النفاق الأمريكي الأوروبي .. والوهم العربي

بي دي ان |

03 مارس 2022 الساعة 08:59م

ما زالت المندوبة الأميركية تتباكى على الوضع في أوكرانيا بعد تعرضها للهجوم من قبل روسيا والتي مازالت تدور بها رحى المعركة حتى اللحظة، فالمندوبة تعبر عن قلقها إزاء تقارير عن ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين في أوكرانيا، ثم تعود لتحمل الضباط الروس المسؤولية عن أفعالهم وأن " العالم يراقبكم".

في ذات السياق، يسخر محلل سياسي إسرائيلي من الأمم المتحدة حين استخدمت روسيا الفيتو على مشروع القرار في مجلس الأمن للأمم المتحدة لشجب الفعل الروسي اتجاه اوكرانيا، مشيرًا إلى افلاس مؤسسة الأمم المتحدة، مضيفا أنه جاء الوقت لحل هذه المؤسسة التي أصبحت عديمة القيمة، مطالبًا باقامة مؤسسة دولية أخرى مكانها.

ومن جانب آخر فان المتتبع لردود الفعل الأمريكية والغربية تجاه المعركة الروسية الأوكرانية يدرك دون بذل أي جهد نفاق وازدواجية هذه الدول دعاة الحضارة والإنسانية ، هذه الدول الصامتة عن جميع ما تقترفه آلة الحرب الإسرائيلية المتوحشة بكل ما تمتلكه من ذخائر ومعدات في قتل واعتقال وتعذيب أطفال ونساء والتي تدعي هذه الدول بدعم حقوق المرأة وتصدع رؤسنا بالحديث والمؤتمرات والمشاريع الكاذبة لحفظ حقوق المرأة والطفل وحقهم بالعيش بسلام ، كل هذه الشعارات الزائفة تكشفت اليوم خلال ردة فعل الغرب الذي دعم وأطعم وأسقى واحتضن وآوى اللاجئين الأوكرانيين بل ودول الجوار التي تعرضت لشيء من الضرر وعبء المسوولية أيا كانت، كما أقر البنك الدولي والصندوق الدولي دعم أوكرانيا بثلاث مليارات دولار خلال الاشهر القادمة " وفق مصادر اعلامية "، هذا السخاء الغربي والأمريكي لم نره نحن كعرب ولاجئين وفقراء تم سرقة مواردنا من قبل أميركا والغرب على مدار سنوات طويلة كل بطريقته، وهذا التضامن والتعاطف مع أوكرانيا ضد روسيا لم نشعر به كفلسطين في صراعنا مع إسرائيل كدولة معتدية على شعبنا وأرضنا وها هي تقتل وتسرق وتهدم البيوت وتعتقل الاطفال وتقتل الفتيات وتأتي بكل أنواع الموبقات والمحرمات على مرأى ومسمع العالم، ونحن مازلنا بضعفنا نتوسل بيان إدانة من هنا أو هناك ونعتبره انجازا دوليا ؟! لقد بانت سوءة أوروبا العجوز وتكشفت عوراتها مع أول دبابة روسية دخلت الأراضي الاوكرانية. 

وربما قد نتساءل هنا، هل الغرب مهتم لادراكنا حجم الكذب والنفاق تجاهنا ؟ هل تشعر بالخجل في حين الموقف الأمريكي معلوم لدينا. 

أوروبا لن يعتريها الخجل ولن تغطي وجهها بالوشاح خوفا من رؤيتنا لها، ولكن نحن البسطاء، الضعفاء، الأغبياء، لا نريد أن نتعلم دروسًا كثيرة كانت لنا فيها العبر ولم نعتبر، نعيش وهم الصداقة مع الأمريكان والغرب ونحن ندرك جيدا عمق العداء والخداع ومع ذلك نضع رؤوسنا تحت التراب كالنعام، لا نريد إلا أن نعتمد على الآخرين، وكلما تلقينا ضربة من العدو نشتكي لاميركا والغرب وكأنهم الحضن الدافيء انا ونحن ندرك أنهم أساس مصيبتنا ونكبتنا،

مساكين نحن الفلسطينيون ومساكين نحن العرب لا نريد أن نخلع ثوب الوهم ، وقد قالوا لنا في المدرسة قديما " برز الثعلب يوما .. بلباس الواعظينا " لماذا لا يصدقون ما قالوه لنا ؟ لماذا حالة الاستسلام العربية عامة للامريكان والغرب ونحن لدينا من البشر والإمكانيات والأدمغة والمال والنفط ما يحفظ كرامتنا وماء الوجة فينا ؟ لم نعد شامخين ولا قائمين ولا منصوبين، فمعظمنا مجرور مهزوم، مكلوم . 

الكلمة اليوم ودائما للقوي وأصحاب النفوذ ، والأمم المتحدة حين تقرر لصالحهم فهي مؤسسة ، وحين لا يتماشى القرار مع رغباتهم تصبح مؤسسة عقيمة بحاجة لتغييرها ، هذا هو العالم من حولنا، الفرق بين العربي والأجنبي واضح ،ما بين اللاجئ العربي واللاجئ الأوكراني فاضح ،، والحقائق أصبحت جلية أكثر ، فهل سيعيد العرب حساباتهم ويشكلون وحدة عربية أو تكاتف عربي ينقذون بعضهم بعد مشهد الوحدة الأوروبية وحقيقة الغرب العنصرية ؟؟ 

أم أنهم اتفقوا على ألا يتفقوا ؟ 

بكل الأحوال هناك حقيقةً ندركها جيدًا ، أن حلم كل عربي أن تكون أمتنا العربية موحدة وقوية وراسخة كالجبل وصلبة فهل يتحقق ذلك الحلم العربي ؟