سياسي عراقي لـ« بي دي ان»: بايدن لن يحدث تغييرا بالبلاد.. المفاوضات مع إسرائيل لن تكون على حساب المصالحة

بي دي ان |

21 نوفمبر 2020 الساعة 05:04م

أكد الدكتور إحسان الشمري، رئيس مركز التفكير السياسي في العراق، أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية الحالية، مختلفة بشكل كبير عن سابقاتها، خصوصا وأن قضية التشكيك والمخاوف من عدم تسليم السلطة من قبل ترامب، يبدو أنها تحدث لأول مرة.

وقال الشمري في تصريح خاص لـ« بي دي ان»: "هذا أثر بشكل كبير على دول العالم، حيث أن الطبقات السياسية في العراق منقسمة ما بين مؤيد لاستمرار ترامب وما بين مرحب بمجيء بايدن، بسبب السياسات لكل من الشخصيتين تجاه العراق".

وأضاف: "هناك من يتخوف بأن يستمر الملف العراقي بعيدا عن اولويات الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يؤثر بشكل كبير على قضية التعاون وتقديم المزيد من الدعم للعراق من الجانب الاقتصادي والامني، وهناك تخوف بأن يكون العراق في عهد ترامب الخاسر بأن يكون مساحة من الاشتباك مع ايران".

وتابع: "إن الموقف الرسمي العراقي تجاه فوز بايدن، فهو يتعامل في إطار المسار البروتوكولي، وبالتالي الحكومة العراقية تريد إرسال رسالة بأن العراق ما زال يعمل على مبدأ توازن العلاقات، واستمرارها مع أمريكا".

ولفت الشمري، إلى أن هناك تخوفاً على مستوى الطبقات السياسية العراقية، بأن يمضي جو بايدن في مشروع الأقاليم الثلاثة، وهذا يؤثر على الموقع الجيواستراتيجي للعراق، وكذلك قد يؤدي إلى احتكاك امني، خصوصا أن هذا المشروع طرحه بايدن سابقا.

وفي السياق، قال رئيس مركز التفكير السياسي في العراق: "بالرغم من ذلك، نعتقد أن بايدن سيستمر بنظره للعراق من خلال ضوابط الملف النووي الإيراني، وما سيحرزه من تقدم في المفاوضات مع إيران، فإذا ما كانت هناك تهدئة تفضي لمفاوضات تؤدي إلى إعادة صياغة الملف النووي، فسيكون هناك استقرار في الداخل العراقي، خصوصا أن حلفاء إيران في الداخل يلوحون بقضية استهداف المصالح الأمريكية، وهذا مدعاة للقلق".

وأضاف الشمري: "ننظر في العراق بان الملف العراقي لن يحتل على طاولة جو بايدن، المراتب المتقدمة قياسا بملفات أخرى مثل الملف النووي الايراني والقضية الفلسطينية وفيما يرتبط بالأزمة السورية وتركيا"، متوقعا أن تستمر العلاقات الدبلوماسية والبروتوكولية بين العراق وامريكا.

وفي سياق مختلف، اكد الشمري أن القضية الفلسطينية ستكون الأهم على طاولة جو بايدن، لافتا إلى أن ملف التطبيع سيكون من الملفات التي ستحتل نقاشاً بشكل كبير، موضحا في الوقت ذاته أنه من مصلحة بايدن أن يعمل على استدامة السلام ما بين دولة فلسطين واسرائيل، وبالتالي فإنه سيعمل على حث الطرفين للوصول إلى مشتركات خصوصا فيما يتعلق بحل الدولتين.

وقال: "بايدن يظهر بأنه يعمل على أمن إسرائيل، لكن في النهاية سيقدم رؤية مختلفة عن ترامب فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، حيث أن هناك مؤشرات على عودة المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل، لذلك فإن الوقت مناسب لوضع الحلول، حيث أن الولايات المتحدة الأمريكية سبق أن نجحت في وضع مساحات للاتفاقات بين الطرفين، لكن الأمر يمكن أن يكون أكثر جدية لدى بايدن وسيرعى التواصل بينهما، ويمكن أن يعمل على حل الملف بالشكل الذي يمكن أن يحسب له".

وأضاف الشمري: "بايدن لا يريد لهذا الملف أن يتراجع، لذلك هو ينظر بإيجابية للقضية الفلسطينية، فسيعمل على أن يوازن في نظرته وفي طبيعة ما سيدفع به من مفاوضات بين الجانبين، لذلك قد نكون أمام سياسة جديدة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية تجاه ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية".

وفيما يتعلق بملف المصالحة الفلسطينية، بعد إعلان السلطة عودة العلاقة مع إسرائيل، أكد الشمري أنه قد يكون هناك موقف لحركة حماس، لكن الداخل الفلسطيني عليه أن يتوحد، فالمرحلة المقبلة مرحلة استحقاقات، مستبعدا في الوقت ذاته أن تأخذ المفاوضات مع إسرائيل، المساحة الواسعة على حساب المصالحة.

وقال: "يجب أن تظهر كل الجهات الفلسطينية موحدة، وقد نشهد تصعيداً، ولكن قضية الموقف الموحد يجب أن تعمل عليه كل الاطراف الفلسطينية، للوصول إلى تفاهم وبشكل موحد مع الجهات الاخرى".
المصدر:  بي دي ان