«ميلاد» في ذكرى «الاستشهاد»

بي دي ان |

12 نوفمبر 2020 الساعة 02:59ص

في كل مرة تأتي فيها ذكرى استشهاد الياسر أبو عمار، ترى الأقلام قوافل منهم الباكي ومنهم الراثي، ومنهم من يستغيث على القائد ينهض من نومه فيسير بين الناس من جديد، ينثر الأمل والأمان فلا خوف عليهم، أبو عمار لم يكن الرئيس الأول ولا الأخير ولا الزعيم الأول ولكن يبدو أنه الزعيم الأخير لشعب لم يعد يحسن النهوض بعده، أبو عمار ذلك الرجل المختلف تماما، تدهشك بساطته وصلابته وعزيمته وقوته، لديه ذكاء حاد، كاريزما لم يمتلكها شخص اخر بعده، مدهش ذاك الحضور في غيابه، فما ندر أن استحوذ قائد على محبة واحترام شعبه وشعوب أخرى بهذه الطريقة. 

أبو عمار هو ليس مفجر الثورة ومن أجاد لعبة السلم والحرب فقط، بل كان مبدعا في احتواء شعبه بكل فصائله واختلافاتهم وأيديولوجياتهم، كان مقنعا حين حمل البندقية ومقنعا حين حمل غصن الزيتون، ومحبا حين مشى بين الناس، وقائدا فذا حين كان يُقبل أقدام الجرحى ورؤوس النساء وأيادي الأطفال الندية، أبو عمار الذي ارتبط اسمه بالكوفية وفلسطين وساحات المعارك، لم يكن شخصا عاديا حين خلق حضور القضية  الفلسطينية في كل المحافل، وحافظ على الثوابت الوطنية، بل وحافظ على كرامة المواطن وكبرياءه. 

أبو عمار الذي حمل المسدس وقال لو أخطأت قوموني بهذا، الزعيم المنفرد الذي التقى بمعظم أبناء شعبه وسمع منهم وشارك الكثير مشاعرهم، أبو عمار نبي الثورة الذي أحيا حب الوطن في قلوب الفلسطينين وعزز لديهم الانتماء والهوية الفلسطينية من خلال حفاظه على وحدة الشعب الفلسطيني، وتراثه وحضارته، وما زرعه ياسر عرفات فينا سيبقى فينا وسنبقى الأوفياء على العهد والباقون على هذه الأرض نغرس فيها أرواحنا فداء ونسقي جذورها عشقا ووفاء وانتماء، واستمرارا لمسيرة القائد الشهيد ياسر عرفات.

 وفِي ذكرى استشهاده السادسة عشر الحادي عشر من نوفمبر، لعام ألفين وعشرون، وبالتزامن، نعلن اليوم انطلاق منصتنا الإعلامية "أخبار اليوم الفلسطينية" ( بي دي ان ) لنكون صوتا حرا ثائرا مدافعا عن قضيته وأرضه وحقه بالوجود ولنبقى على العهد والوفاء لشعبنا الذي يستحق العطاء، ولقائد وأب يستحق منا الوفاء، لنعلن في هذا التاريخ المقدس من جديد، تجديد العهد للوطن والشعب والشهيد وجميعهم يستحقون. ي ذكرى استشهاد سيدي سنبقى على العهد باقون لا يخذلون ولا يتخاذلون .