الإعلام الجديد ومدى تأثيره على المجتمعات العربية

بي دي ان |

19 ديسمبر 2021 الساعة 09:46م

كان للإعلام الاجتماعي الدور الأساسي والفعال في نهضة الأمم والشعوب ورفع اسم العالم العربي وفلسطين بشكل خاص ، اذ فرض تحولات هائلة في العمليات الاتصالية وجميع مناحي الحياة .

 واتجه الإعلام الاجتماعي بهذه العمليات نحو التفاعلية والفورية في إنتاج المحتوى ، ونتج عن ذلك بروز بيئة إعلامية جديدة وممارسات لم تكن من قبل في العالم العربي.

المختص في الاعلام الاجتماعي، سائد حسونة قال :" لقد أثَّرت تكنولوجيات الاتصال الحديثة من خلال فرضها لأنماط وسلوكيات تواصلية جديدة على طبيعة العلاقات الاجتماعية السائدة داخل المجتمعات العربية؛ فالتشبيك الاجتماعي عبر الاتصال الوجاهي أصبح يضيق أكثر فأكثر، في مقابل اتساع نطاق التشبيك الاجتماعي الافتراضي"، الأمر الذي يعطي مساحة كبيرة لتحول الاعلام الجديد على حساب الإعلام التقليدي الأمر الذي يفرض على الأخير ابتكار تقنيات واستراتيجيات عمل جديدة تناسب هذا التطور.

وأكد حسونة في حديثه ، أن المجتمعات العربية سريعة التطور والتقاط الجديد في التكنولوجيا والتقنية وكذلك الاعلام، موضحاً أن جيلاً كبيراً من الشباب الرقمي أصبح متفاعلاً عبر صناعة محتوى عربي مبتكر مستوحى من الحضارة العربية الواعدة، وهذا الجيل أصبح مطوراً للتقنيات الجديدة وانتقل بها حتى أصبح أبرز اللاعبين الاساسين فيها. 

وأوضح أن الاعلام الاجتماعي أفرد مساحة جديدة للشباب بشكل عام حسب التوجهات والاهتمامات المتعددة التي يُغذيها واقع الاعلام الجديد، والتي أبرزها البحث عن الوظائف وفرص التعليم، وكذلك في مجال الدراسة أصبحت مصدر مهم في الحصول على المعلومات والاخبار لكنها بالتأكيد لم تصل لحد الاشباع لما تتميز به الوسائل الأخرى من ميزات تدعم موثوقية المعلومات والاخبار.

وأضاف حسونة، لا شك أنه يوجد اجماع عام بأن وسائل الإعلام الرقمية الجديدة قد تطوّرت بشكل أكبر من قدرة معظم الناس على استيعابه، مؤكداً على أهمية تجديد الالتزام بالتوعية الإعلامية " أي فهم ونقد وسائل الإعلام على نطاق أوسع "، ومساعدة الناس في الانخراط بالتفكير النقدي وتمييز الفرق النوعي بين التغريدات العابرة والمقالات المؤلفة التي تنشرها وسائل الاعلام الخاضعة للمسائلة ، وعليه يتوقع أن يسيطر الاعلام الجديد بشكل كبير ومتفرد على كل التقنيات والأساليب الحديثة في الاعلام . 

ويعتبر الاعلام الاجتماعي من أهم مظاهر الحياة وثمار التطور العملي والتكنولوجي، ومن المعلوم أن الجميع يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي سواء للترفيه أو لأسباب أخرى تعليمية أو اجتماعية، وأصبحت هذه المواقع من ضروريات الحياة الحديثة التي لا يمكن الاستغناء عنها، ولكنها سلاح ذو حدين يجب استخدامها والتعامل معها بحذر كبير. 

لقد دخلت شبكات التواصل الاجتماعي كل مناحي الحياة في جميع مجتمعات الحياة، بما فيها المجتمع الفلسطيني، واستخدمت بطرق شتى في مجالات عدة، فأحدث تغيرات هائلة وأصبحت تتفوق على وسائل الاعلام التقليدية.

وفي هذا الاطار يرى الإعلامي الفلسطيني أحمد سهمود، أن واقع الاعلام الاجتماعي بات يُشكل أهمية كبيرة، كونه يُعتمد عليه بشكل كبير من قِبل الجمهور ، نظراً لتوفر الهواتف النقالة في يد كافة أفراد الأسرة ، فأصبح بإمكان الجميع مطالعة الأخبار ومشاهدة ما يرغب لوحده مقارنة بتجمع أفراد الأسرة على التلفاز في العقود السابقة . 

ويضيف سهمود خلال حديثه ، حتى هذه اللحظة لا يمكن التنبؤ بقالب محدد لسلوك مستخدمي الاعلام الاجتماعي، ولكن يُلاحظ انتشار الأخبار السريعة والتي تُوقع المستخدمين في تناقل الشائعات المغلوطة، بمعنى أن فئة كبيرة من مستخدمي هذه المواقع لا يبذل جهداً للتأكد من الكم الهائل للمعلومات المنتشرة وبالتالي تصبح بيئة خصبة لنشر الشائعات. 

أما بالنسبة لتوجه الشباب العربي للإعلام الاجتماعي وهجرته للتقليدي، فيؤكد سهمود على ما قاله خبراء الاعلام أن الحاضر والمستقبل بأكمله للإعلام الاجتماعي دون التخلي بشكل تام عن التقليدي. 

فأي مؤسسة إعلامية كانت قناة أو إذاعة، اذا لم يكن لها تواجد عبر منصات الاعلام الاجتماعي، سيقل الجمهور المتابع لها، نظراً لتواجد الجمهور الأكبر من الناس عبر مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي كما ذكرنا سابقاً.

وبحسب رأيه الشخصي اختتم حديثه قائلا: "إن الصحفي المُستخدِم لمواقع التواصل، والمُعتمِد عليها في تصدير المعلومات والمواد الصحفية، يكسب ثقة جمهوره بقدر ما يطور أساليب عرض المادة الصحفية بما يتوائم مع منصات الاعلام الاجتماعي، بمعنى أن المادة الصحفية المنشورة عبر الفيسبوك ليست بنفس شكل المادة المنشورة عبر سناب شات مثلا، بالإضافة الى قوة رسالته الدعائية الموجهة بشكل مهني للجمهور." 

وأوضح أن صدق الإعلامي من الأمور المهمة والأساسية، وعدم استباقه للأحداث حتى لا يقع في وحل الشائعات كما حصل مع صحفيين كُثر، فانه بذلك يجد رواجا وتفاعلا كبير من الجمهور.

ورغم ما يعانيه الإعلام الاجتماعي العربي والفلسطيني بشكل خاص من انتهاكات، صعوبات، وتحديات التي لا تكاد تنفك عنه، إلا أنه مازال مستمر في التطور، ومستمر في التصدي لجميع الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة .