خاص-"بي دي ان":

بعد التهديدات بعودة التصعيد.. إلى أين تتجه الأوضاع الأمنية بغزة؟

بي دي ان |

06 ديسمبر 2021 الساعة 11:54م

تحدثت مصادر إعلامية تابعة لحركة حماس مساء اليوم الاثنين، عن احتمالية توجه المقاومة في قطاع غزة خلال الأيام القليلة للتصعيد مع إسرائيل بسبب اعتداءاتها المتواصلة بحق القدس والمسجد الأقصى والمقدسات، إضافة لمماطلتها بتنفيذ التفاهمات التي تم الاتفاق عليها بعد العدوان الأخير على القطاع في مايو الماضي.

فهل ستتجه الأوضاع الأمنية بغزة للتصعيد مع إسرائيل؟ وحال توجهها للتصعيد كيف ستكون طبيعته؟ وما دور الوسطاء في ذلك؟.

الكاتب والمحلل السياسي الدكتور حسن لافي قال، إنه وفقاً للتصريحات التي صدرت من الواضح ان حركة حماس باتت لديها قناعة ان الاحتلال يماطل ويشتري الوقت مجاناً دون ان يقدم أي من الوعود التي تم الاتفاق غليها من قبل الوسطاء، خاصة مصر.

وأضاف لافي في تصريح خاص لـ"بي دي ان"، لذلك من الممكن القول ان حركة حماس من خلال تلك التصريحات تسعى إلى امرين مركزيين وهما:

الأول: انها لن تسمح للاحتلال في استمرار المماطلة وشراء الهدوء دون ثمن يلبي احتياجات قطاع غزة واهمها ملف الإعمار، وان استمرار المماطلة هي وصفة مؤكدة لتجدد التصعيد العسكري.

الثاني: أن هذه التصريحات تأتي في إطار الضغط على الوسطاء كي يمارسوا مزيداً من الضغط على الحكومة الإسرائيلية، التي تتعمد التلكؤ، خاصة مع اقتراب زيارة وزير الخارجية الاسرائيلي يائيير لابيد للقاهرة.

وتابع، أعتقد ان حركة حماس لن تذهب مباشرة للتصعيد العسكري بل ستمنح الوسطاء فرصة للضغط على إسرائيل ولكن في اطار سقف زمني محدود، وفي حال فشل الوسطاء في اقناع اسرائيل تنفيذ التفاهمات اعتقد ان كل الخيارات ستكون على طاولة الفصائل، لافتاً إلى أن تلك الخيارات كلها ستخضع للنقاش الفصائلي للوصول لأفضل وسيلة لمجابهة الحصار والتعنت الاسرائيلي.

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ وسام عفيفه، إن ما يمكن أن نقرأه من التصريحات التي صدرت انها تحمل رسالتين، وهما: 

الأولى للاحتلال: وذلك في ظل المماطلة والتاخير بتنفيذ استحقاقات التهدئة بعد معركة سيف القدس، وأيضاً في ظل التوتر والتصعيد في الضفة الغربية والقدس.

والرسالة الثانية للوسيط المصري الذي يتابع بشكل رئيسي ملف التهدئة ويساهم ايضاً بشكل مباشر في ملفات تفكيك الحصار واعادة الإعمار، وهي ملفات ايضاً تشهد مماطلة وبطء في التنفيذ.

واضاف عفيفه في تصريح خاص لـ"بي دي ان"، بالتالي هناك تعبير عن الغضب من قبل حماس وبعض الفصائل مثل الجهاد في ظل تكرار الوعود. 

وتابع، لذلك التصريحات تعتبر بمثابة تحذير اولي لا يستبعد ان تتبعه بعض الفعاليات الميدانية الموجهة ضد الاحتلال، بدءاً من الفعاليات الشعبية وصولاً لوسائل الاحتجاج الخشنة.

واردف، في المقابل قد تشهد الايام القادمة تحركات من قبل الوسطاء لاحتواء اسباب التصعيد، وهو المرجح حتى اللحظة.

