الإغاثة الزراعية ودورها في المستوى المعيشي للمزارع الفلسطيني

بي دي ان |

25 ديسمبر 2021 الساعة 11:54م

تعد الإغاثة الزراعية، جمعية أهلية فلسطينية تأسست بواسطة مجموعة من مهندسين متطوعين عام 1983 بالضفة الغربية، ثم تم إفتتاح مقر لها في قطاع غزة عام 1987، حيث تعمل بمجال التنمية الزراعية التي تستهدف صغار المزارعين والشباب ونساء في المناطق الريفية، بهدف تعزيز صمودهم وتقديم الدعم والإرشادات لهم ضمن برامج متعددة ومختلفة.

وأهم هذه البرامج، برنامج حماية وتطوير المصادر الطبيعية، وبرنامج التمكين الإقتصادي والاجتماعي، وأيضا برنامج الطوارئ الذي يقوم على تقديم الخدمات الطارئة وتلبية حاجات الفئات المتضررة نتيجة الكوارث، سواء كانت بسبب الحروب، أو كوارث طبيعية.

وبدوره، قال تيسير محيسن مدير جمعية الإغاثة الزراعية،أنه "يوجد لدينا مشاريع تعزيز الصمود والتي تهدف المناطق مقيدة الوصول، والتي تبعد عن السلك الحديدي ١٥٠٠ متر، حيث في هذه المناطق يعاني المزارعين من مخاطر، كتعرض للإطلاق النار، ورش المبيدات من قبل الإحتلال، لذلك نقوم بمثل هذه المشاريع التي تهدف إلى تعزيز صمودهم".

وتابع :"عن طريق تعويض المزارعين، وتقديم طرق لحماية المحاصيل من خلال الدفيئات الأرضية، أو بما تسمى الأنفاق الزراعية، التي تعمل على حماية المحصول من الأمطار والمبيدات التي يرشها الإحتلال الإسرائيلي".

وأوضح أنه "إضافة إلى المشاريع التي تستهدف الأراضي التي تضررت خلال عدوان مايو الأخير على قطاع غزة، فكان لدينا بئر زراعي يخدم 400 دونم زراعي في منطقة "أم المهد" عبسان الجديدة شرق خانيونس، وتم إستهدافه بشكل مباشر من قبل الإحتلال، وعملت الإغاثة لإعادة ترميم البئر الوحيد في المنطقة والذي يعرف "بئر عرفات" وبناءه من جديد، وكان أول مشروع إستجابة ما بعد الحرب، وتم التوصل مع صاحب البئر لمعرفة إحتياجاته والموارد اللازمة لإعادة ترميمه للعمل مرة أخرى".

وبرنامج ريادة الأعمال، يشمل التدريب المهني، وتقديم المنح، ويستهدف تحديدا فئة الشباب والنساء، لتشجيعهم لتبني أفكارهم الريادة والعمل على تطويرها وتقديم الدعم التقني والفني، إضافة إلى التدريب والمنح على حسب طبيعة المشروع، بهدف تحسين مستوى الدخل.

وأضاف محيسن:" يتم اختيار الفئات التي تتلقى الدعم على حسب معايير الاحتياج والضرر بالأساس"، موضحا أن معيار الإستحقاق والجدارة جزئين أساسيين، فالمعيار الأول هو الضرر الواقع على المزارع الفلسطيني جراء الممارسات الإحتلالية المباشرة، أو بفعل تغير المناخ كرياح أو غيرها، إضافة إلى معايير الإستحقاق كمزارع تضرر أكثر من مزارع أخر، وبالتالي بحاجة إلى الدعم أكثر، لذلك تتعاون الجمعية مع وزارة الزراعة ومؤسسات اخرى بحيث لا تتكرر الخدمة لنفس الشخص، ليتم توزيع الخدمات لجميع المزارعين.

ومن جانبه، قال مالك البئر خالد عرفات "أبو فايز"، بفضل التدخلات التي نفذتها جمعية التنمية الزراعية عادة المنطقة لطبيعتها والتي كانت السبب الأساسي في ذلك، مضيفا: “لم نصدق أنه سيتم إعادة إصلاح ما دمره الاحتلال وتوفير جانب كبير من احتياجاتنا في فترة قصيرة جدا إلا أن الإغاثة نقذت ما وعدتنا به”.

وتابع:"تمكنت الإغاثة من تزويدي بمعدات جديدة بديلة للتي تم إستهدافها في الحرب، ومن طاقة شمسية، ومولد كهرباء، لإعادة ضخ المياه من جديد مع زيادتها إلى ٥٠٠ دونم زراعي، حيث أن المخزون يخدم منطقة عبسان الجديدة، وعبسان الكبيرة، ومنطقة الزنه، وخزاعه، بالإضافة إلى الإستخدام الشخصي للسكان، أي معظم مناطق الشرقية لخانيونس".

وبالتواصل مع ممولين كدول أوروبية، والإتحاد الأوروبي، إضافة إلى دول عربية، ومن خلال مؤسسات غير حكومية أوروبية متعاطفة مع الشعب الفلسطيني، تقوم  الإغاثة بعرض مشاكل و معاناة المزارعين لهم، وبعد ذلك يتم إرسال التمويل المناسب لهذه المشاريع، ويتم دعم المزارعين من خلال جمعية الإغاثة بدون أي مقابل، إنما هي خدمة هدفها فقط تعزيز صمود وتحسين المستوى المعيشي للمزارع الفلسطيني.