عقب عملية بني براك.. ما أحوجنا الآن إلى السلطة.. ما أحوجنا إلى الشرعية

بي دي ان |

31 مارس 2022 الساعة 12:45ص

أكتب هذا المقال استثنائيا عقب عملية بني براك الأخيرة، وهي العملية التي لا تزال ردود الفعل في إسرائيل تتواصل عقب القيام بها.

والحاصل فقد جاءت هذه العملية لتثير من جديد جدالا واسعا في إسرائيل، جدال يثبت أن هناك بالطبع خللا أمنيا واسعا، الأمر الذي يؤدي إلى هذه العمليات المتواصلة. 

والحاصل فإن ما يزيد من دقة هذه العمليات إنها تأتي عقب بعض من الخطوات السياسية الدقيقة، وعلى رأسها قمة النقب، وهي القمة التي وصفها استاذنا ناصر اللحام بأنها قمة النقب. 
غير أن هذه العملية وهي تقرع جرس إنذار للإسرائيليين، فإنها أيضا تقرع جرس إنذار للفلسطينيين، وتوجه رساله سياسية مفادها.. ما أحوجنا الآن إلى السلطة، ما أحوجنا إلى الشرعية. 

ومنذ الفترة الأخيرة تواجه بعض من المؤسسات أو الهيئات الفلسطينية التي تم تدشينها للتواصل مع أبناءنا من عرب 48 كثيرا من التحديات، خاصة وأن الهدف الرئيسي من وراء تدشين هذه الهيئات هو هدف نبيل، غير أن ما يجري عقب إتمام وتدشين هذه المؤسسات يثير بالفعل جدالا واسعا. 

وأضرب هنا مثالا على الهيئة الوطنية لدعم وإسناد الفلسطينيين في الداخل المحتل، وهي الهيئة التي تم تدشينها في غزة وتواجه الكثير من التحديات، خاصة عقب عملية بني براك والخضيرة الأمر الذي يزيد من حجم المشكلة، والأهم الآن هو التساؤل عن طبيعة عمل هذه الهيئة. 

وبات من الواضح افتقاد هذه إلى الكثير من مقومات النجاح، خاصة مع صعوبة التعاطي مع الأزمة الحالية.

ومن هنا اعتقد إن الوقت قد حان لمناقشة عمل الكثير من هذه الهيئات والأهم البحث في جدوى عملها وتأثيرها السياسي، سواء في الداخل الفلسطيني أو في العالم. 

التفاعل الفلسطيني عبر منصات التواصل الاجتماعي إزاء هذه القضية سواء بالنسبة لهذه الهيئة أو غيرها كان لافتا وبارزا، بل ونقل بعضها عدد من الخلافات التي تفجرت بين رئيس هذه الهيئة وهو السيد محسن ابو رمضان، وبين بعض القيادات بسبب السياسات التي يتخذها.
 
وتتهم الكثير من القيادات هذه الهيئة بأنها تعمل وبجد تحت لواء حركة حماس، الأمر الذي يزيد من حجم الانتقادات إلى بعض قياداتها، ومنهم مثلا السيد محمد دبابش، القيادي في حماس، الذي يُنظر إليه على أنه القائد الفعلي للحركة. 

والحاصل فإن تدشين مثل هذه الهيئات يعتبر أمرا متميزا بل وهدفا نبيلا خاصة وأن أبناءنا مع عرب 48 هم في قلب المعركة، وقلب الأزمة، وقلب المشكلة، والكثير من الفلسطينيين يعرفون ذلك. 

ولهذا باتت أهمية مثل هذه الهيئات تتصاعد مع كل ما تقوم به من أعمال نبيلة ومتميزة، غير أن التنسيق بات أمر مطلوب. 

ومع كل هذا أعتقد أن الحل الأمثل للتعاطي والحديث والتفاعل مع هذه الأزمة هو امر واحد يتمثل في ضرورة الانصياع للسلطة الفلسطينية، وأن تكون هذه السلطة هي بوابتنا لأي عمل سياسي سواء من قبل المجتمع المدني أو الحزبي، وليس هناك أي ضرر لإنشاء أو تدشين أي هيئة بشرط أن تنسق مع السلطة باعتبارها الهيئة الحكومية العليا في هذا الصدد.