خاص"بي دي ان":

هل ستشهد الفترة المقبلة ارتفاعاً في الأسعار بالضفة وغزة بسبب أزمة روســــيا وأوكرانيا؟

بي دي ان |

03 مارس 2022 الساعة 03:51م

لليوم الثامن على التوالي لا زالت الحرب قائمة بين روسيا وأوكرانيا، والتي تسببت بأزمة اقتصادية أثرت على العالم كله، حيث شهدت ارتفاعاً في أسعار النفط، والذهب والعملات، إضافة لارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية وعلى رأسها القمح والزيت.

الأزمة الاقتصادية ألقت بظلالها أيضاَ على فلسطين من ضمن دول العالم، والتي تعاني من تدهور في الوضع الاقتصادي منذ عدة سنوات بسبب الاحتلال الإسرائيلي، وبعد ذلك أزمة جائحة كورونا، والآن بسبب الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.

يتساءل المواطنون في المدن الفلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة عن تداعيات هذه الأزمة وأثرها على الاقتصاد، وهل ستشهد الأيام المقبلة ارتفاعاً في الأسعار؟.

الخبير الاقتصادي الدكتور ماهر الطباع، أكد أن الحرب الروسية الأوكرانية لها تداعيات خطيرة على كافة دول العالم ومن ضمنها فلسطين بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص.

وأضاف الطباع في تصريح خاص لـ "بي دي ان"، شهدنا صباح اليوم ارتفاعاً بشكل كبير في أسعار البترول لأول مرة منذ سنوات، إضافة لارتفاع في أسعار الذهب، والعديد من السلع الأخرى مثل القمح وزيت عباد الشمس وبعض السلع المنتجة في روسيا وأوكرانيا.

وأشار إلى، أن الشرق الأوسط كله يعتمد على القمح من أوكرانيا، وبالتالي سينعكس أثر ذلك على كل دول العالم.

وحول تحمل الحكومات لتداعيات هذه الأزمة وتأثيرها على المواطن، أوضح الطباع، أن السلطة الفلسطينية منذ شهرين لم ترفع أسعار المحروقات، وتحملت الارتفاع في أسعارها وأسعار بعض السلع، ولكن السلطة في ذات الوقت تعاني من أزمة مالية سينعكس تأثيرها بلا شك على المواطن من خلال رفع أسعار بعض المنتجات.

وشدد الطباع، على أن الاعتماد على المنتجات المحلية هو الحل الأنسب في ظل الوضع الحالي، إضافة لاستغلال المساحات الزراعية وزراعتها بمنتجات مثل القمح وغيره للمساهمة قدر الإمكان في سد العجز وكمية الاستيراد من الخارج.

من جهته، قال الخبير الاقتصادي الدكتور سامح عطعوط، إن هناك قطاعات كثيرة ستتضرر من الأزمة الروسية الأوكرانية، أهمها قطاع المحروقات، حيث شهد النفط ارتفاعاً كبيراً صباح اليوم، وبالتالي سترتفع أسعار المحروقات بشكل كبير جداً خلال الفترة القليلة المقبلة.

وأضاف عطعوط في تصريح خاص لـ "بي دي ان"، أيضاً الحرب بين روسيا وأوكرانيا ستؤدي لأزمة كبيرة بمدخلات وتكاليف الإنتاج، والتقليل من الهوامش الربحية لكثير من المنشآت الصناعية، والتي بدورها ستعكس الأسعار على المواطنين ويحدث تضخم عالي زيادة عما هو عليه، إضافة لبعض الشركات التي قد تلجأ للإغلاق.

وأوضح، أن القطاع الثاني المتضرر بعد المحروقات هو القمح، خاصة أن روسيا وأوكرانيا من أكثر الدول المصدرة للقمح، حيث تصدران حوالي 25 % من القمح لكل دول العالم، وهذا بالتالي سيؤدي لارتفاع سعره في العديد من الدول.

وأشار إلى، أن فلسطين تستورد القمح الأوكراني، وهذا سيؤدي لانقطاع سلاسل التوريد، ويزيد تكاليف الشحن والنقل.

وأضاف عطعوط، قد يشهد المواطن تداعيات هذه الأزمة بدءاً من الشهر المقبل، حيث سيشهد ارتفاعاً في الأسعار، ونتوقع أن ترفع المخابز أسعار الخبز، ولكن ربما تتحمل الحكومة جزء من دعم السلع الأساسية.

ودعا الحكومة، لتشكيل خلية لإدارة الأزمة من خلال دعم وضبط ومراقبة الأسعار للخروج منها بأقل الخسائر والتخفيف عن المواطنين.

ولفت عطعوط، إلى أنه حتى لو انتهت الحرب بين روسيا وأوكرانيا اليوم، سيظل العالم يعاني من تأثيرها لمدة لا تقل عن نهاية العام الجاري، خاصة أنه كان يعاني من تضخم عالي بسبب أزمة جائحة كورونا، وقبل الانتهاء من أزمة كورونا دخل في أزمة روسيا وأوكرانيا.