إسرائيل استخدمت "بيغاسوس" ضد مسؤولين وناشطين إسرائيليين

بي دي ان |

07 فبراير 2022 الساعة 11:44ص

في ظل الجدل الدولي السائد حول استخدام برنامج التجسس الذي طورته شركة إسرائيلية والذي يسمى "بيغاسوس" فقد كشف موقع عن استخدامه من قبل الشرطة الإسرائيلية وبشكل واسع على الهواتف الذكية لعدد من المواطنين الإسرائيليين داخل إسرائيل.

وزرعت الشرطة الإسرائيلية هذا البرنامج في هواتف مجموعة من منتخبي الجمهور ورجال أعمال ومدراء عامين لوزارات وصحافيين وناشطين ومقربين من رئيس الحكومة السابق، بنيامين نتنياهو ، وكذلك في هاتف نجله "أفنير"، وفق ما جاء في تحقيق جديد نشرته صحيفة "كلكليست" العبرية

ووفقا للصحيفة، فإن الشرطة استخدمت برنامج التجسس من دون استصدار أمر من المحكمة، حيث أن أفراد طاقم العمليات الخاصة في وحدة السايبر في الشرطة اخترقوا على مدار سنوات، بشكل سري بواسطة "بيغاسوس"، هواتف مواطنين وسيطروا عليها، "انطلاقا من إدراكهم أن القضاة لن يصادقوا على عمليات كهذه".

ورغم أن الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية تعتبر من أركان أي نظام ديمقراطي، إلا أن الشرطة الإسرائيلية نظرت إليها على أنها تهديد، وفقا للصحيفة".

وبحسب الصحيفة فقد قال مصدرو الأوامر للمحللين في وحدة السايبر الشرطية، الذين نفذوا عمليات التجسس هذه ضد متظاهرين، إن :"هدفها جمع معلومات استخباراتية مسبقة بزعم التخوف من المس بالنظام العام".

وجرت عمليات التجسس هذه عندما كان يتولى منصب المفتش العام للشرطة "روني الشيخ"، الذي تولى قبل ذلك منصب نائب رئيس الشاباك، وكان يتولى قيادة وحدة السايبر ضابط الشرطة "يوآف حسن"، ورئيس دائرة التكنولوجيا الضابط "يوسف كاحلون"، والأخيران جاءا إلى العمل في الشرطة بعد خدمتهما في وحدة التنصت 8200 في الجيش الإسرائيلي.

ويضيف الموقع أن ضباط كبار في الشرطة وقادة مناطق عمليات التجسس برروا ذلك بأنهم بحاجة إلى معلومات مسبقة حول تخطيط منظمي الاحتجاجات، وأنه بذلك فقط سيتمكنون، على سبيل المثال، من منع مفترقات طرق مركزية أو تحول الاحتجاجات إلى مظاهرات عنيفة.

وبين المعلومات التي استخرجتها الشرطة من الهواتف المخترقة، مكان المظاهرة، كيف ستسير الأمور خلالها، من سيشارك فيها، عدد المشاركين فيها وأي مفترقات طرق يمكن أن تغلق.

وإلى جانب التجسس على ناشطي الاحتجاجات ضد نتنياهو، الذي كشفت عنه الصحيفة في تقرير سابق، قبل ثلاثة أسابيع، زرعت الشرطة "بيغاسوس" في هواتف قادة احتجاجات "العاقين يتحولون إلى فهود"، التي تطالب، منذ العام 2017، بمساواة مخصصات المعاقين بالحد الأدنى للأجور، والذين درجوا على إغلاق مفارق طرق وسكك حديد القطارات. كذلك تم زرع برنامج التجسس في هواتف منظمي مظاهرات الفلاشا، الذين نظموا احتجاجات ضد تعامل الشرطة تجاههم.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بواسطة "بيغاسوس" استخرجت الشرطة من الهواتف معلومات بدون أي قيود، وبضمن ذلك أسرارا شخصية، معلومات اقتصادية وشخصية واجتماعية، كانت جميعها مكشوفة لدى الشرطة ومن دون إشراف أو رقابة.

ونبش محللو دائرة السايبر الشرطية في كل ما تحتويه الهواتف المخترقة: المراسلات، التطبيقات، البريد الإلكتروني، اليوميات. كما أنهم تنصتوا على حامليها والمحيطين بهم. وبعد ذلك جرى نقل المعلومات إلى وحدات "يسام" أو وحدات الاعتقالات في المناطق المختلفة، وذلك من خلال الحفاظ على سرية الطريقة التي جرى من خلالها الحصول على المعلومات، وكانت الشرطة تدعي أحيانا بأنها حصلت على المعلومات من بلاغ قدمه شخص ما.

ويذكر بأن الشرطة تستخدم "بيغاسوس" منذ بداية العام 2015، وبعد ذلك اتسع استخدامه. وأشارت الصحيفة إلى أن استخدامه لم يعد "تجاوزات عينية" وإنما أصبح نهجا في تحقيقات الفساد ومخالفات مسؤولين في القطكاعين العام والخاص، وكذلك خلال تعقب مصادر تسريبات لدى كبار موظفي الدولة، أو في محاولات لاصطياد معلومات استخباراتية.

وجرت عمليات التجسس هذه كلها من دون أمر محكمة ومن دون الحاجة إلى جمع أدلة وإنما من أجل الحصول على معلومات استخباراتية.

وكشفت الصحيفة أن من بين المسؤولين الذي جرى زرع "بيغاسوس" في هواتفهم المدراء العامين السابقين لوزارات المواصلات والمالية والقضاء والاتصالات، ورجل الأعمال رامي ليفي، ورئيس لجنة عمال الصناعات الجوية، محرر موقع "واللا" الإلكتروني، ومدير عام الموقع السابق، إيلان يشوعا، المديرة العامة السابقة لشركة "بيزك" ومدير عام الشركة الحالي، افنير نتنياهو، إيريس الوفيتش زوجة مالك "بيزك" وواللا المتهم في ملف الفساد ضد نتنياهو، رئيس السرطة المحلية ميفاسيرت تسيون، رئيسة بلدية نتانيا، رئيس بلدية حولون، ورئيس بلدية "كريات آتا".