السنوار وفضيحة الخط الساخن

بي دي ان |

20 ابريل 2022 الساعة 04:36ص

في زحمة التطورات الساخنة والمتصاعدة في عموم أراضي دولة فلسطين المحتلة وخاصة في القدس العاصمة الأبدية بين أبناء الشعب ومقاوميه وقيادته وبين العدو الصهيوني بمختلف مركباته العسكرية والأمنية والسياسية والدينية والإعلامية، تم الكشف عن الخط الساخن بين يحيى السنوار، رئيس حركة حماس في محافظات غزة ورئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، مما اثار ردود فعل سريعة أولا في أوساط الحركة حيث اعلن كل من محمود الزهار وخالد مشعل، عضوي المكتب السياسي للحركة بعدم علم مراكز القرار في الحركة بما اعلن عنه، في حين اكد خليل الحية، نائب رئيس الحركة في غزة، وعضو مكتبها السياسي، والمقيم منذ فترة في الدوحة القطرية بمعرفة القيادة بالاتصال.
وبعد انتظار دام عدة أيام اصدر السنوار تصريحا واضحا وصريحا، اعلن فيه ان الاتصال والخط الساخن مع نتنياهو والقيادات الإسرائيلية تم لخدمة مصالح الجماهير الفلسطينية. وهو اعتراف صريح وبائن ولا يوجد به اية ضبابية او رتوش او مغمغة. وهي ليست المرة الأولى التي تعترف بها حركة حماس بالاتصال والتنسيق المباشر مع القيادات والوزراء ورؤساء الوزراء، حيث كان اعلن إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة عندما كان رئيسا لوزراء الحكومة العاشرة الحمساوية بشكل كامل بالسماح للوزراء بالاتصال والتنسيق مع نظرائهم الإسرائيليين، وكان موسى أبو مرزوق اعلن على فضائية القدس في لقاء مع عماد الافرنجي، وفي لقاء مع طوني خليفة على فضائية الجديد عن استعداد قيادة الحركة للتفاوض المباشر مع حركة حماس، هذا بخلاف التنسيق المباشر الذي يديره غازي حمد وبين مكونات حركة حماس ونظرائهم من دولة العدو الإسرائيلية.
بالنسبة لي اجزم انني اعرف، ان حركة حماس منذ وجدت وهي تنسق مع القيادات الإسرائيلية السياسية والعسكرية، ولم ينقطع التنسيق بينهما، وبات الكل يعلم ان نتنياهو ومن خلال السفير القطري محمد العمادي، الذي كان ومازال يحمل الأموال بالحقائب لفرع حركة الاخوان المسلمين في فلسطين، بهدف تمويل الحركة، وحماية دورها كرديف واسناد لها في مواجهة اذرع المقاومة الحقيقية بما في ذلك ابطال كتائب عز الدين القسام التابع لحركة حماس الاحياء والاموات منهم، والذين لم يتورطوا للحظة بالعلاقة مع دولة العدو الصهيونية. كما ان الدولة العميقة والمباشرة في دولة المشروع الإسرائيلية لم تشن يوما حربا او اجتياحا على محافظات قطاع غزة بهدف تصفية الحركة، وانما لتلميعها، وتسويقها امام الرأي العام الفلسطيني والعربي والإسلامي وحتى العالمي، مع ان إسرائيل وحكوماتها المتعاقبة بالتعاون مع إلادارات الأميركية المتعاقبة منذ إدارة كلينتون وبوش الابن واوباما وترامب والإدارة الحالية وهي تحرص على حماية وديمومة حركة حماس، رغم كل حملات التضليل الإعلامية الكاذبة ضد الحركة، كما فعلت في تسويق وتلميع المجموعات التكفيرية المارقة والخارجة على القانون ك"داعش" و"النصرة" وغيرها من المسميات ذات الصلة، والهدف تشويه مكانة وسمعة الإسلام والمسلمين، وتضخيم الفوبيا من الدين الإسلامي الحنيف، الذي لا يمت بصلة لتك الجماعات، وهو بريء منها، ومن جرائمها وادوارها الوظيفية التخريبية.
