أحمد حميد شاب فلسطيني يبدع بتحويل الكتب القديمة لفن ياباني

بي دي ان |

29 نوفمبر 2020 الساعة 06:29ص

بخطوات يملؤها الشغف، يتوجه الشاب أحمد حميد إلى إحدى المكتبات القديمة للبحث على الكتب القديمة التي مضى عليها عقد من الزمن، ويقوم بشرائها متوجهآ إلى منزله لاجئآ لغرفته التي امتلئت بغبار الكتب العتيقة، والأعمال الفنية الذي يقوم بصناعتها.

يقول حميد البالغ من العمر 29 عامًا والذي يسكن في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، عن بداية نشوء الفكرة لهذا الفن  " لاحظت  قبل عام تقريبا أن مئات الكتب المستعملة تُهمل على الأرصفة دون أن تلفت أحد، فأثارت انتباهي متسائلًا كيف يمكن الاستفادة منها بشكل يعيد علي مصدر رزق في ظل الظروف الصعبة المعاشة في قطاع غزة، فبادرت في مخيلتي ذات الفكرة التي شاهدتها يومًا أثناء تصفحي لأحد حسابات الجرافيتي حينها مرت أمامي صورة تظهر ورقًا مطويًا بطريقة ما، لم أكن أعلم اسم هذا الفن، وأضاف حميد توجها مسرعآ للبحث حول ما هية هذا الفن وكيف يتم العمل به .!".

وأكمل حميد حديثه: "لم أتمكن من التعرف على هذا الفن بسهولة، لأنني لم أكن أعلم اسمه، لذا عرضت الصورة على صديق لي الذي أخبرني أنه فن "الأوريجامي" وأنه فن ياباني، ومن هنا بدأت الرحلة، والتي استغرقت عامآ كاملآ لكي أتقن فن الأوريجامي.

وتابع :"أبحث عن الكتب  القديمة في كل رصيف، وبين جدران، وعلى رفوف المكاتب، واستخدمها لعمل فن "طي الورق" والذي يحافظ على  قيمة الكتاب". 

يجلس أحمد على كرسيه، يمسك بين يديه الكتب الذي اشتراها من المكتبة، يتناول القلم والمسطرة، وبعيون يملئها الحب بما يعمل يطوي صفحات الكتاب واحدة تلو الآخرى، لإنجاز تحفته الفنية الذي كانت في مخيلته منذ بداية العمل ويخرج بزخرفة هندسية، تجعلك تنبهر كيف إعاد الروح بهذا الشكل للكتاب القديم من جديد.

يقول حميد: "مع بداية احترافي لفن الأوريغامي عرضت ما أقوم به على فنانين أصدقاء، وقاموا بتشجيعي  وطلب بعض الكلمات لأصنعها لهم  ومن هنا كانت البداية للاستمرار"

يضيف حميد: "لقد رأى العديد من الناس في الخارج وكذلك في الضفة الغربية والقدس أعمالي الفنية على وسائل التواصل الاجتماعية وقاموا بمراسلتي  يطلبون فيها أن أصنع لهم قطعًا فنية خاصة بهم ولمناسباتهم،  لكنني كنت أعتذر لهم لأنني لا أستطيع أن أرسل طلبهم نظرًا للمشكلة الأكبر الذي يعاني منها كل أبناء قطاع غزة المتمثلة بالحصار المفروض وإغلاق المعابر.

حميد لم يكن الأول في عالم الإبداع، غزة بوجعها تولد كل يوم مبدع من رحم المعاناة والألم، وإن بحثنا في كل ركن في غزة سنجد المواهب الإبداعات المختلفة، التي تعكس بفنها المعاناة التي يعيشها الشعب الغزي.