مع إشراقة الصباح ينطلق البائع محي الدين كلاب إلى سوق مخيم الشاطئ بكل تفاؤل إلى عمله ، البالغ من العمر 32 عاماً مواليد 1986م متزوجاً ولديه ثلاث أطفال ، ومن يقترب منه يجد أن البائع حاصل على تخصص دراسات إسلامية بكالوريوس من جامعة الأقصى ، وماجيستر ودكتوراه من الجامعة الإسلامية ، ويمضى كلاب وقته بعد الإنتهاء من البيع في تأليف الكتب ومن أشهرها "مسند غزة".

ويقول كلاب أن هناك صعوبات تواجهه أثناء البيع ، فها هو ينطلق من بعد صلاة الفجر لتجميع الفراولة من بيت لاهيا ، ثم بعد ذلك يذهب بها إلى السوق ويقوم ببيعها ، وبعد الإنتهاء من بيع الفراولة في تمام الساعة الحادية عشر مساءاً يذهب إلى بيته حاملاً في جيبه ما جناه خلال اليوم فلا يزيد البيع خلال اليوم الواحد عن 50 شيكل فقد يكون أكثرها 30 شيكل وفى إحدى الأيام تم البيع ب3 شيكل فقط ، فها هنا تظهر المعاناة في البيع ، فهذا المبلغ غير كافي لتغطية إحتياجات أطفاله .

كان يتوقع بعد الإنتهاء من الماجستير أن يجد وظيفة ، وعندما قرر أن يأخذ الدكتوراه قام بإقتراض المال من الأصدقاء ، وإنما أكبر شيء وجده البيع في السوق.

 قام بتأليف خمسين كتاباً ، وأول ما بدأ في التأليف في سنة 2014 بعد الإنتهاء من رسالة الماجستير كان لديه حب الإطلاع والهواية ، ويطمح على أن يحصل على فرصة عمل ثابتة يحاول من خلالها تأمين إحتياجات أسرته المكونة من خمس أفراد.

 يناشد الضمائر الحية ويطالب الرئيس محمود عباس ، إسماعيل هنية وإلى كل ضمير حي في غزة ، أن يكون في المكان المناسب، ووظيفة بقيمة ألف شيكل ليعيش ، فهو لم يدرس الماجستير والدكتوراه عن عبث.

 "الدكتور محي الدين كلاب" في ظل الظروف القاسية حاله كحال الكثير من الخرجين وحمله الشهادات العليا وعشرات الألاف من الشباب في غزة ، مجتمع تزيد فيه نسبة البطالة عن 60 % في أوساط الشباب.