مستقبل العلاقات التركية مع حماس يثير اهتمام دوائر رأي عام متعددة

بي دي ان |

21 فبراير 2022 الساعة 11:00م

بعض من الصحف الغربية الصادرة خلال اليومين الماضيين أهتمت بما كتبته صحيفة حرييت التركية والتي اشارت إلى أن مطالبة بعض من الأجهزة الأمنية التركية قيادات حركة حماس بمغادرة أراضيها، وهي الخطوة التي اثارت ولا تزال جدالا واسعا خاصة وأن وضعنا في الاعتبار ان لهذا القرار الكثير من الإرهاصات، والأهم أن ردود فعل واسعة صاحبته منذ الإعلان عنه دون حديث مباشر أو حاسم من حركة حماس. 

الصحف اللندنية اهتمت بهذه القضية، بداية من صحيفة تايمز ذات التوجه اليميني والتي اشارت إلى أن هذا القرار يأتي استكمالا لقرار تركيا بتجميد نشاط عدد من عناصر حركة الإخوان المسلمين من مصر على أراضيها. 

وفي هذا الإطار قالت صحيفة الراي اليوم اللندنية وعبر محررها نادر الصفدي إلى أن صالح العاروري القيادي في الحركة تلقى عرضا للاستقرار في الجزائر والانتقال إليها، وهو ما لم يبت فيه العاروري بعد. 

وقالت الصحيفة أن حركة “حماس” كانت حريصة خلال الـ24 ساعة على التزام الصمت وعدم إصدار أي تصريح أو بيان رسمي يُعقب أو حتى يُفند ما تم نشره على الصحيفة التركية، إلا أن قيادي في الحركة بالضفة الغربية حاول إزالة بعض هذا الغموض في تصريحات خاصة لـ”رأي اليوم”، عندما أكد أن العلاقات مع تركيا والرئيس طيب أردوغان لم تتغير ولم يطرأ عليها أي طارئ، وفي محاولتنا لمعرفة مدى صحة ما نُشر على الصحيفة التركية وطرد أنقرة لقادة “حماس” العسكريين، اكتفى بالقول “علاقتنا جيدة بتركيا، ولا يوجد جديد يذكر”.

الجدير ذكره هنا أن العلاقات بين تركيا وإسرائيل تشهد انفتاحًا وتطورًا ملحوظًا خلال الأيام الأخيرة، حيث كشفت وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن وفدا رسميا كبيرا من تركيا وصل إلى إسرائيل هذا الأسبوع في إطار الاستعدادات للزيارة المزمعة للرئيس إسحاق هرتزوغ.

عموما فإن الواقع السياسي يؤكد أن ورقة حماس ونتيجة للتطورات الاستراتيجية التي تعصف بتركيا والعالم باتت ورقة محسومة بالنسبة للأتراك، ويجب عليهم التخلص منها في اقرب وقت، وهو أمر بالفعل يؤكد حقيقة سياسية، وهي أن الحزبية دوما أو الفصائلية إلى زوال، والوطن وحده هو الباقي.

بدورها اشارت تقارير صحفية أن بعض من ممثلي حركة حماس مثل أحمد عبد الهادي ونائبه جهاد طه أجتمعوا بالسفير الجزائري في لبنان. وتشير تقارير صحفية فلسطينية إلى أن الجانبين بحثا علاقات حركة حماس مع الحكومة الجزائرية. 

وفي هذا الصدد قال مصدر مطلع لصحيفة بيروت أوبزرفر التي تصدر في الولايات المتحدة تصريحا لافتا، موضحا أن تمثيل الحركة في بيروت سيتولى أيضا تمثيل الحركة دبلوماسيا في الجزائر العاصمة، الأمر الذي يزيد من دقة هذه الخطوة خاصة وأن وضعنا في الاعتبار أن حركة حماس حريصة إلى حد كبير على وضع أفضل عناصرها السياسية والأمنية في لبنان، وبالتالي فإن تكليف هذه العناصر بالعمل المشترك بين لبنان والجزائر سيمثل خطوة مهمة للغاية في هذا الصدد خاصة مع دقة التطورات السياسية والإقليمية الدولية والشرق أوسطية الآن في العالم. عموما ومهما كان الأمر فإني على ثقة بأن بلاد العرب ستكون مع المقاومة وستتسع لها بالنهاية.