لا نكاد أن نعرف في أي وقت من الأوقات سوف نكتشف موهبة ما بداخلنا، قد تكون ترافقنا من بداية عمرنا ولكن بلحظة ما نعبر عنها، ونسلك طرق ما تؤدي اليها دون تخطيط مسبق، ولكن ليس كل موهبة كفيلة بأن تكون فبعض الاشخاص هم يخلقون الموهبة التي يرغبون بها ويسبقون الكثير ممن قبلهم.

تجلس الشابة ليلى هشام أبو العيس وبين أيديها أدوات الرسم أمام نافذة غرفتها في الصباح الباكر قبل الذهاب الى أي مكان، وذلك حتى تتمكن من ممارسة موهبتها المفضلة ،وهي الرسم بجميع أنواعه على ورقة بيضاء اللون لتصبح رسمة تجذب الأنظار إليها .

لجأت أبو العيس إلى رسم الطبيعة في بداية دربها، وذلك لإعتقادها بأن الطبيعية سوف تساعدها بكيفية خلط الألوان وأيضا ضربات الريشة والتكتيكات المختلفة للرسم ،ومن بعد ذلك اتجهت إلى التجريدي ،وبدأت المشاركة بورش فن عديدة والاختلاط مع الفنانين الذين لديهم خبرات سابقة في ذلك المجال .

تقول أبو العيس :" لم يكن لدي هدف مادي او اجتماعي، وأيضا لم يوجد لي رسم محدد ،فأحيانا ارسم تجريدي وايضا نحت بأكثر من ماتيريال وكنت استلهم ذلك من المدرسة التكعيبية ومن لوحات بيكاسو ،وبعد ذلك شاركت في عام 2018 بمعرض في القصر الثقافي والكثير مثلا بمحترف الشبابيك وكلية دار الكلمة ".

وأوضحت أبو العيس ، أن من حسن حظها تلقت كامل الدعم من الفنانين وإحتضان جيد من المؤسسات ،وسواء واجهتها صعوبات أم لا فذلك يعتمد على الفنان فهو القادر على أن يخلق ابداع في أي ماتيريال متوفرة امامه ،وكان إندفاعها احيانا الى النحت بالكرتون المضغوط.

وأشارت ابو العيس," انني تخرجت من تخصص آداب باللغة الانجليزية من جامعة الازهر لم يكن مانعاً لممارسة الفن، وفي ذلك الوقت أعمل بالجرافيك ديزاين وهذا الشيء يسعدني لأنه يوجد به التنسيق والألوان والابداع الذي يكمل ذلك ،وأيضا اتجهت برسم الديجيتال لأغاني الخاصة بالأطفال".

وبينت ابو العيس، أن بعض الرسمات لها معنى خاص يفسره المشاهد كما يريد ،فمثلا تلك الرسمة منحوتة بالطينة الهوائية ،والذي الهمها بذلك مقولة الفنان فان غوخ برسالة الوداع إلى اخيه ,وحيث قال بها "لقد قمت بإعادة تشكيل وجهي من جديد, كما أردته انا لا كما أرادته الطبيعة"، وأيضا قمت باستخدام المرآة من أجل أن يشعر المشاهد ويسأل نفسه هل يريد إعادة شكله او مشاعره .

وفي نهاية حديثها ، تأكد بأن الرسم بعيداً عن كونه موهبة ,ولكن الرسم يجب على كل انسان ممارسته حتى يعبر عما بداخله، ويمكنه من استنباط عما يدور في ذهنه بتلك الطريقة ، والشعور التام بتلاشي المشاعر السلبية التي تكمن داخله.