وبالعودة للخط الساخن بين أبو إبراهيم وحليفه نتنياهو، اسأل قيادات الحركة لماذا هذا التناقض في المواقف بين من يعلم ومن لا يعلم بالخط الساخن؟ وهل صحيح ان جزءا أساسيا من أعضاء المكتب السياسي لا يعرف بالخط الساخن؟ واذا كان ذلك صحيحا، هل يملك الجزء الذي لا يعلم القدرة على محاكمة القائد السنوار، ام مجرد مواقف استهلاكية للتغطية على الفضيحة؟ وهل السنوار بات يملك القرار الفردي لتجاوز الهيئات القيادية لحركة حماس، ام ان القيادات تعلم وتحاول ان تغطي الشمس بغربال الفضيحة؟ وما هو الاجراء الذي يمكن ان تتخذه الحركة ضد رئيسها في القطاع؟ وهل حاولت قيادة حركة حماس مراجعة التصفيات والاعدامات التي نفذها يحيى السنوار ضد كوادر القسام الأساسية بعد سيطرته على مقاليد الأمور في محافظات القطاع؟  والسؤال قبل ذلك، هل الخط الساخن بين السنوار جديدا ام انه موجود مع توليه مهمته في رئاسة الحركة، وسابق على وجود نتنياهو؟ وهل للخط الساخن صلة بالافراج عنه من السجون الاسرائيلية وتلميعه، بتعبير اخر؟ هل تم ربطه مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قبل الخروج من المعتقل؟ وهل قامت قيادة الحركة بمراجعة تجربة أبو إبراهيم وهو في السجن، ودققت في القرارات والانتهاكات الخطيرة التي ارتكبها ضد العديد من اسرى حركة حماس؟ وهل فكرت بخلفيات ذلك واسبابها؟
أسئلة كبيرة وهامة تطال فضيحة الخط الساخن بين السنوار ونتنياهو، وعلى قيادة الحركة ان كان فعلا جزءا أساسيا منها لا يعرف بالفضيحة مساءلة ومحاكمة قائد انقلابهم في محافظات الجنوب، أولا لدرء الاخطار عن الحركة، وثانيا لتبيض صفحتها امام الشارع الفلسطيني عموما وفي محافظات الجنوب خصوصا؛ ثالثا ولكشف المستور وخلفيات الاعدامات التي نفذها قائدهم في القطاع؛ رابعا لتطهير الحركة من المتورطين بالعمالة مع دولة الاستعمار الإسرائيلية، ان كانت حركة حماس جادة ومعنية بصورتها كحركة مقاومة.
لا اريد ان اناقش الجعجعة وحملات التهويش الإعلامية للحركة وانصارها والمضللين من أبناء شعبنا حول ملف التنسيق الأمني، وكنت امل ان اسمع تلك الأصوات الوطنية ومواقفها ضد فضيحة وجريمة الخط الساخن بين السنوار والمجرم زعيم الليكود، ورئيس الحكومة الإسرائيلية لاطول فترة حكم في تاريخ الدولة المارقة والخارجة على القانون، ولكن صمتوا كأهل الكهف، وكأنهم لم يسمعوا، واغلقوا عيونهم وسدوا اذانهم، وضبضبوا انفسهم في زوايا غرفهم وبيوتهم، حتى لا يسألهم احد. وواصلوا الجعجعة عن "سيف القدس"، وهنا كما ذكرت الف مرة، ميزوا بين المناضلين الأبرياء الذين انضووا في صفوف حماس، وقدموا ارواحهم قربانا للوطن، ودفاعا عن الأرض الفلسطينية وبين النخب القيادية المتورطة في التنسيق والخطوط الساخنة مع دولة الاستعمار الإسرائيلية.
[email protected]
[email protected]