بائع المعجنات "ابو زهير" يعيد ذكريات غزة القديمة

بي دي ان |

08 مارس 2022 الساعة 12:00ص

مع نسمات الفجر يذهب إسماعيل قاسم المكنى بـ"ابو زهير" سيرا على أقدامه في شوارع غزة القديمة وازقتها بكل حب وبساطة إلى عمله، ليقوم باعداد المعجنات اللذيذة التي يمزج فيها نكهة الماضي.

ورث ابو زهير، محله من والده الذي افتتح هذا المحل من الثمانينات، وكان والده يقوم باعداد منقوشة الزعتر وكاسة الشاي الساخنة للمارة، ثم بعد ذلك أُغلق المحل منذ الانتفاضة الأولى، إلى أن قام ابو زهير بترميم المحل وبدأ يعمل فيه ويقوم باعداد منقوشة الزعتر ومنقوشة البيض وكاسة الشاي الساخنة وتقديمها للمارة باواني فخارية تراثية، حيث ارتبطت منقوشة الزعتر والبيض بالمكان الاثري والجميل الذي يقع بالقرب من المسجد العمري.

ومع الازدهار والتطور قام بالبحث عن طرق لاعداد معجنات أخرى إلى جانب منقوشة الزعتر والبيض كنوع من التغيير للناس، فقام باعداد معجنات الجبنة والبيتزا وصفيحة اللحمة والشوكولاتة أيضا وانواع من المشروبات الساخنة.

وأشار ابو زهير أمه تعلم صناعة "عجينة المعجنات، من امه، فهي بارعة في إعداد المعجنات، ومشهورة في نفسها الطيب، خاصة في مناقيش الزعتر والبيض، ومع مرور الوقت طورت العجينة ببعض الاضافات لكن بقيت محافظة على مذاقها البيتي الشهي، موضحا أن الادوات التي يستخدمها في اعداد المعجنات، فهي يدوية، وأنه يقوم بإعدادها بيده بمساعدة ابنه. 

يقول "أبو زهير" أن محله استرجع للناس بعض الذكريات القديمة، حيث أنه لم يكن لديهم خلفية ومعرفة واضحة عن جمال وبساطة المكان الذي يعمل فيه، الا بعد أن قام بعمل صفحة على موقع الانستقرام، وبدأ يشارك بعض الصور للمكان الجميل على مواقع التواصل الاجتماعي، فالناس بدأت تتعرف على جمال وبساطة وهدوء المكان، فأصبح لديه اقبال كبير من الناس، يأتون إليه من جميع المناطق ويرون المكان الاثري الجميل في البلدة القديمة بغزة، ويتناولون الفطور الفلسطيني امام المسجد العمري بكل حب وسرور وبهجة.

ويضيف، أن سر انبساط الناس وسعادتهم ليست فقط في معجناته، بل في بساطة وجمال المكان وتعرفهم على بلدة غزة القديمة والمسجد العمري وآثاره، وايضا حسن تعامله مع الناس بأسلوب لطيف وجميل وطيب، فالناس أصبحت تلتقط الصور مع أصدقائهم ويشاركونها على صفحاتهم بكل حب.