تخريج 58 باحث وباحثة من مختلف التجمعات الفلسطينية

بي دي ان |

05 ديسمبر 2021 الساعة 10:23م

خرّجت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد”، بالشراكة مع مركز المبادرة الاستراتيجية فلسطين – ماليزيا، أمس السبت، 58 مشاركًا، ضمن برنامج “اعداد الباحث الحقوقي” في دفعته السابعة خلال حفلٍ اُقيم في قاعة شركة “بوست بال” بمدينة غزة، على شرف اليوم العالمي لحقوق الانسان، بحضور الباحثين الخريجين ولفيفٌ من الإعلاميين وأعضاء الهيئة.

بدوره قال صلاح عبد العاطي رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد): إن “حشد” انطلقت كشبكة مؤسساتية عملت على بناء قائمة طويلة وعريضة لسفراء النوايا الحسنة حول العالم حيث بات لديها ما يزيد عن 186 سفير يعملون من أجل القضية الفلسطينية وينشطون من أجل مناصرة الحقوق والقضايا الوطنية إلى جوار دوائر تعمل باستمرار بشكل حثيث لرصد وتوثيق ومتابعة جميع انتهاكات حقوق الانسان سواءً على المستوى الداخلي أو الخارجي المتمثل بالاحتلال الحربي الإسرائيلي”.

وأضاف: ” طورت الهيئة الدولية أدوات ووسائل مختلفة من أجل الارتقاء بالكادر الشبابي والذي شمل برامج متعددة ومنوعة من بينها العمل التطوعي و”حشد” كانت مدرسة لتخريج عشرات الكوادر من كلا الجنسين في قطاع غزة والضفة الغربية ودول عربية مختلفة والتي كان على رأسها برنامج “اعداد الباحث الحقوقي” الذي يقوم على ثلاثة أهداف استراتيجية أولًا الارتقاء بمكانة الشباب في المجتمع وتعزيز مشاركتهم وانخراطهم لمواجهة التحديات الوطنية والإنسانية المتمثلة بالدفاع عن حقوقهم وحقوق شعبهم”.

وتابع: “ثانيًا هو الاستفادة من طاقة وقدرات الشباب الفلسطيني في رصد ومتابعة ومواكبة كافة انتهاكات حقوق الانسان حيث على مدار انطلاق هذا البرنامج، تمكنَ المشاركون من تطوير واصدار أوراق حقائق وأوراق سياسات وأوراق موقف وتقارير حقوقية نوعية تُرجمَ جزءٌ كبيرٌ منها إلى اللغة الانجليزية وتم ارساله إلى كافة المنظمات الحقوقية الدولية ونُشر على منصات “حشد” ووسائل الاعلام واُرسل إلى جميع صُناع القرار المعنيين بهذه القضايا وقد تناول الشباب من خلالها مواضيع القدس واللاجئين والأسرى والحصار على قطاع غزة والتهجير القسري، كما سلّطوا الضوء على جميع انتهاكات الاحتلال على مدار العام، كما شملت قضايا المرأة والطفل والأشخاص ذوي الاعاقة والنساء والعشرات من المواضيع والقضايا الأخرى”.

وزاد عبد العاطي: ” كان الهدف الثالث هو تطوير أدوات حقوقية جديدة في سماء الفضاء الحقوقي وفق استراتيجية مستندة إلى البحث النوعي، من أجل الارتقاء بعملية التوثيق والرصد والمتابعة لانتهاكات حقوق الانسان”.

وعبّر رئيس الهيئة الدولية “حشد”، عن سعادته الغامرة بتخريج كوكبة من الحقوقيين/ات والباحثين/ات، رغم كافة التحديات والمعيقات والتي كان أبرزها تحدي كورونا حيث اقتصر العمل في معظمه على تطبيق “الزوم”.

وأشار إلى أن الباحثين قدموا على مدار 8 أشهر من التدريب 37 ورقة حقائق نوعية و 15 ورقة سياسات، إضافة إلى اللقاءات النوعية والعديد من التقارير النوعية حيث نُشرَ عددًا منها ويجري مناقشة الباقي من عِدة أطراف مختلفة.

ونوه إلى أن القضية الفلسطينية تتعرض إلى محاولاتٍ لطمسها، وهو ما يتطلب العمل الجَماعي لمواجهة كافة الانتهاكات التي تُواجه شعبنا، أملًا الوصول إلى كافة الاستراتيجيات التي طورها الباحثون، داعيًا أصحاب القرار إلى الاصغاء بدقة لأصوات الشباب وأمالهم وتطلعاتهم وأفكارهم لأنهم يمتلكون طاقاتٍ جديرة بالتقدير والاحترام.

