حكومة بينت في مهب الريح

بي دي ان |

07 ابريل 2022 الساعة 02:16ص

منذ تشكلت حكومة التغيير برئاسة نفتالي بينت، صاحب المقاعد الست في الكنيست ال 24، وهي تعاني من مرض الكساح. لان الجامع الأساس لاحزاب الائتلاف الحاكم السبعة عاملين، الأول التخلص من نتنياهو في الحكم؛ الثاني الخشية من الذهاب لانتخابات برلمانية خامسة خلال سنتين. وبقيت الحكومة واقفة على رجل واحدة طيلة الفترة السابقة منذ حزيران / يونيو 2021، ودخلت امس الأربعاء الموافق 6 نيسان / ابريل الحالي في حالة صدمة وحالة من الشلل بعد اعلان رئيسة الائتلاف الحاكم في الكنيست، عيديت سليمان النية عن استقالتها من الائتلاف بشكل مفاجئ، ولم يكن في الحسبان، مع ان بعض قوى الائتلاف تدعي انها كانت على علم بنية سليمان بالاستقالة، لكن زعيم حزب "يمينا"، ورئيس الحكومة الذي اسقط في يده، لانه لم يكن على دراية بنوايا عضوة حزبه، ورئيسة الائتلاف. ومازال يبحث عن مخارج لإنقاذ حكومته المتهالكة، فالتقى اليوم مع شريكه الأساس، رئيس الحكومة بالنيابة، يئير لبيد، وصاحب المقاعد ال18 في الكنيست للبحث عن المخارج المحتملة لإنقاذ الحكومة من الهلاك.  
كان إعلان النائبة اليمينية عيديت بمثابة انفجار لقنبلة موقوتة، هزت مركبات الحكومة الهشة كلها، وتعاقبت ردود الفعل من ممثلي "حزب العمل" و"ميرتس" و"يمينا" و"هناك مستقبل" و"ازرق ابيض" بإلاعلان عن استيائهم وخشيتهم من الذهاب للانتخابات الجديدة، وعودة البعبع نتنياهو، او كما أشار البعض منهم، ان البديل سيكون حكومة اكثر تطرفا تضم في مركباتها الحزبين الفاشيين "عوتسميا" بزعامة بن غفير و"الصهيونية الدينية" بزعامة سموتيريتش وبقيادة زعيم حزب الليكود، الذي مازال يحظى باعلى نسبة قبول في الشارع الإسرائيلي، رغم كل قضايا الفساد التي يحاكم عليها.
وبالمقابل قوى المعارضة جميعها رحبت بإعلان سليمان للخروج من الائتلاف الحاكم، وأول من التقط ردود الفعل زعيم المعارضة، نتنياهو، الذي ثمن موقفها، وعرض عليها ان تكون الرقم عشرة في قائمة الليكود القادمة، وقدم لها رشوة مباشرة بتسلمها حقيبة وزارة الصحة في اعقاب الانتخابات. كما ان القوى اليمينية نزلت للشوارع في مختلف المدن مؤيدة خطوة النائبة سليمان، وبارك كل من سموتيريتش وبن غفير خطوتها، وأعلنت القائمة المشتركة بزعامة ايمن عودة، انها لن تنقذ حكومة بينت / لبيد من الغرق، وتعتبر كما اعلن سامي أبو شحادة، رئيس التجمع الوطني الديمقراطي، ان افضل خيار الان، هو الذهاب لانتخابات برلمانية جديدة.
الساحة الإسرائيلية في اعقاب اعلان سليمان في حالة من الفوضى، والانتظار المشوب بالحذر، لكن ما يخيم على رؤوس القوى المشاركة في الائتلاف التحاق عضو اخر مع سيلمان، وهو ما يعني مباشرة حل الكنيست، والذهاب للانتخابات. وبالتالي مازال البعض يتمنى ويراهن على عودة النائبة عيديت عن قرارها، وهذا احد السيناريوهات الأصعب. لان هناك تقديرات في أوساط قوى الائتلاف، ان رئيسة الائتلاف تتخذ خطواتها بتأني، ولم تخرج الا ولديها قناعة بان هناك من سيلتحق بها، لانها وفق بعض التقديرات تنوي تشكيل حزب جديد، وهذا سيناريو ثاني، بالإضافة لسيناريو الانتخابات مباشرة، او يتولى لبيد مباشرة رئاسة الحكومة مع المحاولة على ترميم ما يمكن ترميمه. لكن وفق احسن الفرضيات لا يوجد قوة تقبل القسمة على انقاذ الائتلاف المهزوز.
كما ان بيني غانتس، زعيم ازرق ابيض في الائتلاف ضاق ذرعا برئيس الوزراء، بينت، الذي يقف على رأس الحكومة بست نواب، وهو يملك ثمانية نواب، ولا يرى فيه اهلا لرئاسة الحكومة. فضلا عن انه ليس على توافق تام مع لبيد، زعيم "هناك مستقبل"، ولديه تحفظ من مركبات الائتلاف، وبالتالي هل يقفز من سفينة الحكومة المتهاوية والغارقة أصلا في وحول الارباك والتشوش. بيد ان محذور وزير الجيش الأساس خشيته من العودة لحضن نتنياهو، الا اذا قرر حزب المعارضة الرئيسي تكليف زعيما جديدا لليكود عندئذ يمكن لزعيم "حصانة إسرائيل" بيع الحكومة ببلاش.
في كل الأحوال هناك حالة من الفوضى، وعدم الوضوح في شكل ومخرجات السيناريو الممكن للخروج من ازمة الحكومة شبه المنهارة. الساعات القليلة القادمة تحمل في ثناياها الإجابة على الازمة المتوقعة.
[email protected]
[email protected]