تداعيات الإرهاب الصهيوني

بي دي ان |

18 ديسمبر 2021 الساعة 11:33م

الإرهاب الصهيوني وجد يوم تأسست الحركة الصهيونية في نهاية القرن التاسع عشر، ونمى معها، وتغول واستوحش مع بدايات حرب الاستيطان وتنفيذ المشروع الكولونيالي الصهيوني على ارض فلسطين التاريخية مع بدايات القرن العشرين وقبل وعد بلفور، وبعد قرار الانتداب، وقبل أقامة دولة المشروع الصهيوني في العام 1948، عام نكبة الشعب الفلسطيني وبعده وحتى يوم الدنيا هذا.
غير ان ما يميز إرهاب الدولة الصهيونية بمركباتها الرسمية وغير الرسمية في العقد الأخير، هو أولا اتساع وازدياد جرائم قطعان المستعمرين ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني وممتلكاتهم وأماكن عبادتهم، حيث بلغ عدد الجرائم هذا العام ما يزيد على 460 هجحوما وحشيا؛ ثانيا كل جرائم حرب الاستيطان الاستعماري تمت، وتتم بدعم وحماية جيش الموت الإسرائيلي؛ ثالثا التكامل التام بالتخطيط والتنفيذ بين عصابات المستوطنين وحكومات إسرائيل المتعاقبة. ولم تتم جريمة من الجرائم دون هذا التكامل والتكافل، وهو ما يرد ردا مباشرا على كل من حاول الفصل بين الاستيطان الاستعماري ومركز دولة المشروع الكولونيالي الصهيوني الاستعمارية؛ رابعا التغطية القانونية الكاملة من الدولة المارقة والخارجة على القانون وقضائها لتلك العصابات الإرهابية، ولعل قانون "اساس الدولة اليهودية" خير دليل على ذلك؛ خامسا الميزة الأهم في السنوات الأخيرة لهجمات المستعمرين عدم الخشية من ردود الفعل الفلسطينية، ليس بسبب دعم الجيش الإسرائيلي، وانما لضعف صوت المقاومة الوطنية، ولاتساع وتعمق الاستيطان في الأرض الفلسطينية، ولعدم اتخاذ مواقف دولية حازمة ضد انتهاكات وجرائم دولة الإرهاب المنظم الإسرائيلية، ولاتساع التطبيع المجاني العربي، وادارتهم الظهر لفلسطين وقضيتها، ولاستمرار الانقلاب الأسود ماثلا وجاثما على الأرض في محافظات الجنوب.
وما تشهده مدن الضفة الفلسطينية منذ مساء يوم الخميس الماضي الموافق 16 كانون اول / ديسمبر الحالي في اعقاب العملية الفدائية البطولية ضد سيارة لقطعان المستعمرين، نتج عنها قتل احدهم، وجرح مرافقاه عكس الصورة الوحشية الهمجية لقطعان المستعمرين معززة بقوات الجيش وحرس الحدود وأجهزة الامن الإسرائيلية، التي انتشرت كالفطر في محافظة نابلس وطولكرم وعلى الطرق الرابطة بين مدن الشمال والجنوب، وخاصة ضد أهالي قرى برقة وقريوت وبازاريا ومحيطها، مما أدى لاعتداءات وعربدات عنصرية وفاشية، مما استدعى من أهالي قرى وبلدات سبسطية وبرقة ومن حولها لمناشدة الجماهير الفلسطينية في القرى المجاورة من تقديم العون والدعم لاهالي القرى المنكوبة بهجمات قطعان المستعمرين، والتصدي لهم.
كما ويعلم المتابعون لارهاب المستعمرين في الضفة الفلسطينية، ان ارهابهم لا ينحصر في محافظة نابلس او طولكرم وجنين وانما في كل محافظة ومدينة وقرية ومخيم وعلى رأسها وفي المقدمة منها في العاصمة الأبدية القدس، التي تتعرض لهجمة وحشية من التطهير العرقي في الشيخ جراح وسلوان واحيائها الستة وفي شعفاط وحيثما وليت وجهك تجد الإرهاب الصهيوني متغلغلا في بلدات وقرى ومركز العاصمة، فضلا عن الهجمات الإرهابية شبه اليومية للاماكن المقدسة وخاصة المسجد الأقصى المبارك لفرض التقسيم الزماني والمكاني كمقدمة لتدميره لاحقا، وفي محافظة الخليل.
هذه الجرائم الوحشية تتطلب أولا وقبل كل شيء من أبناء الشعب العربي الفلسطيني، وقبل مناشدة العالم بتأمين الحماية الدولية العمل على أولا تصعيد المقاومة الشعبية في ارجاء الوطن الفلسطيني وفق خطة عملية وواقعية للتنفيذ فورا ودون تلكؤ او تردد؛ ثانيا تشكيل لجان شعبية في مختلف المدن والقرى مهمتها حمايتها من الاعتداءات الوحشية، والتصدي المباشر لاولئك القتلة بكل الوسائل المتاحة لهم؛ ثالثا التكامل والتكافل بين القرى المجاورة عبر تشكيل لجان موقعية ومناطقية وربطها بمركز قيادي في المدن لردع المستعمرين وجيش الموت الإسرائيلي؛ رابعا تقوم هيئة مقاومة الجدار والاستيطان بتأمين الدعم المباشر لكل اللجان الشعبية، وبحيث تعتبر الوزارة مرجعية تلك اللجان بمختلف المحافظات، وتشكل مع قادة المقاومة الشعبية هيئة مركزية لوضع الخطط الكفيلة بتعزيز مكانة وقدرات تلك اللجان، ولمنحها الطابع الوطني؛ خامسا العمل على طي صفحة الانقلاب الأسود، وإعادة الاعتبار للوحدة الوطنية، وتعزيز الشراكة بين كافة القوى الرسمية والشعبية، وتقديم الدعم الكامل لضحايا الانفلات الوحشي لقطعان المستعمرين؛ سادسا وقف سياسة التلويح بوقف التنسيق مع حكومات إسرائيل، والعمل على تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي فورا. لان حكومات إسرائيل كلها تقف خلف الاستيطان؛ سابعا الطلب من العالم تأمين الحماية الدولية، ودعوة الاشقاء والأصدقاء في العالم قبل اميركا بتأمين الحماية الدولية للشعب العربي الفلسطيني.
آن الأوان للانتقال لخطوات عملانية على الأرض، ووقف لغة المناشدات والاستجداء، ورد الصاع الف صاع لإسرائيل وعصاباتها وقطعانها وعملائها في ارجاء فلسطين التاريخية.
[email protected]
[email protected]