تجربة عصام النزلي الانتخابية.. ما بين الأمل والخيبة

بي دي ان |

25 يناير 2022 الساعة 11:38م

يجلس الشاب عصام النزلي أمام عربته المختصة ببيع المشروبات الساخنة  والباردة على أحد مفترقات الرمال غرب مدينة غزة ،  واضعاً يديه على خده متأملاً سوء الحال الذى وصل إليه .

بصوته الحزين وملامح وجهه المتعبة  يروى لنا تجربته الانتخابية ، وكيف قص قرار تأجيلها جناح أحلامه الذي طار به بعيدا عن الواقع الأليم ، وحول تلك الأحلام لكابوس لم يستيقظ منه بعد .

يقول النزلي " إنني أبلغ من العمر 31 عاما ، درست بالجامعة الإسلامية علاقات عامة وإعلان ، وتخرجت منها سنة 2012 ولم أحصل على فرصة عمل حتى الآن لكنني لم استسلم للواقع وبدأت العمل على هذه البسطة لأبيع للمارة والمحلات المجاورة المشروبات الساخنة والباردة ".

ويضيف عصام قائلاً " إن اصدار الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، في 15 يناير 2021 مرسوما رئاسياً لتحديد مواعيد اجراء الانتخابات كان بالنسبة لي كالضوء في أخر النفق شعرت حينها وكأن الشمس أشرقت على أحلامي بعد غيابها خمسة عشر عاماً ".

ويشير إلى أنه كان مرشحاً في قائمة " صوت الناس المستقلة " الذي يرأسها الدكتور إيهاب النخال، مؤكدا على ان كل من بهذه القائمة متعلمين وقادرين على صنع القرار والتغير فمنهم المهندس والدكتور والمحامي والإعلامي .

ويصف عصام تجربته الانتخابية ب " الشيقة " حيث كانت كنافذة الأمل وشعر من خلالها أنه وأخيرا سيحصل على فرصة يستفيد بها من سنوات دراسته وخبرته ، وتعرف من خلال هذه التجربة على الكثير من الناس من مختلف انحاء القطاع وكان سعيدا جدا بسبب الاختلاط بهم والخروج عن الإطار الذي يعيش به ، وكان يطمح حقا للفوز بهذه الانتخابات وتغير الواقع وتطوير وتعزيز القوانين والوقوف بجانب الناس والإرتقاء بنفسه والمجتمع للأفضل ، قائلاً " فاقد الشيء يعطيه وبقوة ".

ويؤكد النزلي على أنه عمل على الترويج لنفسه داخل منطقته وفي جنوب وشمال القطاع وكان هناك خطة معدة بشكل إعلامي للقائمة ككل للترويج وتعريف المواطنين بهم ، ولكنه لم ينفذ بسبب قرار تأجيل الانتخابات الذي أعلن عنه الرئيس محمود عباس ، ۲۹ ابریل ۲۰۲۱ ؛ نتيجة لرفض الإحتلال اجراء الانتخابات في مدينة القدس.

ويختتم عصام حديثه قائلاً " لماذا لا يكتمل شيء بهذه المدينة ؟ متسائلاً بتعجب ، هل كُتب على مديتنا الحزن للأبد ؟!! فقرار تأجيل الانتخابات كان كالسهم الذي زرع في منتصف قلبي ... كيف لأحلامي أن تموت مجدداً !؟ ... كيف سأقنع نفسي بأنها فترة وانتهت؟! ... هل كان قرار اجراء الانتخابات ضوء بآخر النفق ؟ أم هدم للنفق على رأسي أمالي !!؟ عائداً بخيبة أملي لإعداد المشروبات حتى إشعار آخر".

يذكر أن في 25 يناير 2006 تم اجراء الانتخابات التشريعية وكانت النتيجة لصالح حركة حماس التي فازت ب 74من 132 مقعدا ، وتم افتتاح المجلس التشريعي في 18.2.2006 ولازال المواطنين والشباب تحديدا يحلمون بإجراء الانتخابات مرة أخرى وتغيير الواقع الأليم الذي يعانون منه.