سقوط اخواني غير مسبوق

بي دي ان |

13 مارس 2022 الساعة 12:35ص

كنت واحدا من الذين كتبوا هنا وفي غير زاوية، ان التنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين بكل فروعه ليسوا اكثر من أداة رديفة للاستعمار الإسرائيلي لتبديد المشروع الوطني الفلسطيني، ومشروع الدولة الوطنية في العالم العربي، ومن خلاله المشروع القومي العربي النهضوي. وتاريخهم منذ انطلقوا 1928 حتى يوم الدنيا هذا يعكس هذا التوجه، وممارساتهم وارتباطاتهم جميعها تؤكد هذه الحقيقة.
وأكدت للمرة الالف للبسطاء من الناس، بما في ذلك الأعضاء والانصار المنضوين تحت لواء فروعهم او الداعمين لفروع الجماعة في الوطن العربي تحديدا وفي العالم الإسلامي عموما، انتبهوا لا تعوموا على شبر ماء الشعارات السياسية الكاذبة والغوغائية، لان هدف تلك الشعارات لحس عقولكم، واستدرار عواطفكم، والرقص على دمائكم، واستخدامكم في خدمة مشروعهم التخريبي والتدميري باسم الدين و"المقاومة". لا بل انهم باتوا يقلبوا المقولات الكفاحية ويستخدموا شعارات الثورة والديمقراطية وغيرها من المصطلحات والمفاهيم ذات الصلة بقوى الثورة وحركة التحرر الوطني العربية والعالمية لتضليل العالم، وقلب المفاهيم رأسا على عقب.
ونبهت مرات ومرات من ان كهنوت الجماعة او ما يسمى مكتب الارشاد ومن في مقامه في الفروع جميعا في علاقات مباشرة مع أجهزة الامن الغربية والإسرائيلية، ويعملون بتنسيق لتحقيق هدف وأد وتصفية القضية الفلسطينية وقضايا العرب الوطنية، كما في مصر وتونس وسوريا والعراق وليبيا والسودان والصومال والمغرب والجزائر والأردن والخليج العربي، ولن يتورعوا عن ارتكاب اية جريمة لتنفيذ مخططات العم سام واباطرة رأس المال.
ما تقدم له علاقة عميقة بالتصريح المباشر للقيادي الاعلامي الاخواني فيصل مشهور، مصري الجنسية، والذي عممته ونشرته قناة العربية اول امس الجمعة الموافق 11/3 الحالي، حيث يقول ذلك الاخواني المأجور علنا وفي اعقاب زيارة الرئيس الإسرائيلي لتركيا، "هي إسرائيل ما مشكلتها مع العالم الإسلامي، ان اكبر خدعة تعرض لها المسلمون في المائة سنة الماضية، هي خدعة اسمها القضية الفلسطينية، وهي قضية غير موجودة، لا نحن عاوزين دولة في فلسطين، ولا عاوزين القدس عاصمة في فلسطين". هل هناك سقوط سياسي اعمق واخطر من هذا السقوط؟ وهل هناك أوضح من هذا التصريح في التنكر التام للقضية الفلسطينية، ونفيها كليا، باعتبادها كما ذكر ذلك الاخواني "قضية غير موجودة"، وهي بالنسبة له ولجماعته من زنادقة العصر والعمالة "خدعة كبيرة خلال المائة عام الأخيرة"، وهو يقصد منذ اعلان وعد بلفور حتى الان، وان مشكلة دولة إسرائيل الاستعمارية مع العالم الإسلامي تعود "للخدعة الكبيرة".
بماذا يمكن لاي وطني او قومي او نصير سلام اممي بما في ذلك انصار السلام الإسرائيليين ان يرد على رجل الاخوان المسلمين، الا انه أداة رخيصة ومأجورة بيد اسياده في أجهزة الامن الغربية والإسرائيلية. وما عبر عنه مشهور، والذي له من اسمه نصيب بانه مشهور بالخيانة والعمالة والدونية انما هو صدى صوت الجماعة، هو صوت مكتب الارشاد وقيادات التنظيم الدولي للجماعة المارقة والمتاجرة بتاريخ ومصالح الشعوب والدول العربية الشقيقة وفي المقدمة منهم فلسطين وشعبها.
وأين هم قادة حركة حماس، فرع جماعة الاخوان المسلمين في فلسطين؟ وما هو رأيهم فيما سمعوا من احد قادتهم واعلاميهم؟ ولماذا لم يعلنوا موقفا ولو شكليا لتغطية العار الذي يغطيهم جميعا؟ والا يعبر فيصل مشهور عن خلفية سياساتهم وانقلابهم الأسود على الشرعية؟ والم يقل محمود الزهار فيما مضى بعد الانقلاب مباشرة، اين هي فلسطين؟ انها مجرد بقعة صغيرة على الخارطة غير مرئية؟ بتعبير آخر، ما ذكره المأجور فيصل هو بالضبط انعكاس لصدى صوت محمود الزهار، وكلاهما انعكاس لصوت ونبض قيادة التنظيم الدولي للاخوان المسلمين، الأداة الرديفة لإسرائيل الاستعمارية، التي اعتبر مشهور ان لا مشكلة لها مع العالم الإسلامي الا ب"الخدعة الكبيرة" اللي اسمها قضية فلسطين، وهي بالنسبة له وللجماعة "غير موجودة"، وأيضا لا هو ولا حركة حماس والتنظيم الدولي للجماعة يريدون دولة في فلسطين ولا عاصمة في القدس؟؟ وهذا ما عكسته حركة حماس في فلسطين بقبولها الامارة في غزة، وبالدولة ذات الحدود المؤقتة، ومجرد الصلاة في المسجد الأقصى، ولا يريدون عاصمة في القدس، ولا دولة في فلسطين؟ اذا الصورة اتضحت ولم تعد تنطلي على احد، وعلى المتساوقين مع حركة حماس من فصائل اليسار وغيرهم ان يعودوا لرشدهم، وان يفقوا من وهم "التحالف" المسموم، والركض في متاهة جماعة الاخوان من السنة والشيعة، وان يستعيدوا مكانتهم في منظمة التحرير.
وباختصار أيها الاخواني القذر مشهور فلسطين لها أهلها وشعبها وقيادتها، ولها مشروعها الوطني التحرري، ومشكلة الشعب والقيادة الفلسطينية فيكم، في جماعة الاخوان التخريبية، وليس في إسرائيل لوحدها، لان كلاكما في نفس الخندق المعادي للقضية باثواب مختلفة لتمرير عملية التصفية الخطيرة التي تتعرض لها القضية والشعب الفلسطيني. واوكد لك ان مشروعكم ستذروه الرياح، ويسقط كما سقطت كل المشاريع التآمرية، وان المستقبل لناظره قريب.
[email protected]
[email protected]