جميعنا معنّفات

بي دي ان |

19 نوفمبر 2020 الساعة 09:06ص

تباعاً تتوالى حلقات مسلسل العنف الذي لا ينتهي تجاه الكائن الأضعف في سلسلة الحياة الشرقية- المرأة- التي من المفترض أنها نصف المجتمع وأنجبت نصفه الآخر، هذا المسلسل الذي تختلف شخوصه في كل حلقة، وتختلف ملامح ضحيته، وملابسات تعنيفها، وحيثيات الاستئساد عليها حسب كل واقعة، الضحية واحدة والأقنعة الباطشة بها لا تنتهي، بالأمس السيدة شكشك، وقبلها إسراء غريب، وبعدها من دفنها والدها وهي حية، وقبلها قائمة أسماء لا تنتهي وهكذا.. السؤال هنا هل هناك فئة معينة بذاتها تقبع تحت سيف التعنيف، ومقصلة البطش الهمجي الذي لا يمت للدين وللأخلاق بصلة.؟
باعتقادي جميعنا معنّفات، وإن اختلفت طرق التعنيف باختلاف المعنِّف، فعصبية الزوج المتسلط المفتقر لذوق الحياة مع شريكته، والذي يجيدها مع أي أنثى سواها، هو تعنيف، استلطاف الزوج لصديقات زوجته وتلميحه بذلك تعنيف، استرجال الرجل على شريكته في وجود أبنائها قصداً.. تعنيف، اختراق الرجل بعيونه لجسد المارات على الطرقات كحيوانٍ جائع.. تعنيف، تسلط الأخ على أخته المستضعفة ومنعها من ممارسة الحياة الطبيعية التي يسمح بها لبناته هو تعنيف، حرمان المرأة من الميراث باللين الموارب خلفه الشدة والتهديد المبطن تعنيف، استيلاء الرجل على راتب زوجته الكادحة ببلطجة وعنجهية وبدون تقدير تعنيف، خنوع الرجل لزوجته على حساب كرامة والدته تعنيف، تمييز الذكر عن الأنثى في قوانين العمل تعنيف، ميل القوانين الوضعية لحرمان الأم من رؤية أطفالها في سن معنية هم أحوج فيها لها.. تعنيف، عقد قران القاصرات بطرق جهنمية تحايلاً على القوانين تعنيف، الافتقار للأدب في التعامل مع المرأة في مناحي الحياة جميعها.. تعنيف..
لذلك.. لو طبّقنا هذه النماذج على حالات النساء.. لوجدنا للأسف يا أعزائي بأننا وإن اختلفت درجة الضرر من السيء للأسوأ، ومن الخدش للقتل، نجد بأننا جميعنا معنّفات..