واشار عفيفه، إلى أن احتمالية تفجير الاوضاع قد تبقى قائمة، نتيجة عدم اقتصارها فقط على ازمات غزة، بل نتيجة ايضاً التوتر والغضب المتصاعد بالضفة الغربية والقدس، والذي يشكل عوامل ضاغطة على الطرفين، سواء المقاومة او الاحتلال.

واوضح، ان كل ذلك حتى اللحظة بحاجة لردود الفعل الاسرائيلية والمصرية، (خصوصاً الإعلامية) والتي قد نشهدها يوم غد.

بدورها، قالت الكاتبة والمحللة السياسية الأستاذة ريهام عودة، يبدو أن المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل و حركة حماس عبر الوساطة المصرية حول صفقة تبادل الأسرى قد فشلت بسبب تعنت الطرف الإسرائيلي للاستجابة لمطالب حماس باطلاق عدد كبير من الاسرى الفلسطينيين من ذوي الأحكام العالية، إضافة أيضاً لعدم وجود أية وعود جدية حتى الآن من قبل إسرائيل لفك الحصار عن قطاع غزة بشكل كلي.

واضافت عودة في تصريح خاص لـ"بي دي ان" ، لذا تتجه الأوضاع نحو تصعيد تدريجي من قبل فصائل المقاومة بغزة و تحت قيادة حماس عبر عدة مراحل للضغط على إسرائيل للاستجابة لمطالبها ومطالب فصائل المقاومة حول صفقة الأسرى و فك الحصار عن غزة.

وتابعت، من المحتمل جداً أن تبدأ فصائل المقاومة بقيادة حركة حماس بالتصعيد عبر عدة مراحل، حيث تبدأ بمرحلة إطلاق البالونات الحارقة وعودة أعمال الإرباك الليلي على الحدود وذلك كورقة ضغط على إسرائيل، وفي حال لم تستجب إسرائيل لمطالب الفصائل الفلسطينية ستبدأ الفصائل المرحلة الثانية من التصعيد و التي تتمثل بإطلاق رشقات من الصواريخ على البلدات الإسرائيلية في غلاف غزة، وهنا قد تندرج الأوضاع تحت تصعيد عسكري محدود يتم احتوائه عبر تدخل سريع من الوساطة المصرية أو القطرية لتهدئة الأوضاع والعودة مرة أخرى إلي المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس.

وأضافت عودة، لكن في حال أصرت إسرائيل على عدم الاستجابة لمطالب المقاومة الفلسطينية ربما تتدهور الأوضاع إلي عملية عسكرية جوية محدودة وإطلاق مزيد من صواريخ المقاومة على الجنوب الإسرائيلي، وهنا نستبعد أن تورط إسرائيل نفسها في حرب برية على قطاع غزة قبل الانتهاء من المحادثات الدولية مع إيران حول مشروعها النووي و قبل أن تحدد الولايات المتحدة الأمريكية موقفها النهائي من الاتفاق النووي الإيراني و مدى موافقتها على الخطة الإسرائيلية العسكرية و الأمنية للتعامل مع التهديد الإيراني لإسرائيل، إلي جانب أيضاً عدم رغبة الفصائل الفلسطينية بتوريط غزة في حرب مدمرة أخرى في ظل عدم البدء بعملية اعمار جدية للقطاع بعد التصعيد العسكري الأخير في شهر مايو الماضي.

وأوضحت، أن المقاومة الفلسطينية تفضّل حالياً استعمال قطاع غزة كورقة ضغط على الاحتلال الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه تحاول أن تركز في عمليات المقاومة بالضفة الغربية والقدس كساحة استراتيجية لمقاومة المستوطنين هناك، و تصبح غزة بمثابة قوة دعم و توجيه للمقاومين بمدن الضفة والقدس و أراضي 48، دون الحاجة لتوريط قطاع غزة بحرب كبيرة أخرى.