تقرير "امنستي".. وثمار التطبيع العربي!

بي دي ان |

01 فبراير 2022 الساعة 11:12م

ونحن نسير مشوار نضالي وكفاحي طويل في درب شاق جدا، في محاولة الخلاص والانعتاق من احتلال غاشم جاثم على أرضنا وفوق قلوبنا، مشوار امتد عشرات السنوات ومازال، ومع ذلك وبالرغم من كل التضحيات المبذولة والدماء النازفة، ندرك جيدا أن التحرر لن تحسمه معركة عسكرية هنا أو معركة هناك، إنما بالعمل التراكمي والذي أثبت فيه الفلسطينيين أنهم قطعوا شوطا كبيرا، خاصة في الوصول لحالة تعاطف دولية، لانهم أصحاب الحقيقة الراسخة وليست كما اليهود روايات كاذبة في كل محفل حتى وصل العالم لحالة "اشمئزاز" لأن التغول والارهاب الصهيونى بدا واضحا لأغلب الشعوب التي تريد أن ترى الحقائق دون قناع. 

وما اعتراف منظمة العفو الدولية اليوم الثلاثاء، ١ فبراير، بعنصرية إسرائيل وانها دولة أبارتهايد، الا اعترافا بالحقيقة التي ولأول مرة تتجرأ هذه المنظمة على الأغلب بمثل هذا الاعتراف الواضح والصريح، وثانيًا هو انتصارا للحق الفلسطيني وانتصارا لكل الجهود الرسمية والشعبية وجهود شباب وطنيين في الوطن والشتات قاموا بفضح الجرائم الإسرائيلية عبر السوشال ميديا، وجهود فلسطينية وأنصار القضية الفلسطينية من عرب وأجانب. 

تقرير " أمنستي" الذي يؤكد " أن نظام الفصل العنصري (أبارتهايد) الاسرائيلي ضد الفلسطينيين نظام قاس، يقوم على الهيمن،  وجريمة ضد الانسانية، وأن "إسرائيل" متورطة في هجوم واسع النطاق مًوجه ضد الفلسطينيين يرقى إلى جريمة الفصل العنصري ضد الإنسانية.

هذا التقرير المرحب به والذي يعتبر إنصافًا لفلسطين وقضيتها، استدعى حالة ذعر إسرائيلية قام على أثرها وزير الخارجية الإسرائيلي باصدار بيان صحفي تحريضي ضد منظمة العفو الدولية أنها مشينة وتفتقر للمصداقية والعدالة. 

بكل الأحوال هذا ليس مستغربا من النهج الإسرائيلي بتلفيق التهم والتهديدات على أي شخص أو مؤسسة حتى لو كانت دولية، فاسرائيل كيان يتعامل أنه فوق القانون وفوق الشرعية الدولية، ولعل ضعف الات الردع الدولية وربما انعدامها سمحت لهذا الكيان العنصري بالتمادي في توغله وتغوله على أراضي الفلسطينيين، إضافة لعامل أخر محزن ألا وهو حالة التطبيع العربية الإسرائيلية المجانية والتي مع الاسف تعبر عن حالة تراجع وترهل عربية، حيث تغرق الآن دول عربية عديدة بالحضن الإسرائيلي مع محاولة كي وعي شعوبهم العربية التي لطالما كانت صمام أمان لقضيتنا الفلسطينية، فاذا كان هذا التقرير "أمنستي" موقف منظمة دولية محايدة، فهل سيبقى العرب مصرون على اعتبار إسرائيل دولة شقيقة ويعتزون بالتطبيع معها ؟! 

بالعموم بات مطلوب فلسطينيا تكثيف الجهود الدبلوماسية والشعبية لفضح الجرائم الإسرائيلية عبر كل الوسائل المتاحة، وهنا يكمن دور وأهمية الحملات الدولية المختلفة التي ينظمها الفلسطينيون بالشراكة مع مناصرين للقضية الفلسطينية، و بمراكمة هذا الجهد لابد أن يعطي ثمرا ويعيد تدريجيا حقا مسلوبا.