت أرواح الناشئة، فما زلت أرى أنهم بانتظار فرصة تاريخية وحينها سيكون لهم ومنهم نصر. 

ندرك أن مصطلحات النصر والتحرر لم تعد تدغدغ مشاعر شعوبنا العربية أو تشعل فتيل قنديل انطفأ بفعل الهزائم التاريخية للعرب، مع ذلك تطفو قناعاتنا على السطح تقول أن الحق دائما ظاهر، وبالتالي نحن أصحاب حق، وعامل الزمن ليس وحده ما نراهن عليه، إنما أجيالنا الناشئة التي تشعر بالظلم وعنصرية العدو ولصوصية الآخر، هي من ستتحرك إلى جانب الأحرار الحاضرين الآن على الساحة الفلسطينية فجميعهم يرفضون ويمقتون هذا الصمت والخنوع من أهله، فنحن أمة نابضة لها ماضيها وتاريخها ولها امتدادها البشري من الأحرار الذين سيشكلون طوق النجاة وعز الأمة وفخرها في المرحلة المقبلة والقريبة، فمازالوا هم يشكلون تهديدا حقيقيًا لعالم يدعي زورا وبهتانا الديموقراطية والعدالة، وفي حقيقته هو مجتمع دولي منافق كاره للإنسانية والعدالة يتخذ من العرب العدو الأول والهدف الأخير.