خاص"بي دي ان":

هل سيستمر غزو روســـيا لأوكرانيا؟ وهل ستدخل أطراف أخرى مثل إيــــران وأميركا في المواجهة؟

بي دي ان |

03 مارس 2022 الساعة 08:03م

أقدمت روسيا قبل 8 أيام على غزو أوكرانيا رغم التحذيرات التي وجهت لها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والعديد من الدول الأخرى، حيث لا تزال الحرب دائرة والتي كبدت كلا الطرفين خسائر كبيرة حتى اللحظة سواء لوجستية أو مادية أو عسكرية، وأهمها الخسائر البشرية، دون حسم الصراع لأي من الطرفين حتى اللحظة.

ويدور السؤال هنا حول ما إذا كانت ستستمر هذه العملية لمدة أطول أو تتوقف خلال الفترة القليلة المقبلة، ومن سيكون الطرف الرابح فيها والطرف الخاسر؟ وهل ستدخل دول أخرى في المواجهة سواء مع روسيا أو أوكرانيا؟.

منسق العلاقات العربية الألمانية بالبرلمان الألماني الدكتور عبد المسيح الشامي يقول: أعتقد أن الأزمة ستستمر، وقد تأخذ أسابيع قليلة، لكن لن تطول أكثر من ذلك.

وأضاف الشامي في تصريح خاص لـ "بي دي ان"، المعركة العسكرية محسومة لصالح الروس، وروسيا حسمت المعركة منذ الساعة الأولى، حيث قضت على البنية التحتية العسكرية الأوكرانية بالكامل، وتقدمت بكل المدن، واحتلت العديد منها، وهي الآن على مشارف العاصمة كييف.

وأوضح، أن المعركة العسكرية منذ البداية غير متكافئة ولا مجال للمقارنة بين القوة العسكرية الروسية والقوة الأوكرانية، وبالتالي محسومة لصالح روسيا.

وأكد الشامي، أن الغرب الآن يتهافت ليفتح قنوات حوار ومفاوضات، مشيراً إلى ان المفاوضات التي حدثت بين كييف وروسيا هي بالأحرى مفاوضات بين الغرب وروسيا، حيث أن النظام القائم في أوكرانيا غير مخوّل ولا يستطيع الدخول في مباحثات وقرارات من ذات نفسه، بل تمت المفاوضات عبر ترتيب وتنسيق من قبل الغرب.

وبيّن أن، الأمور على الصعيد العسكري محتومة، وسيترتب عنها نصر سياسي لروسيا، مستدركاً: أوروبا اليوم عاجزة عن الوقوف في وجه روسيا اقتصادياً أو حتى عسكرياً، بعيداً عن التهويل الذي لا يوجد فيه شيء من الواقع.

وقال الشامي: أوروبا عندما أصدرت عقوبات على روسيا لم تستطع تطبيقها، بل إنها تعاقب نفسها، وهي المتضررة من قطع الغاز وقطع التعامل مع الشركات، لأن المواد الغذائية الأوروبية نصفها على الأقل من روسيا.

وأضاف، أيضاً المحركات الثقيلة والمواد الخام التي تدخل في الصناعات الالكترونية والصناعات الثقيلة مثل الطائرات والصواريخ وغيرها، جميعها من روسيا.

وشدد على، أن روسيا لم تتورط بالمعركة، ولكنها أجبرت عليها، حيث أنها كانت تفضل عدم الدخول فيها، والمعركة لم تبدأ من اليوم، بل بدأت منذ 2014، أي حوالي 8 سنوات من الصراع السياسي والأمني.