من جهته قال د. ابراهيم الزعيم مدير مركز المبادرة الاستراتيجية فلسطين – ماليزيا: ” الفلسطينيون يُقاتلون الاحتلال على كافة الجبهات، ومما لا شك فيه أهمية المسار الحقوقي في اثبات حقنا في هذه الأرض وتوعية العالم بهذا العام وفضح جرائم وممارسات الاحتلال المتصاعدة ضد مقدساتنا وحقوقنا الوطنية، حيث الحرص على أن تكون الساحة الميدانية مليئة بالباحثين والقانونيين القادرين على توثيق جرائم الاحتلال بكافة الامكانيات والقدرات المتاحة”

وأضاف: ” مركز المبادرة الاستراتيجية فلسطين – ماليزيا، يُخاطب جمهوره في شرق آسيا باللغة الانجليزية، ويرفع شعار الوقوف الدائم إلى جانب الحق الفلسطيني ويدعمه بكل جهدٍ يستطيع القيامَ به، لافتًا إلى أن التعاون مع “الهيئة” لن يكون الأخير وسيُعزز سُبل التواصل في الأيام المقبلة”.

من ناحيته قال د. محمود الأستاذ في كلمته نيابةً عن المدربين: إن ” هذا التخريج يأتي تزامنًا مع اليوم العالمي لحقوق الانسان الذي يُحيلنا إلى قضية الحق في التعليم، الذي يُعاني الفلسطينيون من ضياعه نتيجة المسببات الخارجة عن ارادتنا وهي الاحتلال”.

وبيّن الأستاذ: أن “حشد” اختارت برنامجًا تدريبيًا نوعيًا حيث وفقًا للتقارير فإن الجامعات الفلسطينية تُخرج أجيالًا من الشباب لا يمتلكون مهارات البحث العلمي، بحسب تقرير التنمية الانسانية العربية، وتقرير البيئة المحيطة للباحث العربي، الذي خَلُص إلى غياب بيئة أمينة وكافية لتُعِد الباحث الفلسطيني الذي يمتلك مهارات البحث العلمي بذكاء وهو ما نجحت “الهيئة” في تعزيزه وتطويره لدى المشاركين في “اعداد الباحث الحقوقي”.

ودعا المؤسسة التعليمية والتربوية، إلى ضرورة التقاط هذا البرنامج وممارسته بهدف تطوير أدوات البحث العلمي لدى الطلاب والأكاديميين، لتحريك الشارع على المستوى المحلي والعالمي من خلال الكتابات النوعية والتقارير المهنية، مهنئًا الخريجين والباحثين بامتلاكهم أدوات البحث العلمي الصحيح والنوعي.

وقد ألقت الباحثة روان الشوا كلمة الخريجين قائلة: ” اليوم نجني ثمار جهودنا بعد ما يقارب من 8 أشهر من العلم والعمل المتواصل والدؤوب، نقف اليوم وقفة فخر تحفها السعادة ونحن نقطف أزهارًا غرسناها وأسقيناها حتى أينعت لنزين بها ساحات وطننا الغالي فلسطين، اليوم نحتفي بأنفسنا كباحثين ونحن نحمل على أكتافنا هموم وقضايا وطننا الحبيب ونتعاون سويًا في حَلها، وانتاج أوراق ودراسات بحثية تعود بالنفع على مجتمعنا الفلسطيني”.

وأضافت: ” انطلقت رحلتنا مع الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني حشد، بعدما عقدت برنامجًا تدريبًا بعنوان “اعداد باحث حقوقي” في دفعته السابعة حيث استهدف البرنامج 57 حقوقيًا من قطاع غزة والضفة الغربية والشتات ومن مختلف التخصصات والأعمار وقد جرى اختيارهم بعد اجتيازهم لمراحل ثلاث وهي استبيان الكتروني، اختبار تحريري، المقابلة الشخصية، وقد سررنا بمشاركتنا في هذا البرنامج النوعي وإلى هذه التجربة الفريدة وقد لامسنا مدى شغفنا بالبحث العلمي ومدى اهتمام المشرفين بالأوراق البحثية لخروج العمل بالشكل المطلوب “.