المرأة أيقونة الشعوب

بي دي ان |

09 مارس 2022 الساعة 01:14ص

في يوم المرأة العالمي الموافق اليوم الثامن من آذار / مارس يقف العالم المحتفي بالمرأة ويومها حاملا الورود للامهات والاخوات والزوجات والبنات والحبيبات والصديقات ورفيقات الكفاح والزميلات مستحضرا اهميتهن ودورهن الريادي في الحياة، ومستذكرا الواجب الأخلاقي والقيمي والقانوني والاجتماعي ليعلن قطاع لا بأس به منه أهمية وضرورة إحداث قفزة على الصعد المختلفة لصالح تعزيز مكانة المرأة في المجتمع، والدفع بعربة المساواة والتكامل بينها وبين شقيقها ورفيقها في الحياة، والعمل للإسهام بتطور المجتمع المحلي والقومي والاممي. لا سيما وان المرأة تشكل نصف المجتمع الاجمل والاحلى وأيضا المعطاءة وحاضنة تجديد انتاج البشرية.
نعم المرأة في يومها وهي تشكر الجميع على اللفتة الجميلة من الذكور بغض النظر عن التباينات ومستويات تضامنهم وتكافلهم مع حقوقها الكاملة والجزئية، الا انها تطالبهم بشكل دائم ومثابر عندما يتذكرون كل يوم عظمة امهاتهم وعطاء زوجاتهم ونبل بناتهم، واهمية حبيباتهم، وجدارة رفيقاتهم وصديقاتهم وزميلاتهم، ان لا ينسوا واجبهم الأخلاقي والقيمي تجاه المرأة بشكل عام، وان يدافعوا كل من موقعه عن حقوقهن المسلوبة، وان يحرروهن من الموروث السلبي في مجتمعاتهم، وان يأخذوا بيدهن لتحقيق مكاسب جديدة لترسيخ دورهن الريادي والقيادي في المجتمع.
وفي زمن الحرب الدائرة على الجبهة الروسية الأوكرانية وفي فلسطين والعراق وسوريا وليبيا والسودان والصومال وكشمير ... إلخ تملي الضرورة البحث عن كيفية إيجاد الوسائل والسبل لحماية المرأة والطفولة من ويلات تلك الحرب، وان يشكلوا الحاجز المانع والحامي للنساء المكلومات والمنكوبات بويلات الحرب او المعتقلات في سجون القتلة من المستعمرين الصهاينة وجماعات التكفير والأنظمة البوليسية الاستبدادية، حيث لا تقتصر عملية التضامن والتكافل مع المرأة بتقديم الورود والهدايا الرمزية، وانما بالتجسيد العملي للقناعات المترسخة في الوعي لدى الذكور من خلال الدفاع عن المرأة المضطهدة والمستعبدة والمنكوبة بذكورية المجتمع والقيم والموروثات والعادات والأعراف البائد والمتخلفة، ورفع سيف تلك الإشكاليات والعوائق المزمنة والمرهقة لنساء الأرض، ومنحهن حقوقهن، وتأمين الرعاية وفق المعايير الأممية المتناسبة مع قيم المجتمعات الإيجابية.
وللمرأة الفلسطينية في يومها العالمي كل التقدير والتعظيم لدورها البطولي في السجون وفي الوطن والشتات والمهاجر، التي كانت ومازالت مرضعة الأجيال الجديدة بالرواية الوطنية، وحاملة بيارقها، وصانعة امجادها مع شقيقها ورفيقها الرجل في مختلف ميادين الكفاح. لا يمكن ان يمر يوم المرأة العالمي دون انصاف رفيقة السلاح والكفاح التحرري والبناء الاجتماعي والثقافي التربوي، التي تتقدم بخطى ثابتة نحو أهدافها في مواقع المسؤولية من خلال إقرار رفاقها في مراكز القرار السياسي والقانوني بأهمية دورها ومكانتها، ولعل النجاح الذي تحقق للمرأة الفلسطينية في دورة المجلس المركزي لمنظمة التحرير الحادية والثلاثين بإضافة 34 لعضوية المجلس يعكس هذه الروح الإيجابية، والوفاء لدور حارسات روح الكفاح الوطني بمختلف عناوينه.
بيد ان هذه الخطوة لا تعني ان المرأة الفلسطينية حققت كامل أهدافها، انما مطلوب من الماجدات الفلسطينيات في مختلف مواقع العطاء والبذل والإنتاج مواصلة الدفاع عن كامل حقوقهن المشروعة ووفق النظام الأساسي، ودون تردد او تراجع او تخلي تحت ثقل ضغوط القوى المتخلفة والمعادية لمصالحهن وحقوقهن عن برنامجهن والاستحقاقات السياسية والقانونية والاجتماعية والوظيفية، وداخل الفصائل والأحزاب والحركات لتكريس مكانتهن كما يليق بالمرأة البطلة.
وعلى صعيد الماجدات في باستيلات المستعمر الإسرائيلي تفرض الضرورة وضع برنامج اكثر فعالية وتكثيفا للدفاع عن حرية المرأة من قبضة دولة الابرتهايد الإسرائيلية. وهذا يفرض تصعيد النضال على المستويات المختلفة المحلية وفي الوطن والشتات وداخل الداخل والمهاجر، وفي الساحات العربية الشقيقة وفي المنابر العالمية لتبقى قضيتهن على رأس جدول اعمال المجتمع ككل، وهي بالضرورة تتلازم مع معركة تحرير اسرى الحرية جميعا دون استثناء، وان كانت تملي الضرورة وضعهن مع الاسرى الأطفال والمرضى والشيوخ على رأس أولويات الأنشطة لابناء الشعب في مختلف قطاعاته.
كل عام والمرأة بخير، وكل عام والمرأة ايقونة المجتمع الفلسطيني والعربي والاممي. ولتبقى ذكرى الثامن من آذار / مارس حاضرة وراسخة في الوعي والوجدان الوطني، والرحمة لكل شهيدات الشعب العربي الفلسطيني والأمة العربية وشهيدات الحرية والعدالة في العالم اجمع.