أرض المندوب خطٌ أحمر

بي دي ان |

06 مارس 2022 الساعة 08:29م

"أرض المندوب" واحدة من تصنيفات ملكية الأراضي جنوب قطاع غزة، تتركز في خانيونس ورفح ، وتبلغ مساحتها نحو ٣١٪ من إجمالي مساحة قطاع غزة.

بدأت القصة مع انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، إذ خرجت بعض الأراضي من طائلة مسؤوليته، إلى أيدي بعض الفلسطينيين، ورغم تعاقب الحكومات المختلفة، فقد ظلت هذه القضية مهمشة، حتى تم إشعال فتيلها مجدداً، حينما قامت سلطة الأراضي في الأسابيع الأخيرة، بعمليات تجريف وهدم لعدة منازل وأراضٍ جنوب القطاع، كما حصل في البداية مع عائلتي شعت والأسطل، في موقفٍ صريح باعتبار أرض المندوب ملك للدولة، مبررةً أن هذه الأراضي لم تشهد أي سندات رسمية من أعلى الهرم، زاعمةً أن ملكيتها تعود للحكومة التي تتعاقب على الأرض، مما أدى لتفجير حالة من الغضب الشعبي الواسع؛ رفضاً لمحاولة حكومة حماس فرض سياسة الأمر الواقع، وانتزاع ما يعرف ب " أرض المندوب"، حيث عدَّ السكان هذا الفعل اعتداء مباشر على حقوقهم في ملكيتهم الخاصة المتوارثة عبر عقود.

وفي إطار تعبير المواطنين عن رفضهم لهذه السياسة التي انتهجتها الحكومة، دعت لجنة ممثلي الأراضي غير المطوبة؛ للمشاركة في وقفة جماهيرية احتجاجية حاشدة، طالب خلالها أصحاب الأراضي بضرورة تسوية أوضاعهم بشكل قانوني، ومعاملة أرض المندوب كما تعامل الطابو، فهي ملك لأصحابها، لا للحكومة وليست للمساومة، بعنوان" أرض المندوب حقٌ تاريخي وواجبٌ وطني".

وفي هذا السياق، أعرب المواطن ( محمد الأسطل) عن رأيه، وهو أحد المتصرفين بهذه الأراضي بقوله:" مشكلتنا واضحة جداً، فإن أرض المندوب القديم، هي أراضي دافع عنها أهلها طوال عهود،من أيام الحكم العثماني ثم الانجليزي، ثم أثناء فترة وجود الحكم المصري، ومن ثم الاحتلال الإسرائيلي، وفي عهد السلطة الفلسطينية، وصولاً لفترة حكم حماس للقطاع، فسعي الحكومة للتغول على هذه الأراضي ما هو إلا عمل تعسفي".

وعقب أحد المتصرفين أيضاً:" أن مسمى أرض المندوب ما هو إلا لفظة أطلقها الاستعمار على أراضي فلسطينية بحتة ورثناها عن آبائنا".

وتابع" أن مطالبنا هي تسجيل أراضينا التي استُشهِد وأُسِر فيها أبنائنا، داعياً الجميع للتضامن مع السكان؛ لوضع حل جذري وإنهاء هذه المسألة.

وطالب آخر أن تستذكر الحكومة ما حدث في تلك المرحلة، وكيف صمد وضحّى أهل مواصي خانيونس ورفح ؛ حيث أنهم عانوا الويلات من المستوطنين من جهة والجيش من جهة أخرى من أيام الشهيد محمد فرحات.

وقال آخر" نحن موجودون اليوم لنؤكد للمسؤولين في القطاع أن هذه الأرض هي أرض الآباء والأجداد ولا يمكن التنازل بأي حال، ومستعدون لتقديم كافة التضحيات في سبيل الحفاظ عليها كما حافظنا على حقنا التاريخي في فلسطين.

واستنكر أحد المواطنين ما يحدث بسؤاله:" إذا كانت هذه الأرض حكومية فكيف وُجدنا وترعرعنا عليها لهذا اليوم؟!".