هل انهارت التهدئة بالفعل؟

بي دي ان |

09 ديسمبر 2021 الساعة 12:03ص

كثير من الأصوات السياسية الفلسطينية قالت أخيرا أن الفصائل قررت إنهاء حالة الهدوء التي أرستها الوساطة المصرية، وإعادة تفعيل الضغوط على حدود القطاع، للدفْع في اتجاه تسريع عملية الإعمار، وتحسين الوضعَين الإنساني والاقتصادي.

ونقلت صحيفة الأخبار اللبنانية اليوم ، عن مصادر في حركة حماس، قولها: "بحسب التفاهمات التي جرت خلال الأشهر الماضية، فقد كان مقرّراً بدء تنفيذ عدد من المشروعات في تشرين الثاني الماضي، إلّا أن المصريين لم يَفوا بوعودهم هذه، من دون إبداء أسباب تملّصهم، وهو ما تنظر إليه الفصائل على أنه مراوَغة لمصلحة الاحتلال".

يأتي هذا في الوقت الذي تتصاعد فيه الكثير من التحركات السياسية والأمنية في القدس ، وسط أنباء عن تدهور اقتصادي كبير يعم المدينة بسبب المظاهرات المشتعلة بها. 

المظاهرات لا تتوقف ، وانتقادات حركة حماس والجهاد للأوضاع لا تتوقف والجميع صوته يعلو باستثناء صوت واحد يعاني ولا زال يعاني ، صوت المواطن الفلسطيني القابع بين سندان الاحتلال ومطرقة الظروف الاقتصادية الصعبة .  

عموما فإن التحركات الحالية تشير إلى أن حماس ترغب في توجيه رساله إلى مصر مفادها أن هناك ما يمكن وصفه بعدم الرضا من الأداء السياسي لمصر في ملف الوساطة بين الحركة وإسرائيل. 

والواضح فإن الحركة لا تريد توجيه انتقادات علنية لمصر ، وهي تدرك تماما العواقب السياسية والاستراتيجية لذلك ، خاصة وأن مصر لديها قوة كبيرة لن تخسرها حماس.

وتأتي هذه التصريحات في ظل ما يثار في وسائل الاعلام أو حتى عبر منصات التواصل الاجتماعي من أن حركة حماس أخفقت في إدارة شؤون القطاع ، والأهم من هذا فإن تواصل التجاذبات بشأن القضية الفلسطينية يمكن أن يؤثر على وضع القضية الفلسطينية من على رأس اهتمامات الدول العربية.

غير أن الحقيقة الأكيده الأن أن حركة حماس ومع هذا الانتقادات تحاول الإمساك بما يمكن وصفه بشعرة معاوية ، أو اي مجال لاستمرار العلاقة مع مصر ، خاصة في ظل أهمية الدور المصري رغم وجود ما يمكن وصفه بالفرق أو الأجنحة التي تعلن عنها قيادات من الحركة صراحة. 

التساؤل الأن مفاده هل ستنتهي الأزمة السياسية بين القاهرة وحماس؟ وإلى اين ستصل؟ اسئلة في منتهى الدقة وتتزايد أهميتها مع تواصل الأزمة السياسية الحاصلة على الساحة السياسية بالشرق الاوسط. 

والواضح فإن مصر تحتاج إلى حركة حماس ، كما تحتاج حماس إلى مصر ، لأن المصالح مشتركة، وحماس ترغب في القول بأنها ورقة مهمة في مسيرة التسوية ، وهو ما سيساعد في دعم المركز المصري كوسيط في مسيرة التسوية. 

وتحتاج أيضًا حركة حماس مصر لأنها وببساطة تريد من مصر استمرار وساطتها من أجل المساهمة في إدخال المساعدات الإنسانية المختلفة إلى القطاع ، والتفاوض الغير مباشر مع إسرائيل.