كلنا جنين

بي دي ان |

11 ابريل 2022 الساعة 12:23ص

ونحن نستحضر ذكرى رحيل الشهيد القائد البطل عبدالقادر الحسيني، ومجزرة دير ياسين قبل 74 عاما، نشهد هذه الأيام دورة جديدة من الإرهاب الصهيوني الدولاني على كل الأرض الفلسطينية، وفي المقدمة منها محافظة ومدينة ومخيم جنين الباسلة، التي تتعرض لحملة عدوانية هجمية شرسة لتركيع ابناءها، وابتزازهم باساليب رخيصة ومفضوحة، اثبتت فشلها في قطاع غزة، وفي مختلف المحافظات والمدن والقرى والمخيمات، ولم تفت في عضد أبناء الشعب الفلسطيني، لا بل زادتهم تصميما واصرارا على نيل حقوقهم السياسية والقانونية والإنسانية.
وتؤكد لنا تجارب التاريخ القريب والبعيد، ان قادة دولة التطهير العرقي الإسرائيلية السياسية والعسكرية الأمنية لم يتعلموا شيئا نتاج غطرسة القوة، وجنون العنصرية، وصمت العالم الرأسمالي، وانكفاء وتخلي اهل النظام الرسمي العربي عن محددات وركائز الامن القومي العربي، فاعمتهم عن رؤية الحقائق والدروس وعبر تلك التجارب، وتناست تجربتها باجتياح مخيم جنين ومحاصرة المدينة العملاقة قبل عشرين عاما، وسلسلة جرائمها المتعاقبة على ذات المحافظة وقراها قرية قرية وبلدة بلدة ومركز المدينة النابض بالحياة والإرادة والتصميم على انتزاع الحقوق الوطنية، وعادت لاستخدام اسطوانتها المشروخة وادواتها واجراءاتها الرخيصة في فرض الحصار عليها من خلال مجموعة من الانتهاكات التي صادق عليها وزير الموت الإسرائيلي، بيني غانتس مساء السبت الماضي الموافق 9 نيسان / ابريل الحالي، ومنها: منع أبناء الشعب من الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة من زيارة جنين؛ واغلاق معبري الجلمة (جلبوع) وبرطعة؛ اغلاق دائرة الاتصالات الخلوية مع الشبكات الإسرائيلية او عبرها؛ منع المواطنين من جنين بمختلف مواقعهم الاجتماعية بما في ذلك حملة بطاقة (BMC) من دخول إسرائيل، الغاء التصاريح الممنوحة لسكان المحافظة، وحرمانهم من اية تصاريح لزيارة الاهل والاقارب بمناسبة الشهر الفضيل. فضلا عن مواصلة عمليات الملاحقة والاعتقال، ومحاولات الاغتيال، كما حصل امس مع شقيق الشهيد رعد فتحي حازم، بطل عملية ديزنكوف، ونشر عصابة المستعربين وقوات الجيش للتنغيص على حياة المواطنين في المحافظة عموما، وزيادة حالة التوتر والعنف والفوضى.
ما تقدم يكشف مجددا هزال وغباء تلك القيادات الصهيونية المشدودة الاعصاب والمتوترة، وفاقدة الثقة بالذات، رغم كل اسلحة الموت النووية والكلاسيكية التي تمتلكها دولة الإرهاب المنظم الإسرائيلية، لان إجراءاتها أولا لا تفيدهم بشيء ابدا، لا بل انها تضع كل المواطنين الفلسطينيين من مختلف الاتجاهات والمشارب في بوتقة واحدة متراصين في مواجهة العدو؛ ثانيا تعمق الولاء للوطنية الفلسطينية، وتقنع المترددين والوسطيين وأصحاب المواقف التسطيحية، بان العدو الإسرائيلي لا يميز بين فلسطيني وفلسطيني لا باللون ولا بالمركز الاجتماعي ولا بالانتماء السياسي والعقائدي ولا بالجنس او بالدين او العمر، ويضعهم جميعا في صف الأعداء والمطلوبين والمستهدفين لاجهزته الأمنية القاتلة؛ رابعا كما ان اجراءاتهم اثبتت للمرة الالف فشلها، وهي تعلم ان كل منفذي العمليات الأخيرة من جنين لم يدخلوا من المعابر التي اغلقتها، ولم يطلبوا تصريحا ولا بطاقة BMC وانما دخلوا بطرقهم الخاصة؛ خامسا اضف الى ان اجراءاتهم منافية للقانون الدولي، لانها شكل من اشكال العقاب الجماعي المدان والمرفوض دوليا؛ سادسا الحصار يساعد ويقوي عزيمة ومكانة اذرع المقاومة وليس العكس. وبالتالي تلك الاجراءات والانتهاكات العدوانية سترتد على غانتس وحكومته المجرمة، وهي الخاسر الأكبر منها على كل الصعد والمستويات.
ولا اضيف جديدا، حين أؤكد ان كل المحافظات والمدن والقرى والمخيمات في الضفة والقطاع وفي المقدمة القدس العاصمة وفي الشتات وفي داخل الداخل هي جنين، ويقف معها الجميع كجسد واحد، وبالتالي حصار جنين غراد سيعمق دورها الريادي الوطني، ويمنحها المكانة التي تليق بها، ويساهم في تعزيز عملية التكافل والتكامل الوطني بين المحافظات المختلفة، وبالضرورة ستقوم الحكومة الشرعية بمسؤولياتها اللوجستية لتأمين صمود مكانة أبناء الشعب بما في ذلك رجال الاعمال والعمال، تصريف المنتجات الزراعية في أسواق المحافظات المختلفة ... إلخ
اذا جنين ليست محاصرة، لا بل هي من يحاصر العدو الصهيوني، وتغلق عليه أبواب الجيتو، وتفرض عليه شروطها وارادتها، والشعب كل الشعب العربي الفلسطيني جنين، وستبقى عنوانا اصيلا للمقاومة والعطاء والفداء والبطولة.
[email protected]
[email protected]