الحاخامات تستعد لحدث مزلزل لأول مرة منذ احتلال فلسطين

بي دي ان |

11 ابريل 2022 الساعة 06:33م

يواصل كبار الحاخامات المتطرفون استعدادهم لاقتحام المسجد الاقصى المبارك مساء يوم الجمعة 15 إبريل 2022 الموافق 14 رمضان 1443ه بزعم احياء عيد "الفصح اليهودي" وذبح القرابين في ساحات الأقصى.

ويعد ذبح القرابين التي ينوي المتطرفون تقديمها لأول مرة في ساحات الأقصى منذ احتلال فلسطين جزء من طقوسهم الإلزامية لبدء إعادة بناء ما يُسمى الهيكل المزعوم على انقاض الأقصى.
يُشار إلى أن حاخامات المستوطنين والمدارس الدينية كثفوا خلال الأيام الماضية من اقتحام المسجد الأقصى المبارك استعدادًا لتنفيذ مخططاتهم التهويدية.

ومن بين الحاخامات المتطرفة التي تدعوا باستمرار لاقتحام الأقصى وتقديم القرابين هو الحاخام يسرائيل أريئيل، الزعيم الروحي لمنظمات الهيكل، ومؤسس “معهد الهيكل الثالث”، ورئيس “مدرسة جبل الهيكل”، إضافة إلى الحاخام يعقوب مادان، ودانيال شيلو، وشموئيل داود، ورؤوفين ازولاي، وحبرون شيلو، وإليشا ولفسون، وإلياهو ويبر، والحاخام يهودا كروز أحد قادة “السنهدرين الجديد” و”العودة الى الهيكل” وغيرها من الجماعات.

ويهدف الحاخامات المتطرفة التي تم ذكر أسمائهم "لإعادة بناء الهيكل الثالث اليهودي" المزعوم للتجهيز والتحضير لتقديم قرابين الدم ونثر دمائها على قبة السلسلة والذي يعني حسب زعمهم أنها بنيت لـ “إخفاء آثار المذبح التوراتي”.

ولفتت “جماعات الهيكل المزعوم” إلى أن هناك تغييرًا جذريًا في مواقف الحاخامية العليا ووزارة أديان العدو والحاخمين الكبيرين في الكيان بخصوص بناء “الهيكل” خصوصا بأن الظروف الداخلية والدولية والإقليمية مناسبة لهذه الخطوة.

ولم يجرؤ الصهاينة على تنفيذ هذا الطقس في المسجد الأقصى من قبل؛ ولكن قاموا منذ عدة أعوام على محاولة الاقتراب أكثر فأكثر من المسجد الأقصى لتنفيذ “طقس قرابين الدم” عام 2014، قُدمت في قرية لفتا المقدسية المهجّرة، وعام 2015 بمستوطنة “شيلو” شمال رام الله، ثم اقتربت عام 2016 أكثر من الأقصى وقدمت قرابين الدم في منطقة جبل الزيتون بالقدس، لتصل عام 2017 عند ما يُسمى “كنيس الخراب” في حارة المغاربة بالبلدة القديمة، وعام 2018 قُدمت عند القصور الأموية قرب سور المسجد الأقصى الجنوبي.

وفي عام 2019 تم تقديمها في البلدة القديمة بالقرب من “سوق اللحامين” المطل على المسجد الأقصى، وتوقف هذا الطقس التلمودي عام 2020 بسبب جائحة كورونا، وتجدد عام 2021 بتقديمه في أحد الكُنس القريبة من حائط البراق.

هذا العام ترى الجماعات المتطرفة أن هذه اللحظة المناسبة لإدخال قرابين الدم إلى الأقصى، وتحقيق حلمها بتنفيذ هذا الطقوس في رحابه.

الحدث والذي لم يجد صدى إعلاميًا كبيرا يقابله تركيز إعلامي من العدو على قمع أي تواجد فلسطيني في باب العامود وتضييقات شديدة على المصلين في المسجد الأقصى والتي تهدف إلى تقليص أي وجود فلسطيني أثناء تنفيذ هذه الطقوس التلمودية ما يعني تخفيض مستويات الاحتقان والمواجهات لأدنى حدودها الممكنة.

خطورة تقديم قرابين هذا العام ذات علاقة بالزمان كمنتصف شهر رمضان والأكثر خطورة هي الجهوزية التي أعلن عنها قادة المستوطنين لإقامة القرابين حتى انهم قدموا طلبات لتصاريح لوزارة أمن داخلي العدو والجبهة الداخلية والتي أعلن أيضا رئيس وزراء العدو عن عدم ممانعتهم من اقتحامات المسجد الأقصى من قبل المستوطنين طوال شهر رمضان إضافة للتعهد بتأمينها وحمايتها.

وقد حُصرت الاقتحامات بالأوقات الصباحية لحشد جهود شرطة العدو وجماعات الهيكل المتطرفة خلالها، وهو ما يجعل التصدي لهذه الاقتحامات أولوية أولى للدفاع عن الأقصى اليوم.

“عيد الفصح اليهودي” هذا العام والذي سيستمر أسبوع بدءا من 15 أبريل يحمل “قنبلة زلزالية” في تنفيذ السيطرة الرسمية ووضع اليد على المسجد الأقصى من قبل الصهاينة.

فما سيكون بعد تقديم قرابين الدم في عيد فصحهم المزعوم لن يكون كما قبله والتي هي إعطاء الإشارة لتنفيذ كل مخطط هدم لمكونات المسجد الأقصى واستباحته بالكامل وهي بدء إقامة للمعبد الثالث من الناحية العملية لأن الجماعات الصهيونية ترى أنها أقامته من الناحية الروحية عبر الاقتحامات المستمرة وإقامة الصلوات، وبالتالي فإن الخطوة القادمة هي إقامة الشعائر اليهودية الكبرى.

ونشرت “جماعات الهيكل المتطرفة” دعوتها للاقتحامات المرتقبة وذبح قرابين الدم في الأقصى، لتخرج بذلك عن تحفظها الذي اتبعته منذ ما بعد معركة “سـيف القدس” والذي كانت بموجبه تتجنب النشر العلني عن اقتحاماتها وتلجأ إلى أساليب تعبئة أخرى.