خاص"بي دي ان":

هل ستؤثر التظاهرات المؤيدة للحــوثي بغزة على العلاقات بين حمـــــاس والسعودية وملف المعتقلين لديها؟

بي دي ان |

23 يناير 2022 الساعة 05:28م

خرجت يوم أمس السبت مظاهرات في قطاع غزة، رُفع فيها صور عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة الحوثي في اليمن، واللواء قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وصور الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله.

أثارت هذه التظاهرات موجة غضب عبر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي.

حمّلت بعض الأطراف حركة حماس المسؤولية حول هذه التظاهرات بصفتها التنظيم الذي يحكم قطاع غزة، في الوقت الذي تسعى فيه الحركة لتوطيد علاقاتها السياسية مع المملكة العربية السعودية خاصة بعد المباحثات الأخيرة من أجل الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين لدى المملكة وعلى رأسهم ممثلها هناك القيادي محمد الخضري.

ويبقى السؤال الذي يدور في هذه الأوقات، هو: هل ستؤدي هذه التظاهرات لتوتر العلاقات بين حركة حماس والمملكة العربية السعودية وتعيق فرص مباحثات الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين لدى المملكة؟.

الكاتب والمحلل السياسي الدكتور مصطفى الصواف، يقول: أعتقد أن قطاع غزة يتمتع بحرية رأي عالية، وهذه التظاهرات تندرج وفق هذه الرؤية، ومن حق الشعب الفلسطيني أن يعبر عن وجهة نظره، ولا يحق لحركة حماس أو غيرها أن تمنع هؤلاء من التعبير عن وجهة نظرهم.

وأضاف الصواف في تصريح خاص لـ "بي دي ان"، على الدول التي لا تقبل بالتعبير عن حرية الرأي أن تراجع نفسها وتفهم معنى حرية الرأي، وهذه مسألة تخضع لكل طرف من الأطراف.

وتابع، لا يحق لأحد أن يلوم حماس أو يلوم من يدير قطاع غزة بشأن تظاهرة خرجت للتعبير عن موقف ما، ولا أعتقد أن هذا الموضوع قد يثير غضباً هنا أو هناك، وإن أثار غضباً فهو يضيق أفق من الجهة التي تغضب على ما يعبر عنه الناس من وجهات نظرهم.

وأوضح الصواف، أنه لا يحق لأحد أن يطالب حركة حماس بالاعتذار عن المظاهرات التي خرجت، وأن هذه مسائل تعود للجمهور الفلسطيني الذي يعبر عن رأيه، ولا يحق لأحد أن يمنعه وفقاً للنظام والقانون.

من جهته اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الدكتور مأمون أبو عامر، أن ما صدر من هتافات ضد المملكة العربية السعودية وآل سعود، والهتافات المؤيدة لموقف الحوثيين في اليمن، خلال المسيرات التابعة لحركة الجهاد الإسلامي ورفع صوراً للحوثي وقاسم سليماني والرئيس الإيراني، والتصريحات التي صدرت عن القيادي في حركة حماس محمود الزهار لم تعبر عن الرأي العام، مشيراً إلى أن حركة حماس في بيانها أكدت رفضها لكل ما حدث، وهي ضد التدخل في الشأن الداخلي للدول الأخرى.

وأضاف أبو عامر في تصريح خاص لـ "بي دي ان"، حركة حماس تلقت بما فيه الكفاية من الدروس، وأدركت أن الالتزام بهذه السياسة أمراً ليس سهلاً، وتحتاج إلى ضبط في الخطاب الإعلامي.

ولفت، إلى أن هناك تجاوزات صدرت من بعض القيادات والمسؤولين في السابق، لكن في الآونة الأخيرة أصبح التوجه واضحاً بعدم التدخل في الملفات الخارجية والبقاء بموقف حيادي تجاه هذه الدول.

وشدد أبو عامر، أن الأخوة في المملكة العربية السعودية ودول الخليج عليهم أن يتفهموا أن الساحة الفلسطينية معقدة ومركبة ولا يمكن فرض سياسة معينة باتجاه المجموع، خاصة الفصائل المسلحة الموجودة في الميدان.

وأوضح، أن هذا الأمر لن يؤثر كثيراً على العلاقات مع السعودية، وسيتم احتواء أي تداعيات سلبية حول هذه الهتافات والمظاهرات.

وفيما يتعلق بملف المعتقلين الفلسطينيين في السعودية، عبر أبو عامر عن توقعاته بأن يسير بنفس الاتجاه الذي صار فيه حول ما حدث في الاستئناف الذي جرى من تخفيف الأحكام الصادرة بحقهم، مضيفاً: نحن بانتظار أن تأتي الفترة التي يتم فيها الإفراج عنهم.

وتابع، نتوقع أن يصدر عفواً ملكياً بالإفراج عنهم خلال الأيام القادمة، وبالتالي سيكون فرصة لإزالة الاحتقان والأزمات التي حدثت في الماضي في العلاقات بين حركة حماس والمملكة العربية والسعودية والإمارات.

بدوره، قال القيادي في حركة حماس سهيل الهندي، ما تتمناه الحركة والمقاومة الفلسطينية هو وحدة الأمة العربية والإسلامية وانهاء الخلافات والحروب بينهم.

وشدد الهندي في تصريح خاص لـ "بي دي ان"، على أن العدو الأساسي والرئيسي لنا هو الاحتلال الصهيوني، ولا يمكن توجيه وحرف البوصلة تجاه أي طرف غيره.

وأضاف، نحن في حركة حماس ندعو لوحدة الأمة العربية والإسلامية وتوجيه سلاحها صوب العدو الوحيد وهو الاحتلال الصهيوني الذي اغتصب الأرض وقتل الإنسان وحرق المقدسات، وأن يقف العرب على قلب رجل واحد في مواجهته.