مناخ ملائم للاغتيالات!

بي دي ان |

11 فبراير 2022 الساعة 12:09ص

قبل انتهاء أعمال المجلس المركزي الدورة الحادية والثلاثين (رام الله 6-8/2/2022) والذي، أثار حوله جدلا واسعا ما بين مؤيد ومعارض وكل له أسبابه، ونحن ندرك أنه على الأغلب لم يعد يوجد اجماع بالحالة الفلسطينية على وجه العموم، وما بين وعودات المجلس بالخروج بقرارات تناسب خطورة المرحلة ومخرجات توصي بوقف التنسيق الأمني، قام جيش الاحتلال بتنفيذ جريمة اغتيال جديدة بحق ثلاثة شبان من كتائب شهداء الأقصى وسط مدينة نابلس، جريمة تضاف إلى سلسة جرائم يومية تقوم بها قوات الاحتلال على مرأى العالم دون أي اعتبار لمجتمع عربي ولا دولي. 

وزارة الحرب الإسرائيلية، كما غالبية المؤسسات في دولة الاحتلال تستغل كل ثانيةً في متابعة الحالة الفلسطينية بحذافيرها وقيامها بالأبحاث والدراسات المتعلقة بكل ما يتعلق بالفلسطينين، (دون استغلال الفلسطينيين) أنفسهم بعمل دراسات خاصة بهم وإن قاموا بأبحاث لا يأخذونها على محمل الجد والاستفادة منها، من هنا ندرك الفهم الدقيق لعدونا عن الحالة الفلسطينية الأسوأ في تاريخ القضية الفلسطينية، والذي لعب هو ذاته دورًا رئيسًا في وصولهم لهذه الحالة المزرية، إضافة للعب جزءً فلسطيني لهذا الدور سواءً كان بقصد أو بدون، إضافة للأجندات الخارجية التي تعبث بالوضع الفلسطيني بل وان هنالك دول تتحكم بشكل مباشر بالشأن الداخلي الفلسطيني وهذا لم يعد يخفى على أحد (قطر ، ايران ، تركيا ) نموذج. 

البندقية الفلسطينية المكبلة من جهة والمحكومة من جهة اخرى باتت عنوان مرحلة لم تعد ثورية العنوان والملامح، ومقاومة شعبية لم تعد تقوى على مجابهة جرائم إسرائيلية يومية تشكل استنزافا للشعب الفلسطيني خاصة أن هناك ضعفًا واضحا في مشاركة العديد من الفصائل الفلسطينية التي تدعو لمقاومة الاحتلال، واكتفائها بالمعارضة لأجل المعارضة في كثير من الاحيان، بل واطلاق تهديدات للاحتلال في حال تعلق الامر بهدف حزبي بحت. 

عامل آخر من عوامل ضعف الحالة الفلسطينية والذي أيضا يلعب الاحتلال دور أساسي به هو حالة الفلتان الأمني في الضفة الغربية واستخدام السلاح في شجار العوائل وإطلاق النار على مقرات الأجهزة الأمنية في ظل سوء العلاقة بين المواطنين والأجهزة الأمنية أحيانًا.

تخبط الحالة الفلسطينية في ظل وضع سياسي قاتم واقتصادي صعب بسبب تحكم الاحتلال بكل القنوات الاقتصادية، ومحاولته فرض سلام اقتصادي بديلا عن الحل السياسي مع تذويب حل الدولتين. 

جميع هذه الظروف المحيطة تجعل من الاحتلال عدوا شرسا لا يأبه بردة الفعل الفلسطيني في حال ارتكابه مثل هذه الجريمة بحق الشبان الثلاثة، وتبقى مصيبتنا أكبر لأنه على مايبدو أننا لم نستيقظ بعد، فلا افق لإنهاء الانقسام ولا أفق لحالة فلسطينية موحدة أو برنامج وطني موحد يشكل تحديا ورادعًا لكل آلات الحرب الإسرائيلية. 

لقد أثبتت الفصائل فشلها في تقديم نموذج وطني مشرف في ظل وجود احتلال يلتهم اراضينا ويقتل ابناءنا ويغتال دولتنا المستقبلية، ومع ذلك سنبقى بانتظار صحوة وانتفاضة شعب الفينيق الرافض للهزيمة والموت والمحب للحياة بكرامة وكبرياء الثائر الحر.