إسرائيل تشعل فتيل الانفجار

بي دي ان |

26 مارس 2022 الساعة 11:12م

قامت القيادات الإسرائيلية السياسية والعسكرية خلال الأسابيع الماضية بالقاء كم من المواقف التضليلية الكاذبة المعلنة بادعاء خشيتها من انفجار الأوضاع في أراضي دولة فلسطين المحتلة انطلاقا من العاصمة الفلسطينية الأبدية، القدس وخاصة من المسجد الأقصى، وقام كل من رئيس الوزراء بينت، ووزير خارجيته، لبيد، ووزير الحرب غانتس ورئيس الأركان كوخافي وغيرهم من الضباط في المستويات الادني بالوقوف وراء الحملة، بعضهم اكتفى بالادلاء بتصريحات لوسائل الاعلام، وبعضهم قام بزيارات لبعض الدول العربية والأوروبية وللولايات المتحدة، واعلنوا جميعهم التحذير تلو التحذير، وطالبوا بعض القيادات الفلسطينية والعربية والدولية بالضغط لتفادي اشتعال شرارة هبة او انتفاضة جديدة في شهر رمضان المبارك..
لكن ما يكشف زيف هذه المواقف، ويعريها بشكل سافر هو اتخاذها سلسلة قرارات، وارتكابها جرائم قتل متعاقبة، فضلا عن تصعيد الانتهاكات المختلفة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، ذكرت امس السبت الموافق 25 مارس الحالي القناة "11" الإسرائيلية، بأن الشرطة ومجلس ما يسمى الامن القومي في إسرائيل قرروا في هذه المرحلة استمرار اقتحامات المستعمرين الصهاينة إلى المسجد الأقصى اثناء شهر الخير والبركات. وأضافت القناة، بأن قرارا نهائيا بهذا الشأن سيتخذ الأسبوع المقبل في جلسة برئاسة رئيس الوزراء نفتالي بينت. وهذا يعود لاعتقاد الدوائر الأمنية بأن مستوى التوتر الحالي في القدس اقل مما كان عليه في الفترة ذاتها من العام الماضي، والنتيجة لا داعي للخشية لفرض قيود على عصابات المستعمرين.
واذا كانت دوائر الامن الاستعمارية لديها مثل هذا التقدير، لماذا اثارت حملة في أوساط الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي؟ وهل حقيقة لديها خشية من اشتعال الأوضاع في القدس العاصمة الفلسطينية، ام انها استهدفت التغطية على اية جرائم سترتكبها خلال شهر رمضان المبارك القادم ضد أبناء الشعب الفلسطيني. لا سيما وان جيش موتها وعصاباتها المختلفة الرسمية وغير الرسمية عادة ترتكب ابشع الاجتياحات والحروب في المناسبات الدينية والاجتماعية والوطنية؟ وهل ارادت الادعاء ان النخب الفلسطينية تقوم بالاعداد لاشعال انتفاضة جديدة في القدس، وبالتالي ووفقا لقوانينها الاستباقية، عليها اعتقال تلك النخب لتهدئة الأمور، واستباحة حياة المواطن الفلسطيني في الشهر الفضيل، والتمهيد لارتكاب جرائم حرب جديدة في المسجد الأقصى والاحياء المهددة بالتطهير العرقي مستغلة انشداد العالم للحرب الجارية في أوكرانيا؟
الجميع يعلم ان هكذا قرار يشبه فتيل قنبلة موقوتة، يمكن ان يشتعل في كل لحظة، ويؤدي إلى حرق السهل والجبل الفلسطيني. لا سيما وان عوامل السخط والغضب والغليان تزداد يوميا نتاج اتساع عمليات القمع والتنكيل وارتكاب الجرائم، والاعلان عن العطاءات المتعاقبة في القدس العاصمة، وفي عموم الضفة وفي النقب لبناء الاف الوحدات الاستعمارية، والمستعمرات والمدن الاستعمارية الجديدة على أراضي القرى غير المعترف بها، واقتحامات متعاقبة من ذلك الفاشي بن غفير لحي الشيخ جراح، فضلا عن جرائم أجهزة الامن الإسرائيلية في مختلف احياء القدس العاصمة والجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة، وتقوم عن سابق تصميم وإصرار مباشرة ومن خلال عملائها وادواتها بقتل أبناء الشعب الفلسطيني بشكل يومي او شبه يومي.
والاهم ان الدوائر الأمنية والقيادات السياسية الاسرائيلية يدركون جيدا، ان مواصلة اقتحام العصابات الاستعمارية للمسجد الأقصى في الشهر المبارك يعني خلق ماس كهربائي لقنبلة موقوتة. لان أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين هو مسجد للمسلمين وحدهم، ولا علاقة لاتباع الديانة اليهودية به من قريب او بعيد. فضلا عن انهم كما ذكرت الف مرة هنا، مغتصوبون للديانة اليهودية، ودخلاء عليها، ويستعملونها كذريعة لتأجيج الصراع على الأرض الفلسطينية المحتلة، والتمهيد لارتكاب مجازر جديدة قد تصل حد الترانسفير في وسط الظلال الكثيفة للحرب الروسية الأوكرانية.
وهناك عامل تفجير إضافي لجأت له بلدية الاستعمار الإسرائيلي في القدس بتهديدها اغلاق نادي الهلال المقدسي ان لم يتم تسديد الضرائب المستحقة عليه، والذريعة التي لجأت لها البلدية ادعاء وجود ضرائب تقدر بعشرة ملايين شيقل، بعدما اقتحمت طواقم البلدية ترافقها شرطة الاستعمار النادي وسط العاصمة الفلسطينية يوم الخميس الماضي الموافق 24 مارس الحالي. كما هددت بمصادرة مقر النادي في حال عدم الدفع للغرامات الكاذبة. وفق ما افاد مركز وادي حلوة.
والمعروف ان نادي الهلال، هو احد النوادي الهامة في القدس، ويقوم بأنشطة رياضية وكشفية وثقافية، كما ان فريقه الرياضي جزء من المنظومة الكروية الممتازة في اتحاد الكرة الفلسطيني. وبالتالي اقتحام النادي في هذا التوقيت بالذات يحمل في طياته دلالات إضافية على نية حكومة بينت / لبيد وغانتس على فتح جبهة حرب واسعة في القدس العاصمة والنقب وعموم الضفة وقطاع غزة. لان رشوة التصاريح الجديدة لن توقف لهيب كرة النار إذا ما اشتعلت المواجهات في القدس او اية بقعة من الأرض الفلسطينية، او ضد أي تجمع فلسطيني.
وعليه مطلوب من قطاعات الشعب في مناحي الحياة المختلفة أولا اليقظة والحذر من قيام حكومة بينت الاجرامية بارتكاب مجزرة وحشية جديدة؛ ثانيا احياء يوم الأرض في ال30 من اذار / مارس الحالي كما يليق بالأرض الفلسطينية، ووفاءا لشهداء يوم الأرض في الذكرى ال(46)؛ ثالثا الحؤول دون دخول قطعان المستعمرين لباحات المسجد الأقصى؛ رابعا توحيد كل الجهود الوطنية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والدينية في اطار وطني جامع للدفاع عن الأقصى والقدس العاصمة ونادي الهلال واحياء العاصمة الستة وفي المقدمة حي الشيخ جراح المهددة بعمليات التطهير العرقي؛ خامسا تصعيد المقاومة الشعبية في ارجاء الوطن دفاعا عن الحقوق والمصالح الوطنية، وإعادة القضية الوطنية إلى واجهة المشهد الإسرائيلي والعربي والعالمي.
[email protected]
[email protected]