لم أستطع أن أخونه

بي دي ان |

23 نوفمبر 2020 الساعة 02:00ص

قال تعالى: (مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا)
حين علم زوجي أنني حامل بالفتاة الرابعة جن جنونه، وأصبح شديد الغضب، سليط اللسان، لا يجلس في البيت، يتركني وحيدة مع بناتي دون رعاية أو اهتمام أو حتى طعام، وأصبح يهددني بأنه سيتزوج من تنجب له ذكورا، وكلما دافعت عن نفسي، بأن لا علاقة لي بالأمر، وأن ذلك قدر الله وقدره، وأنه هو المسؤول عن جنس المولود ذكرا كان أو انثى، وما يزرعه يحصده، يصرخ ويكسر، ثم يخرج ضاربا باب البيت بكل قوته، ليعود في وقت متأخر لينام كجثة هامدة.
مرت اشهر الحمل ثقيلة كئيبة، وفي الليلة التي جائني فيها المخاض، اتصلت به ليذهب بي إلى المشفى إلا أنه قال لي اتصلي باخوتك ليأخذوك 

وضعت طفلتي وعدت إلى البيت، وعندما جاء أمسكت امي بالطفلة وارادت أن تجعله يراها، إلا أنه تحجج أنه متعب، وغادر البيت ليعود في منتصف الليل دون أن يحدثني بكلمة.
بعد أيام قليلة استجمعت قواي وتوجهت إليه لاحدثه، وأخبره بالأحاديث النبوية التي تتكلم عن أجر من أحسن تربية ابنتين أو ثلاثة، فكيف بأربعة، وأن ذلك قدرنا ونصيبنا، فسكت ورضي ومرت تلك الليلة بهدوء وسلام ...

في الصباح الباكر اعددت المنزل كأفضل ما يكون وذهبت إلى السوق واشتريت بعض الملابس الخاصة ومجموعة عطور ومكياج لأعيد لحياتي رونقها وجمالها، واشتريت له ساعة فاخرة وزجاجة عطر يحبها، وفي المساء اعددت عشاء فاخرا وأشعلت بعض الشموع .. عندما جاء تعشينا واعطيته هديته، فشكرني ببرود ثم استأذنني لينام فهو متعب .. فوافقته والتمست له عذرا فربما ما يقوله حقا ... ولكنه تغير جدا .. كل ما كنت افعله لأجله لم يعد يلفت انتباهه، وأصبح يقضي وقته إما على هاتفه أو خارج المنزل.

وكلما حاولت الاقتراب منه ازداد بعدا ... 
وفي أحد الليالي استيقظت على صوت طفلتي الصغيرة تبكي فلما ارضعتها وانتهيت، وجدت جوال زوجي مفتوح وهو نائم، أخذت الجوال لاضعه على حافة السرير، فدفعني الفضول والغيرة لافتش فيه، ويا ليتني لم افعل ... لم اصدق ما تراه عيني، محادثات غرامية، صور مبتذلة، مقاطع غير محترمة، مواقع مشبوهه .... بعد ساعة أغلقت الهاتف ووضعته مكانه كأن شيئا لم يكن...

لم اعرف كيف اتصرف؟ هل أخبره بما رايت؟ هل اطلب تفسيرا منه لماذا هذا يحدث؟ ماذا جرى له؟  ... انتظرت حتى جاء الصباح فلما أخبرته بالأمر وأنني رأيت كل شيء، تركني وغادر البيت ليعود متاخرا لينام في غرفة اخرى.
في صباح اليوم التالي جائني قائلا: غادري البيت فأنا لم اعد اريدك وأريد أن أبحث عن حياة أخرى وامرأة أخرى، اتركي  البنات أو خذيهم وستصلك كافة حقوقك .. الا أنني رفضت مغادرة البيت قبل الحصول على ورقة طلاقي وحقوقي ... فلما اشتد بيننا النقاش وعلت الاصوات ووجدنني مصممة على البقاء حتى أحصل على ما اريد ما دام هو لي كاره ... قال لي إذن سأغادر انا...
غادرنا وعاد إلى غرفته في منزل أهله، بعد أن رفض أن يطلقني أو يعطيني قرشا واحدا ... كان فقط يريدني أن اغادر دون أن يخسر شيئا.
مضى على غياب زوجي ثلاثة اشهر، لم ير بناته، يرسل لنا فتات ماله ويقوم اهلي بسد كافة احتياجاتي.

في احدى الليالي الكثيرة التي لم انم فيها وكنت يومها بكيت كثيرا دخل على هاتفي شخص يطلب أن نتعارف، وفي لحظة ضعف حادثته، وتكلمت معه حتى الصباح، وبقيت اسبوع يحادثني واحادثه في البداية تكلمنا في أمور عامة، ثم بدأ يغازلني اسمعني كلاما بحياتي لم اسمعه، كنت على يقين أنه يكذب وأنه يتسلى ولكن أحسست للوهلة الأولى أنني بحاجة إلى أن أسمع كلاما جميلا حتى ولو كان كذبا، شعرت أنني عدت طفلة بحاجة إلى من يلاطفها، أما محدثي فكان لبقا ورومانسيا وعاطفيا وحالما، كان يأسرني بعذوبة لسانه ولطافته .. انا لم ابادله أية كلمات حب ولكنني كنت قارئة ومنصته جيدة .. وأحسست اني على حافة هاوية وأنني إن استمريت سأنزلق فيما لا تحمد عقباه، أغلقت حسابي على وسائل التواصل واستبدلت رقمي وتبت الى الله فمثلي محال أن تذل أو تنساق لاهوائها، فأنا أخشى الله واخافه، ووالدي احسن تربيتي، وأنا أم لاربعة فتيات فيجب أن اكون قدوة يفخرن بها على مدى الأيام.