وأوضح منسق العلاقات العربية الألمانية، أن روسيا أعطت كل الفرص للتوصل لحل سياسي، ولكن الأمريكيين أفشلوا أي إمكانية للحل السياسي، لذلك هي لم تدخل في معركة تواجه فيها العالم والغرب كله لولا معرفتها بأن هذه المعركة ضرورية ولا بد منها لأنه أصبح هناك خطر كبير من امتلاك أوكرانيا سلاح نووي، وبالتالي تخرج عن السيطرة وتتحول لمنصة تآمر على روسيا وهذا يشكل خطر كبير على روسيا، ولا يمكن أن تسمح فيه، لذلك اضطرت لحسم المعركة عسكرياً طالما لا يوجد أفق لحل سياسي.

ولفت الشامي، إلى أن قضية تدخل دول أخرى سواء مع أو ضد روسيا غير وارد وغير ممكن للجميع، مؤكداً أن روسيا ليست بحاجة لدعم عسكري كي تطلب مساعدة دول أخرى من حلفاءها مثل إيران أو غيرها.

بدوره، توقع الباحث والمحلل السياسي، عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي الدكتور مهدي عفيفي، بأن تستمر الحرب، خاصة عندما أيقن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الدخول في أوكرانيا ليس بالنزهة السهلة، وأنه لا بد من أن يثبت نفسه للداخل الروسي ولا يتنازل إلا عندما يعتقد أنه انتصر بشكل أو بآخر.

وأوضح عفيفي في تصريح خاص لـ "بي دي ان"، أن مدى استمرارية هذه الحرب يتوقف على مدى تحمل بوتين للضغوطات الداخلية والخارجية، والعقوبات الاقتصادية، وأيضاً مدى مقاومة الأوكرانيين للتمدد الروسي، ومدى الخسائر البشرية التي ستحدث والضغوط الدولية عليه.

وأكد، أنه في حالة الحروب جميع الأطراف خاسرة، ولكن الخاسر الأكبر اليوم هو روسيا وبوتين، لأنه افتضح أمره أمام العالم ولا يمكن الثقة فيه مرة أخرى.

وأضاف، بوتين تعهد في وقت سابق بعدم غزو أوكرانيا، وقال إن هذه القوات كانت تقوم بتدريبات داخل الأراضي الروسية، وقال إنه لن يتخطى الحدود مع أوكرانيا ولن يقلب النظام، لكن الآن كل ما قاله وما ردده الإعلام الروسي ثبت أنها أكاذيب ولا يمكن الثقة بها مرة أخرى.

وأكد، أن الولايات المتحدة الأمريكية تحتفظ بحق التصرف، وقالت إن جميع الخيارات على الطاولة، ولن تصمت إذا تقدمت روسيا في أي مكان به حلف للناتو، لذلك تحتفظ بحق الرد والردع في حال حاولت روسيا الدخول في أي دولة من دول حلف الناتو.

وأشار عفيفي، إلى أن روسيا هي التي ساقت الحرب لنفسها، وأميركا لا تريد أن تستنزفها عبر أوكرانيا.

وأضاف، لابد الأخذ بالاعتبار أنه قبل عام 2014 لم يكن هناك جيش لأوكرانيا، حيث أنها تنازلت عن سلاحها النووي بالكامل لروسيا ضمن اتفاق "بودابست"، واختارت أن تكون دولة بلا جيش وبلا أسلحة، لذلك دخول روسيا واحتلالها لجزر القرم والدونباس هو الذي أدى لتخوف الأوكرانيين من خيانات روسيا وهذا ما حدث بالفعل.

وأكد، أن أميركا تقدم دعم لأوكرانيا لا مثيل له، منه الدعم الظاهر سواء أموال وأسلحة وتسهيلات وغيره، والدعم الغير ظاهر مثل المسائل اللوجستية والاستخباراتية، إضافة للدعم غير المباشر من دول أخرى.

وتابع عفيفي، في حال لو روسيا قامت بضرب نووي لن يكون هناك نهاية لهذا الموضوع وستبدأ الحرب العالمية الثالثة، وقد تنتهي الحياة على وجه الأرض، لأن النووي حتى مع تهديد روسيا الغير مسؤول، عواقبه وخيمة على العالم أجمع.