إلا أن أكون ظالم!

بي دي ان |

15 نوفمبر 2020 الساعة 05:09ص

قبل ٢٥ سنة تقريبا، في يوم غضبت بشدة من شخص قدمت له خدمات جليلة ولكنه غدرني وتحالف ضدي مع عدو لي، فقررت الانتقام منه فذهبت إلى رئيسه في العمل وكان جاري وصديقي وأوغرت صدره عليه وملأت صدره حقدا عليه بأمور قالها وأخرى لم يقلها، فأقسم صديقي أنه سيفعل به الأفاعيل وسيجعله يندم على اليوم الذي ولد فيه. 

عدت إلى البيت مزهوا سعيدا بما سيحدث لهذا الغدار، بعد قليل أردت النوم فبدأ ناصر الباطن أو أن شئت قل الضمير يناديني تريد أن تنام وقد افتريت على إنسان وستتسبب في أذيته وضرره، ماذا لو مت الآن ماذا ستقول لربك يا ظالم، ماذا لو لم يتحمل صاحبك ظلمك له وطب ساكت ومات. ماذا لو رفع يديه ودعا على من ظلمه هل تتحمل دعوة المظلوم التي تكفل الله بنصرها.

قمت من فراشي مفزوعا نظرت إلي الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل خرجت من البيت والأمطار تتساقط بغزارة، شققت طريقي غير ابه لأي شيء لا المطر الغزير ولا الليل الحالك السواد ولا نباح الكلاب ومشيت هرولة الى أن وصلت إلى بيت صديقي رئيس المؤسسة وحاولت ان استخدم الجرس لإيقاظه ولكن لمرارة الموقف كان الجرس عطلان، ومدخل العمارة مغلق من الخارج، ما العمل؟! ليس هناك إلا حل واحد ووحيد وهو أن أنادي عليه بأعلى صوتي نظرا لأنه يسكن في الدور الثالث من المبنى..لم أفكر طويلا في الأمر وبدأت أنادي بأعلى صوتي فبدأ الناس في الشارع يستيقظون وينظرون من شرفات منازلهم من هذا المجنون الذي أيقظنا في هذا الوقت الصادم.

من حظي العاثر أن صاحبي كان نومه ثقيل فبدأ الجيران ينادون معي عليه بسبب شغفهم الشديد لمعرفة ماذا أريد .. في نهاية المطاف استيقظ صاحبي من نومه فأطل هو وزوجته وأولاده من شرفتهم وهم في حالة ذهول، وقبل أن يتكلم بأي كلمة قلت له بأعلى صوتي : حبيبي الغالي أنا أعترف أمام الله ثم أمامكم جميعاً أنني افتريت على الشاب الذي تحدثنا عنه اليوم وقلت لك عنه ما لم يقل، لقد كذبت عليك لتنتقم منه ولن أغادر المكان إلا إذا قلت لي أن الموضوع أصبح في خبر كان وأنك لن تتخذ بحقه أي إجراء عقابي.

 رد أحد الجيران وكان يقف هو الآخر على شرفة منزله: تنعت نفسك بالكذاب من أجل هذا الموضوع التافه !! والله انك مجنون ... قلت له بصورة عفوية فورية مجنون مجنون كذاب كذاب المهم ألا  أكون ظالماً، لأنني لا أستطيع أن أتحمل دعوة مظلوم وعواقب الظلم، إياكم والظلم فالظلم ظلمات.
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا
فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عينك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم